تقرير الكهرباء تُطيح بأسعار اللحوم وبجودة المواد الغذائية في قطاع غزة..!

الساعة 07:27 م|23 يوليو 2016

فلسطين اليوم

تفاقم أزمة التيار الكهربائي في محافظات قطاع غزة تسببت؛ بإتلاف صلاحية بعض السلع والبضائع المثلجة خاصة في الأسواق، ما دفع التجار للبحث عن الحلول « المستعجلة » لإنقاذ ما تبقى من بضاعتهم وأموالهم.

« العفن يطفو على سطح »عُلب« الألبان والأجبان، رائحة كريهة أصابت بعض اللحوم والسبب؛ أنها تجمدت لـ6 ساعات فقط، ثم ذاب تجمدها لانقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد عن 12 ساعة متواصلة يومياً ما جعل المثلجات تسبح في بركة من الماء ذات الرائحة الكريهة ».

أصحاب المحال التجارية لم يجدو الحلول المناسبة للتغلب على العفن الذي أصاب الألبان والأجبان، فلا يستطيعون رد السلع المصابة بالعفن إلى أصحاب المصانع الذين يبررون ذلك: « خذوا على قد البيع ومفش حدا ضربك على ايدك » وفقاً لقولهم.

أما أصحاب محال اللحوم المثلجة فلا يتضررون كثيراً، لأنهم وجدوا الحل الجزئي بخفض الأسعار إلى النصف وقللوا من الاستيراد فكان نصيبهم (الراس في الطاقية) لا مربح ولا فائدة سوى وجعة الرأس.

أسعار المجمدات في النازل والاقبال ضعيف جداً..

« ماهر الحلو » صاحب محل للمثلجات في سوق الشجاعية الشعبي يقول: « كيلو الجناحين أصبح يباع بـ3شيقل بدلاً من 6شيقل، وبدلاً من أن أبيع 200كيلو لحم في اليوم أصبحت أبيع من 70إلى 80 كيلو فقط »، معللاً ذلك بأزمة التيار الكهربائي المتواصلة والمتفاقمة.

وأضاف الحلو لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »: « الكهرباء أساس تجمُد اللحوم، والثلاجات يجب أن تكون درجة التجمد فيها 18 درجة تحت الصفر »، مؤكداً أن الثلاجات موجودة لكن المشكلة في تفاقم أزمة الكهرباء التي أصبحت « 6ساعات » بدلاً من 8« .

وأوضح أنه كصاحب محل لبيع اللحوم يقوم بشراء الكميات الطلوبة يوماً بيوم، أما الكمية القليلة الزائدة خلال اليوم يُدخلها »الحلو« إلى الثلاجات المحكمة ويشغل عليها المولد الكهربائي -الماتور- لمدة 8 ساعات لتبقى بذات الجودة والكفاءة لليوم الثاني.

وأشار إلى أن تشغيل المولد الكهربائي -الماتور- يحتاج إلى مبلغ مالي كبير وهذا المبلغ لا يستطيع جمعه من عملية البيع لذلك تكون »عملية البيع وجعة راس« وفقاً لقوله.

ولفت الحلو، إلى أن التاجر الذي يورد له اللحوم بشكل يومي يقوم بعملية الضغط من أجل أن أساعده في بيع بضاعته قبل أن تُصاب بالعفن وإلا فإن التاجر لن يورد له بعد ذلك أي نوع من اللحوم.

وبين أنه يضطر لمساعدة التاجر على أن يبيع اللحوم بأسعار مخفضة إلى النصف، قائلاً: »التاجر يُقسم بالله بأنه يخسر في بيعها لكنه يخشى أن يخسر كافة المبلغ« .

وأكد الحلو أنه رغم انخفاض الأسعار إلا أن الإقبال لا زال ضعيفاً جداً لأن تفاقم أزمة الكهرباء دفعت المواطنين لشراء وجبة »الطبيخ« بشكلٍ يومي.

أصحاب الشركات »خود على قد ما بتبيع« ..

وفي جانب أخر فإن الثلاجات داخل المحال الغذائية خالية من الألبان والاجبان والحمص والمرتديلا خشية من خسارة صاحب المحل بسبب العفن الناجم عن تفاقم أزمة التيار الكهربائي.

محمد أبو عمر صاحب محل لبيع السلع الغذائية قال: »منذ تفاقم الأزمة التي أصبحت 6 ساعات والثلاجة خالية من الأجبان والألبان وكافة السلع ذات « الروح الضيق » مثل الحمص والكولا« .

وأضاف أبو عمر لمراسل »فلسطين اليوم الإخبارية« : » كنت متعوداً على جدول الـ8 ساعات وسيًرت حياتي عليها لكن تفاقم الأزمة أصاب السلع الغذائية بالعفن وأصبحت أخسر بشكل يومي ما قيمته 30 إلى 50 شيقل هذا المبلغ رغم أنه قليل إلا أنه لا زال يتراكم وستصبح « الحسبة » إما بالدولار أو الدينار« .

وأشار إلى أن المواطنين أعادوا إليه بعض السلع التي أُصيبت بالعفن، قائلاً: »العفن خاصة الذي يصيب الألبان لا  يُرى إلا بعد أن يتم فتح العلبة« .

ولفت إلى أنه تواصل مع الشركات بخصوص السلع التي أصابها العفن وكان ردهم: »خود سلع على قد ما بتبيع ومحدش ضربك على ايدك لتاخد أكتر من طاقتك".

وطالب أصحاب المحال التجارية سواء الخاصة باللحوم أو السلع الغذائية، شركة الكهرباء وسلطة الطاقة إلى سرعة ايجاد الحلول لإنقاذهم من الخسائر المتواصلة التي يتكبدونها بفعل تفاقم الأزمة.

انخفاض أسعار الخضروات والكساد سيد الموقف..

كما هوت حالة الكساد التي عمت الأسواق في قطاع غزة، بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل، بأسعار العديد من أنواع الخضروات والمواد الأساسية.

فقد انخفضت أسعار البندورة والخيار والباذنجان والكوسا والملوخية، بينما البصل حافظ على أسعار معتدلة على الرغم من انتهاء موسم جنيه منذ أكثر من شهرين.

وتتراوح أسعار كيلو البندورة، وهي من أكثر السلع احتياجاً في المنازل ما بين 1-2 شيكل منذ انتهاء شهر رمضان، وكذلك الباذنجان والكوسا والخيار بيعت بأسعار مقاربة.

وكانت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة اعلنت عن توقف أحد مولدات محطة التوليد عن العمل بتاريخ (14-7) بسبب استمرار وزارة المالية برام الله بفرض ضريبة البلو على وقود محطة الكهرباء رغم الأجواء الصيفية الحالية، وتعطل الخطوط المصرية، مما يؤدي إلى عجز كبير في إمدادات الطاقة وإرباك شديد في برنامج الكهرباء.

كلمات دلالية