خبر السعودية لبوتين: إذا تخليت عن الأسد قوتكم في المنطقة ستتجاوز الزمن السوفياتي!

الساعة 07:53 ص|23 يوليو 2016

فلسطين اليوم

مزادُ المضاربات حول سوريا وصلَ مستوىً غير مسبوق، فيما تواصل الولايات المتحدة وروسيا العمل على خطة لتثبيت خطوط التماس، وترسيم النفوذ هناك.

السعودية باتت تقدم عروضاً خيالية لموسكو تتجاوز حدود المنطق واللباقات، متعهدةً بأنها قادرة على ضمان موقع لروسيا في الشرق الأوسط يمنحها قوةً وتأثيراً يتجاوزان ما كان لها زمن الاتحاد السوفياتي. المطلوب في المقابل شيءٌ واحد، ثمنٌ واضحٌ ودقيق، هو التخلي عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد.

هذه المضاربة السعودية عرضها وزير خارجية المملكة عادل الجبير، خلال مقابلة مع مجلة «بوليتكو» في بروكسل حملت عنوان: «لا تستبعدوا أبداً السعودية». وذكرت المجلة أن «الوجه الديبلوماسي الجديد» للمملكة النفطية وعد بتغيير تدريجي داخل السعودية، ومدّ غصن الزيتون إلى روسيا، وشنّ هجوماً على إيران.

وسبق للجبير أن تحدث في سياق إغراء الروس من بروكسل، كما نقلت «السفير»، لكنه هذه المرة حاول «كسر الأسعار». شرحَ أن قادة دول الخليج يعرفون توق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط، قبل أن يعلن «نحن مستعدون لأن نعطي روسيا حصَّةً في الشرق الأوسط ستجعل منها قوة لديها نفوذ أكثر من الاتحاد السوفياتي».

الحديث بهذه اللهجة حمّالُ أوجه: من جهة، يمكنه أن يكون استشعاراً بأنه العرض المغري في الوقت المناسب، لكن يمكنه أن يكون أيضاً عرض أسعار خياليا نتيجة مخاوف بأن هناك صفقةً ضارّة تجري صياغتها، ويجب إبطالها بأي طريقة. ترجيح إحدى الكفتين مغامرة، لكن من المفيد التذكير أن الجبير كرّر تحذيراته للأوروبيين، ولغيرهم، بأنه لا يمكن تهميش دور الرياض في رسم مستقبل سوريا والمنطقة.

الوزير السعودي غمز أيضا من زاوية الحصار الغربي لروسيا. قال إنهم يدركون المصاعب الاقتصادية الروسية جراء العقوبات الغربية، موضحا أن مفتاح الحل موجود في الرياض، عبر فتح سوق الخليج أمام موسكو لإمكانية استفادتها من تكتل استثماري تفوق قدرته الصين.

بعد كل ذلك، يعتبر الجبير أن هناك منطقا سيرجح بطبيعة الحال: «سيكون من المنطقي لروسيا أن تقول إن (مستقبل) علاقاتنا حيث يمكن تطوير مصالحنا، وليس مع الأسد». لفت أيضاً إلى أن الصفقة رابحة لروسيا لأنها تتعلق بتسريع عملية لا بتغيير نتائجها، إذ قال: «نحن نختلف حول سوريا، ليس كثيرا حول (ما سيحصل) في نهاية اللعبة، ولكن كيف نصل إلى هناك»، قبل أن يخلص موجهاً الكلام إلى موسكو: «أيام الأسد معدودة، لذلك اعقدوا صفقة طالما يمكنكم ذلك».

وهاجم الجبير مجدداً إيران قائلاً إنها في حالة جنون لأنها تريد إعادة الإمبراطورية الفارسية، وهي فكرة مجنونة لأن هذه الإمبراطورية ماتت منذ عقود.

وبحسب «بوليتيكو»، فقد كان للوزير السعودي تحذير «ناعم» للأوروبيين: «ليس جيداً أبداً استبعاد السعوديين».

كلمات دلالية