لا تلتفتوا لأعداء النجاح وفكروا بإيجابية مطلقة

بالصور « مي نايف » رائدة التنمية البشرية تكشفُ الأسرار الستة لنجاحها

الساعة 08:20 م|21 يوليو 2016

فلسطين اليوم

« إنًَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ » تلك القاعدة الربانية اعتمدت عليها رائدة التنمية البشرية في فلسطين ودكتورة النقد الادبي مي نايف في حياتها الغامرة بنجاحات على جميع المستويات، ومن خلال إصرارها ورغبتها المشتعلة للوصول لأهدافها تخطت تلك السيدة كل الصعوبات التي وقفت عائقاً أمام نجاحاتها.

الدكتورة مي نايف من مواليد قطاع غزة انتقلت للعيش في الكويت وهي ابنة تسعة أشهر، أمورها في التعليم كانت ميسرة منذ أن بدأت سنوات دراستها الابتدائية، وساعدها في ذلك أنها البنت الوحيدة المدللة لوالديها، وساعد في ذلك تفوقها في التعليم.

وحصلت نايف على الترتيب الرابع عشر في الثانوية العامة على مستوى دولة الكويت، هذا الإنجاز الكبير ساعدها بالانتساب إلى جامعة كويتية رغم أنها لا تحمل الجنسية، وبعد تخرجها من الجامعة باشرت تسجيل الماجستير بمعهد الباقوري في مصر.

د. مي نايف: الإصرار على بلوغ الهدف أهم أسس النجاح، والمفترض أن يكون شعارنا إما النجاح أو النجاح

تقول نايف عن تلك المرحلة: مع حرب الخليج انتقلت عائلتي إلى العراق، وواجهتُ صعوبة في التجهيز للماجستير بسبب عدم انتمائي لحزب التحرير، وكانت تسهل أمور الانتساب للقريبين من حزب البعث الذي يدير شؤون العراق حِيْنئذ.

توقفت نايف عن متابعة دراستها بالماجستير حتى عادت إلى قطاع غزة عام 1995 مع السلطة الفلسطينية، ولشدة ارتباطها بالعمل، واعتباره أنه الإنجاز الأبرز الذي يجب أن توليه اهتمامًا بالغًا، قررت مواصلة دراستها للماجستير وكانت قد أنهت ثلاث سنوات في معهد الباقوري.

نايف: وضوح الهدف يختصر جزء كبير من المسافة

تابعت: « لم يكن في غزة برنامج ماجستير لغة عربية، وبعدَ سنوات افتتحت جامعة الأزهر برنامج الماجستير، وكنت من أول المنتسبين رغمَ اضطراري للتنازل عن جهد ثلاث سنوات من الدراسة لم تعترف بها الجامعة »، مضيفة: « لم أتوقف عن تحدي الثلاث السنوات, وقفزت وحملت بعدَ ثلاث سنوات شهادة ماجستير أفخر بها ».
وبعد الماجستير سعت نايف لنيل درجة الدكتورة وكان لها ما أرادت، فحصلت على درجة الدكتوراه من معهد البحوث والدراسات العربية في العام 2006.

نجاحات مي نايف لم تتوقف عند حدود تخصصها في (اللغة العربية) بل واصلت طريق النجاح لتصبح مدربة تنمية بشرية معتمدة، وبعدها أصبحت رائدة للتنمية البشرية في فلسطين، وذلك بعد سلسلة من العطاء التدريبي الذي أستفاد منه الآلاف من الموطنين في قطاع غزة، واستطاعت ولأول مرة في فلسطين أن تنشأ برنامج الماجستير في البرمجة اللغوية العصبية.

ولضيفتنا باع كبير -مستمر حتى اللحظة- في صالون نون الأدبي الذي يستمر في عطائه الفني والأدبي منذ 15 عاماً.

التخطيط من أهم المهارات المطلوبة لإتمام الأهداف

وبعد أن أثبتت نايف جدارتها وقدراتها بكل قوة في أي مكان او منصب تكلفُ به قُلدت منصب مدير مكتب المجلس الوطني الفلسطيني في قطاع غزة.

وترجع نايف نجاحاتها لثقتها بقدراتها، ومواكبتها للحداثة والمتابعة لكل جديد، وتطويرها لمهاراتها بشكلٍ دوري، ولرغبتها المشتعلة في تحقيق أهدافها.

وبينت أن التخطيط الاستراتيجي من اهم المهارات المطلوبة لتولي المناصب القياديّة والنجاح في إتمام الأهداف، كما لا تنسى نايف المرونة في الحياة، فهي تقول: المرونة شيء اساسي للنجاح فمن الجيد التغيير والابتكار للوصول إلى الهدف (..) ومن الجيد تغيير الطريقة إذا لم تكن فعالة في تحقيق الهدف، ومن الجيد تجريب البدائل مع الحفاظ على الهدف، فمثلاً طالب الجامعة إذا وجد التخصص الذي دخله لا يناسبه فعليه تغييره على الفور لما يناسبه.

المرونة شيء اساسي للنجاح ومن اراد الوصول للهدف عليه الالتزام بالمرونة المطلوبة عبر تغيير الخطط للوصول للهدف

وعلى الرغم من الروح المرحة والعلاقات المميزة التي تنسجها نايف مع الجميع، إلا أنها كشفت أنها اصطدمت خلال مسيرتها بمن وصفتهم بـ« اعداء النجاح »: اصطدمت في حياتي بأعداء النجاح، ولابد من التعامل معهم بحكمة عالية، وضرورة كسبهم لصفوفنا عبر الحكمة الحسنة، والرفق في التعامل.

ومن أبرز الاستراتيجيات التي تعمل بها الدكتورة نايف هي استراتيجية لصاحبها ستيفن كوفي والتي تقوم على ثلاثة كلمات (انجح – نجح - انشر)، وتعني أنجح بذاتك، وساعد الآخرين على النجاح، وأنشر نجاحك بأكبر قدرٍ ممكن.

كما وتستمد نايف نجاحاتها من القرآن والسنة النبوية، مشيرة أن قدرات المرء مهما كبُرت وتعددت فهي متواضعة إن لم تكن مقرونة بالطاقة الإلهية.

تقول: كثيراً ما أستشعر قوة قول رسولنا الكريم (تفاءلوا بالخير تجدوه( بهذه الإيجابية في التفكير وتغيير التفكير السلبي يستطيع المرء الوصول لأهدافه بكل سهولة، مضيفة: ما نفكر به الآن سيكون في المستقبل، وما نحن عليه الآن هو نتيجة أفكارنا بالماضي، داعية الشباب لتغيير واقعهم عبر إحلال التفكير الإيجابي مكان التفكير السلبي القاتل.

التوزان بين النجاح على صعيد العمل والبيت والصحة والعلاقات والتعليم مطلوب لأن النجاح منظومة متكاملة

ونصحت الموظفين وطلبة الجامعات والباحثين عن النجاح بضرورة الالتحاق بدورات تُنمي مهاراتهم خاصة المهارات الذهنية والمتعلقة بتخصصاتهم.

وعلى الرغم أن برنامج نيف مليء بالأنشطة التدريبية والدورات والندوات الفنية إلا أنها لا تغفلُ باقي جوانب النجاح، وهي النجاح في العلاقات الاجتماعية، والاهتمام بصحتها، ورعاية عائلتها، فهي تطبخُ وتكنس وترتب منزلها بيدها على الرغم من جدولها المضغوط، قائلة « التوزان مطلوب في حياة الإنسان الذي يسعى وراء النجاح الكامل ».

قدرات المرء مهما كبُرت وتعددت فهي متواضعة إن لم تكن مقرونة بالطاقة الإلهية

تقول نايف: النجاح في البيت وفي العلاقات الاجتماعية وعلى الصعيد الصحي، لا يقل نجاحاً عن النجاح خارج البيت وبالعمل (..) أنا أعتبر أن النجاح بوتقة متكاملة لا تتجزأ وإن تجزأ فهو يكون نجاح منقوص.

وشددت على أن تنظيم الوقت وتقديم الأولويات احد عوامل النجاح والوصول السريع للأهداف، قائلة: من الجيد تنظيم وقت للنوم، والاستيقاظ، والمذاكرة، والعمل، والترفيه، والأكل، والجلوس، والعائلة، ومطالعة الصحف، وجعل جزء من ذلك الوقت للعبادة وشكر الله عزوجل على ما منحنا من نعم.

 

 



1689390_10153868096770901_3849588814506523361_n

13537666_10209777158012391_6357550298314075408_n

10288754_10153657227550901_5439673954615749315_n

12341592_10153629067840901_4866533655704770454_n

12891543_10153875802690901_5141341274129340450_o

9609_10153908289865901_6888179581416532844_n

كلمات دلالية