من الذاكرة المؤلمة..

تقرير ماذا حدث في مثل هذا اليوم من العام 2014؟

الساعة 02:26 م|20 يوليو 2016

فلسطين اليوم

يصادف اليوم الأربعاء (20-7-2016) الذكرى الثانية لأكثر أيام الحرب الإسرائيلية ضراوة ودموية على قطاع غزة، ففي تلك الليلة الملتهبة لم تتوانى مدفعية الاحتلال من إلقاء قذائفها المميتة بشكل جنوني تجاه منازل المواطنين الأمنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت حرباً ضروس في قطاع غزة بتاريخ 8-7-2014 استمرت 51 يوماً متتالياً استشهد خلال أكثر من 2000 شهيداً ونحو 12 ألف جريح.

وبحسب التقديرات فإن الدقيقة الواحدة كانت تشهد سقوط نحو 5 قذائف مدفعية على منازل المواطنين وفي الطرقات والأزقة، كما كان يُسمع اشتباكات مسلحة عنيفة، إضافة إلى أصوات مرعبة تصدر عن المواطنين الأمنين العزل في منازلهم من أجل إنقاذهم من الموت الذي يحيط بهم.

في تلك الليلة الملتهبة لم يستطيع الآباء وكبار السن أن يُغمضوا عيونهم لحظة واحدة، فأبنائهم يتساقطون شهداء بين أيديهم ومنازلهم تتساقط على رؤوسهم وصراخ أطفالهم يدخل الرعب إلى قلوبهم، فلا يملكون إلا الصبر حتى تتوقف المدفعية الإسرائيلي عن إلقاء حمم بركانها الملتهب، وما أن دقت الساعة السابعة حتى نزح المدنيون عن منازلهم في حي الشجاعية إلى أماكن أكثر أمننا وسلامة على أطفالهم ونسائهم تاركين خلفهم مجازر تقشعر لها الأبدان.

وخلفت تلك الليلة وفقاً للإحصائيات نحو 70 شهداً ومئات الجرحى ودماراً هائلاً يخيل للحظة الأولى أن زلزالاً بقوة 7 ريختر ضرب المنطقة عن بكرة أبيها.

عائلات بأكملها غيبت من السجل المدني، منازل تقدر أعمارها عدة عقود من الزمن سويت بالأرض، آلاف الأسر أجبروا كُرهاً للنزوح داخل مدينة غزة والسبب أن قوة إسرائيلية مكونة من 12 جندياً داخل دبابتين مصفحتين وقعو بين قتيل وجريح خلال اشتباك مسلح مع رجال المقاومة على الحدود الشرقية لحي الشجاعية.

ورغم مرور عامين على تلك المجزرة لا زال أهالي حي الشجاعية يستذكرونها بالألم والحزن وسرد الحكايات والقصص إضافة للدعاء إلى الله عز وجل بأن لا تُعاد تلك الليلة مرة أخرى.

المواطن أحمد بكرون أحد سكان منطقة (الكوربة) شرق الشجاعية، قال: « ذكرى الحرب مؤلمة ولن تُنسى وستبقى محفورة في ذاكرتي وذاكرة كل من عاشها فكانت ليلة (20-7) مليئة بالمخاطر والصعوبة والآلام ».

وأضاف لمراسلنا: « كعادتنا في كل ليلة تناولنا فطور يوم رمضان وجلسنا ننتظر آذان العشاء لأداء صلاة التراويح لكن تفاجأنا بأصوات القذائف المدفعية التي فرضت حظر التجول منذ آذان العشاء حتى الساعة السابعة من صباح اليوم الثاني كهدنة مؤقتة لإجلاء الشهداء والجرحى ومغادرة المحاصرين من منازلهم ».

ولفت إلى أن عدد كبير من جيرانه كانوا يستنجدون بسيارات الإسعاف لإنقاذهم وإنقاذ الجرحى من أبنائهم الذين فارقوا الحياة لتأخر سيارات الإسعاف مجبرة بفعل تواصل القصف الإسرائيلي.

المسعف الفلسطيني محمود شاهر الزق تعرض لمواقف محرجة خلال تطوعه كسائق اسعاف في الهلال الأحمر بالحرب الإسرائيلية عام 2014.

وأوضح المسعف محمود أن ذكريات الحرب مؤلمة ومحزنة ومحرجة خاصة وأن مجزرة الشجاعية كانت أصعب يوم مر علينا في الحرب، قائلاً: « الكثير من الاتصالات انهالت علي من قبل عائلتي وأصدقائي فكان قانون المسعف في الهلال الأحمر وخطر القذائف المدفعية الإسرائيلي يقفان حاجزاً أمام تلبية الكثير من النداءات والإستغاثات.

وأضاف: »في كثير من المواقف كنت أشعر بالحرج الشديد وحاولت كثيراً الوصول إلى الأماكن الخطرة إلا أنني أتراجع احتراماً لقانون المسعف« ، مبيناً أنه تمكن من تجاوز القانون في حالات قليلة حين يسمع ويرى استغاثة أحد المواطنين.

ولفت إلى أنه تعرض لخطر الموت أثناء عملية إخلاء المواطنين من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قائلاً: »أذكر أنني نقلت نحو 10 مواطنين مرة واحدة في الإسعاف من منطقة الخطر، كما أذكر أنني تعرضت للخطر حين حاولت الوصول إلى منطقة لم يتم التنسيق لي بالدخول فيها من أجل إنقاذ المواطنين الذين استشهدوا فيما بعد في شارع النزاز« .

ويستذكر سكان حي الشجاعية عبر موقع التواصل الاجتماعي »الفيسبوك" مجزرة الفجر بكل الآلام والأحزان وبنشر الفيديوهات والقصص المؤلمة، مؤكدين أن ذكرى الحرب راسخة في عقولهم ولن ينسوها وستظل وصمة عار على قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين لم يستطيعوا أن يواجهوا أو يصلوا إلى رجال المقاومة.

وأكد العديد من المواطنين أن رجال المقاومة تمكنوا قبل بدء ضرب الشجاعية بالقذائف الجنونية من تلقين قوات النخبة الإسرائيلية دروساً كبيرة في فنون القتال ما دفع قوات الاحتلال لاستهداف الأطفال والرضع والنساء الآمنين في بيوتهم. 



10446710_751057594959812_8040084616809111119_n

كلمات دلالية