خبر المراقبة من شنكر- هآرتس

الساعة 10:33 ص|20 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

قرار رئيسة كلية شنكر، يودي تمير فرض الرقابة على الاعمال الفنية في المعرض الختامي لخريجي مدرسة الفن متعدد المجالات في الكلية، هو وصمة عار على المؤسسة ورئيستها. فحرية تعبير الفنانين توجد دوما في مقدمة الكفاح على ترسيم حدود الديمقراطية. ولهذا السبب، فان مدارس الفن – المؤتمنة على تعليم الجيل القادم من الفنانين – يجب أن تظهر تسامحا زائدا في معالجة مسائل المسموح والممنوع.

 

          المناسبة الحالية، والتي فرضت فيها الرقابة على رسم الوزيرة آييلت شكيد التي تصورها بعريها، تفسر كانحناء رأس طوعي من جانب تمير، وبالتالي من جانب المؤسسة التي تقف على رأسها، امام السلطة، دون أي اساس قانون، لاعتبارات بدت غريبة وغير ذات صلة.

 

          فالادعاء الرسمي الاولي من جانب المدرسة، والذي يفسر الخطوة المتخذة – وبموجبا العمل من شأنه ان يمس بوزيرة العدل، شكيد – يبدو وكأنه كان مأخوذا من درس « ليس هكذا تعلم طالب فن كيف يتوجه الى المرسم، والذي يعني هو أن ما يغرس في التلميذ هو »الا تغضب السلطة« .

 

          اما الادعاء الذي طرحته تمير بعد ذلك، والذي قال ان العمل يمس بالنساء وهو شوفيني، جنسي، رخيص ومهين للنساء – فغير مقنع هو الاخر. فليس واضحا على الاطلاق بان رسما عاريا – وهو تقليد عتيق وممارسة منتشرة في الفن التشكيلي – يستهدف المس بشكيد، وبالتأكيد ليس بالنساء بشكل عام. يمكن تفسير الرسم بوسائل مختلفة: فمثلا أن نرى فيه ضمن امور اخرى انتقاد على نزعة المحافظ التي تعاني منها محافل غير قليلة في اليمين السياسي الاسرائيلي، والذي تمثل شكيد بقدر كبير وجها له.

 

          ولما كانت المبررات التي اعطيت لفرض الرقابة غير مقنعة، يبقى معلقا في الهواء السؤال ألم تكن هذه تهديدات سلطوية بروح حرية التمويل لدى وزيرة الثقافة ميري ريغف، او موجات الحماسة من اليمين في الشبكات الاجتماعية، هي التي وجهت خطى تمير بشكل واع او غير واع – بدلا من أن تقف كالسور المنيع في وجه بعض من الشرور المريضة التي تجلبها معها هذه الازمنة، مثلما يتطلب منها دورها.

 

          من الصعب أن نخمن افكار او نوايا تمير، مثلما من الصعب ان نخمن نية الفنان الذي »تجرأ" على تصور آييلت شكيد عارية ورسمها. ولكن يجب أن نطالبها ان تعترف بخطأها وان تخلي كرسيها – مثلما فعل مدير مدرسة الفن متعدد المجالات لاري ابرمسون، الذي يعمل تحت رئاستها.

 

          من لا يفهم الاهمية الكبرى لحرية التعبير للفنان بالنسبة للمجتمع الديمقراطي، ليس جديرا بان يقف على رأس مؤسسة يتعلم فيها فنانات وفنانو المستقبل.

كلمات دلالية