خبر صابون نابلسي من ورق « الغار » يصبو للعالمية

الساعة 11:19 ص|19 يوليو 2016

فلسطين اليوم

يعتبر الصابون النابلسي من أجود أنواع الصابون في العالم؛ لما يحمله من فوائد صحية ولطريقة صنعه باعتبار زيت الزيتون احد المكونات الاساسية فيه، الأمر الذي اكسبه الشهرة منذ قرون وتحدث عنه الكثيرون ممن حطوا رحالهم في هذه المدينة الكنعانية.

الرحالة شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري ، الذي عاش في القرن الرابع عشر، تحدث عن نابلس في كتابه « نخبة الدهر في عجائب البر والبحر »، وما تتميز به من كثرة مياهها وينابيعها وحماماتها، واحدى سماتها العامة ، « ان الله خصّها بالشجرة المباركة وهي الزيتون ويحمل زيتها إلى الديار المصرية والشامية والحجاز والبراري مع العربان ويحمل إلى جامع بني أمية منه ألف قنطار بالدمشقي، ويعمل فيه الصابون الرقي، الذي تشتهر به ويصدر الى الكثير من البلدان ».. وكان ذو اهمية ابان الاحتلال الصليبي لفلسطين، حيث اصبحت صناعة الصابون في نابلس حكرا على الملك فهو المسؤول عنها، ولا يسمح لأي من أصحاب المصانع بمزاولة الصنعة إلا بعقد يمنحه لهم ملك « بيت المقدس »، مقابل مورد مالي دائم من أصحاب المصانع.

ومن المعروف ان الصابون النابلسي الاجود لاحتوائه على زيت الزيتون الفلسطيني، لكن المواطن عماد هواش (56 عاما) كسر هذه القاعدة بدمج الطريقة النابلسية مع الطريقة السورية، من خلال اضافة زيت مستخلص من ورق الغار، للميزة والفوائد الطبية الناتجة عنه.

هواش الذي كان يعمل في مجال الاجهزة الخلوية والاتصالات، طور نفسه من خلال خبرته في الحياة واستغلال التكنولوجيا والانترنت في الاطلاع على العديد من التجارب لتنفيذ مشروعه الذي حمل اسم عائلته « صابون هواش » صابون غار بلدي نابلسي، وذلك في منزله المتواضع في مدينة نابلس.

يقول هواش لـ« وفا »، « إنه مع اندثار صناعة الصابون بالطرق القديمة وانتشار الصبانات في نابلس، احببت ان احافظ على هذا التراث مع ادخال طريقة جديدة تجمع بين الطريقة النابلسية التي تعتمد على زيت الزيتون والسورية التي تعتمد على زيت ورق الغار، لإنتاج صابون علاجي لأمراض الجلد مثل الاكزيمة والصدفية وحب الشباب ومشاكل البشرة، اضافة الى تساقط الشعر ».

ويضيف « ان هناك اقبالا على هذا المنتج من مختلف المحافظات في الوطن، وحتى بعض دول العالم التي يتم شحن كميات لها، رغم الصعوبات في التسويق التي نواجهها ».

ويتحدث عن طريقة اعداد الصابون بإضافة زيت الغار المستخلص بطريقة التقطير، ودمجه مع زيت الزيتون، والصودا والماء حسب ارقام واحصائيات كيمائية دقيقة، حتى يمر بخمس مراحل ليصبح جاهزا للاستخدام.

هواش الذي لم يحصل على شهاد جامعية، لديه اطلاع على بعض الامور في الكيماء وعلاجات البشرة، ومن خلال التواصل مع احد الاصدقاء في سوريا استطاع الوصول الى طريقة صناعة صابونه وتحقيق النتائج المرجوة.

وذكر ان اصل الفكرة استمدها من قبل توأمه رهام ورزان، وزوجته سونيا، والتي حظيت بتشجيع من قبل الجميع، حيث اخضعت فكرة صناعته للفحوصات المخبرية وتم تسجيلها في وزارة الاقتصاد الوطني.

ويتجه هواش وعائلته الى المملكة الأردنية الهاشمية للمشاركة في مهرجان بازار التراث الفلسطيني ولمدة ستة ايام.

ويعتبر الصابون النابلسي اصل الصابون على مر التاريخ، وميزته هو زيت الزيتون لما له فوائد للبشرة، حسب مدير عام شركة نابلس لصناعة الصابون مجتبى طبيلة.

وقال، « إنه مع بداية التسعينيات من القرن الماضي كان هناك حوالي 24 صبانة ومصنعا، لكن للأسف تضاءل العدد مع بداية انتفاضة الاقصى عام 2000 حتى وصل العدد الى اربع منشآت لصناعة الصابون ».

واضاف ان الصابون النابلسي الذي تنتجه شركته يصل لأكثر من 72 دولة في العالم ، وحاصل على شهادة عالمية بأنه منتج عضوي بنسبة 82%، اضافة الى كونه اخذ المرتبة الاولى عام 2007 في الجودة عالميا المدعمة بشهادات.

وحسب احصاءات غرفة تجارة وصناعة نابلس، فإن عدد المصابن المسجلة رسميا حتى نهاية العام 2015 اربع مصابن، مشيرة الى أن قيمة صادرات الصابون النابلسي نحو مليون دولار.

 

المصدر: وكالة وفا

 

كلمات دلالية