خبر ليس عشبة شاذة -هآرتس

الساعة 10:08 ص|19 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

تثير محاضرة الحاخام يغئال ليفنشتاين، من قادة تمهيدية عاليه، الاحتجاج على مضامينها، ولكنها تدل من مصدر أول أكثر من أي شيء آخر كيف تسعى الصهيونية الاصولية – القومية، التي تسيطر على شبكة متفرعة من مدارس التسوية والتمهيديات العسكرية، الى اعادة تصميم الجيش على صورتها.

الى جانب أقواله عن المثليين كمنحرفين، بسط الحاخام مذهبه حول كيف ينبغي للجيش أن يكون في نظره. ومن اجل مكافحة قطع « فرع الوعي اليهودي » عن سيطرة الحاخامية العسكرية، يدعو الحاخام ليفنشتاين الى اقامة اقسام لتنمية الوعي اليهودي في مدارس التسوية والتمهيديات العسكرية، وعندها « نملأ الجيش بصفوف من كتائب المؤمنين »، ممن يعملون في التبشير الديني. على حد قوله، ينبغي تشجيع الخريجين على أن يظهروا في الجيش « قامة فقهية مرفوعة »، في ظل الاستعداد لدفع كل ثمن لقاء ذلك. كما ان ليفنشتاين يدعو الى مكافحة النيابة العسكرية العامة، التي تقيد المس بمواطني العدو، ويشجع على تجنيد خريجي التمهيدية للنيابة العامة. وهكذا، علنا، يتوقع الحاخام ان يبدي النواب العامون المتدينون ولاء لقيم الدين، وليس لانظمة القانون التي توجه خطى النيابة العامة. 

من تمهيدية ليفنشتاين تخرج حتى اليوم نحو الف ضابط، تربوا على القيم التي تنعكس في محاضرة الحاخام، والذين من المتوقع منهم أن يعملوا في الجيش كمبشرين، ممن يكافحون العفن العلماني الذي استشرى فيه. دور هام يوجد للضباط الكبار، مثل قائد لواء جفعاتي عوفر فينتر، الذي في رسالة الى جنوده دعاهم الى ان يقاتلوا في غزة العدو الذي كفر بالرب. « كلنا عوفر فينتر »، اعلن الحاخام، ودعا الى اعتباره قدوة، وأن « روحه هي الروح التي تجلب النصر ».

هذه التأثيرات ليست حصرية للتمهيدية في عاليه، التي حظي مؤسسها ايلي سدان هذه السنة بجائزة اسرائيل على مشروعه. ويجري رؤساء التمهيديات العسكرية حوارا دائما مع قادة الجيش، وعند الضرورة، يتدخل الحاخامون ايضا مباشرة مع قادة الجيش، مستغلين تأثيرهم على مئات المجندين، كما يشهد ليفنشتاين نفسه على نجاحهم في احباط ظهور اللوطيين في القاعدة العسكرية 1. هذه مظاهر مقلقة من التحول الديني للجيش والذي يجيش في العشرين سنة الاخيرة، ويجد تعبيره ايضا في تعيين الحاخام ايال كريم حاخاما عسكريا رئيسا، وهو الذي تحدث في اطار الاسئلة والاجوبة في موقع كيبا عن إذن فقهي لاغتصاب نساء الاغيار عند الحرب، وعن الحاجة الى تصفية المخربين. ان اقوال ليفنشتاين عن « التشوش القيمي » الي يسود مؤخرا هي صرخة القوقازي السليم، الذي يتطلع الى استكمال سيطرته على الجيش.

 لا تكفي التنديدات باقوال هؤلاء الحاخامين. فبصفتهم ممولين من وزارة التعليم ووزارة الدفاع، يجب فرض رقابة رسمية على مضامين التعليم في هذه المؤسسات، والتقييد بالقانون لقدرة التأثير غير الرسمية لرؤساء التمهيديات ومدارس التسوية على الجيش.

كلمات دلالية