خبر اوروبا ضد الاسلام الراديكالي.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:08 م|18 يوليو 2016

اوروبا ضد الاسلام الراديكالي

بقلم: البروفيسور ايال زيسر

          (المضمون: داعش يستغل البنية التحتية الجاهزة والارض الخصبة في اوروبا من اجل تنفيذ العمليات حيث يوجد هناك الكثير ممن يؤيدوه ومستعدون للتطوع في صفوفه - المصدر).

          إن العملية الارهابية في نيس لم تكن مفاجئة. فقد كان عنوان الارهاب مسجل على كل جدار في اوروبا، ومنفذو العمليات كانوا موجودين منذ زمن على اراضي اوروبا ويندمجون في الحياة هناك. وفي نفس الوقت كانت لهم الطاقة لتنفيذ العمليات التي لا تحتاج الى تدريب وتجهيز خاصين، أو وسائل يصعب الحصول عليها. من هنا نصل الى استنتاج أن العملية في نيس كان يمكن منعها لو كانت اوروبا تتعامل على أنها في حالة حرب وتتصرف بما يلائم ذلك – تدافع عن نفسها وتخرج الى هجوم مضاد.

          لكن الاوروبيين يستمرون في مواقفهم. فهم يلتزمون بنمط الحياة الاوروبي الذي يقدس الحرية بلا حدود كما تشكل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث يمكن لمخرب واحد تنفيذ عملية بدون صعوبة، ولكن لا حاجة الى الكثير لاحباطها. في هذه المرة ايضا سنسمع وعود فارغة حول الحرب ضد الارهاب، وفي هذه المرة ايضا سيتم ارسال عدد من الطائرات الفرنسية لقصف اهداف داعش في سوريا. ولكن اوروبا ستعود لحياتها حتى العملية القادمة وهكذا دواليك.

          إن رأس الافعى هو تنظيم داعش الذي بالهام منه واحيانا بأوامره المباشرة، تتم الهجمات الارهابية في اوروبا، في تركيا وفي اماكن اخرى في العالم. إن القضاء على مملكة داعش لن يقضي على الارهاب، لكنه سيوجه ضربة قوية للاستعداد والقدرة على تنفيذ عمليات كهذه. ولكن داعش الذي هو ظاهرة جديدة في العقد الاخير، يستغل بنية جاهزة مسبقا وارض خصبة في اوروبا تمنحه التأييد والمتطوعين من اجل تنفيذ العمليات الارهابية. ويمكن أن يستمر الارهاب الاسلامي في اوروبا حتى بعد اختفاء داعش ككيان سياسي، تحت عناوين اخرى وأسماء تنظيمات جديدة.

          إن ظاهرة الارهاب الاسلامي في اوروبا تسبب فيها تطرف الشباب المسلمين الذين لا أمل لهم بحياة أفضل وهم يسقطون في شرك المحرضين ورجال الدين في المراكز الدينية المنتشرة في كل أرجاء القارة، والذين هم مركز التجنيد لهؤلاء الشباب ويقومون بنشر افكارهم دون رقابة أو قيود. وقد سمحت وسائل الاتصال الجديدة بانتشار الارهاب في اوروبا وايضا التسامح الاوروبي نحو العمليات الارهابية في أرجاء العالم وضد اسرائيل.

          إن التحدي الذي تواجهه اوروبا، ولا سيما فرنسا أو بلجيكا، هو تحدٍ كبير. فعلى المدى البعيد مطلوب تحول في مواجهة تحدي اللاجئين الذين يجلبون معهم الشرق الاوسط الى اوروبا، بثقافته السياسية وعاداته وقيمه، بدل ترك الارث الذي جاءوا منه وتبني القيم الاوروبية. ويجب التذكير بأن اوروبا يوجد فيها مهاجرون من افريقيا، وهي القارة الفقيرة التي يموت فيها الملايين بسبب الفقر والحروب الاهلية. الافارقة ايضا يمكنهم اتهام الغرب بالمسؤولية التاريخية عما يحدث في قارتهم. ولكن الحقيقة هي أنه ليس هناك ارهاب افريقي يعمل باسم ايديولوجيا تحرض على جهاد الرجل الاسود.

          ولكن في المدى القريب، تحتاج اوروبا الى تعزيز جهدها في منع الارهاب والدفاع عن مواطنيها – بالتشريع، بتخصيص الميزانيات والمصادر لمكافحة الارهاب وتشديد الاجراءات الامنية في الشوارع. ولكن اوروبا تستمر في تفكيرها، لهذا فان حدوث العملية التالية هو مسألة وقت.

 

كلمات دلالية