خبر آيزنكوت فشل -هآرتس

الساعة 09:56 ص|14 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          رئيس الاركان، الفريق جادي آيزنكوت، يقف على رأس قائمة خادمي الجمهور الاكثر تقديرا في اسرائيل. في سنة ونصف من عمله بصفته القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي أثبت كم هو محق تعيينه: فهو يقود تغييرات بنيوية هامة، بل واثبت في الماضي تصميما حين نقل فرع الوعي اليهودي الى شعبة القوى البشرية كي يكبح جماح قوته. ولشدة الاسف، فشل آيزنكوت بشكل شاذ في موضوع تعيين الحاخام العسكري الرئيس. فهذا المنصب على أي حال، برتبة عميد، ليس عضوا في هيئة الاركان، ولكن وزنه عال للغاية في المجال الاكثر تفجرا لعلاقات الجيش مع المجتمع. وعلى نحو خاص في دولة لم تتمكن من فصل نفسها عن الدين.

          ان تصريحات الحاخام العسكري الوافد، ايال كريم، والتي تتضمن الاذن بالاغتصاب في اثناء الحرب (« الارتباط بامرأة من الاغيار هو امر خطير جدا، الا انه أذن به في الحرب... انطلاقا من المراعاة لمصاعب المقاتلين. ولما كان نجاح العموم في الحرب يقف امام ناظرينا، فقد أذن التوراة للفرد بتلبية نزعة الشر في الظروف التي أذنت بها، من أجل نجاح العموم »)؛ قول يفيد بان لا ينبغي طاعة امر يتعارض مع الهلاخا؛ فريضة قتل المخربين؛ الاقوال إن اللوطيين هم مرضى، ولا يجب تجنيد البنات للجيش الاسرائيلي وان المرأة ليست مؤهلة للشهادة لان « النساء عاطفيات سطحيات »، تدل على أن كريم لا يمكنه أن يتبوأ هذا المنصب.

          هذه التصريحات لم تظهر فجأة، فقد نشرت في موقع « كيبا » في اطار سلسلة أسئلة وأجوبة في 2002 – 2003. غير أن اسلاف آيزنكوت اهملوا وجندوا المواطن كريم، ضابط الاحتياط، ليعود الى الخدمة الدائمة. ويفاقم آيزنكوت خطأهم ويسعى الى ترفيعه. في ضوء النقد لا تجده يعترف بخطأه، بل يتمترس فيه.

          ان تعيين الحاخام العسكري الرئيس حساس اكثر باضعاف في هذا الوقت، الذي باتت فيه مسألة مصدر الصلاحيات في الجيش الاسرائيلي – من المقرر في الجيش، القائد ام الحاخام – حرجة. فالرسالة في تعيين كريم، على خلفية تصريحاته المتنوعة، هي تشكيك باحد الحجارة الاساس للجيش، والذي يقضي بان الامر العسكري فقط هو الملزم وليس الهلاخا الدينية، سواء في الايام العادية ام في ايام الحرب.

          رغم أن كريم نشر برقية وفيها، بزعمه، قدم ايضاحات اقواله (« الحاخام الرئيس للجيش الاسرائيلي مثل عموم جنود الجيش الاسرائيلي وقادته، يتبعون رئيس الاركان والمراتبية العسكرية »؛ « الحاخامية العسكرية الرئيسة هي حاخامية عموم جنود الجيش الاسرائيلي، وأنا أعرف التنوع والاختلاف القائم بين جنود الجيش والمساهمة الهامة لكل جندي ومجندة يخدمان في الجيش، دون صلة بميله الجنسي او طائفته والقومية التي ينتمي اليها »). علم أسود لا يزال يرفرف فوق تعيينه وأدائة كمرجعية روحية في الجيش الاسرائيلي.

          والان، بعد الاسناد الذي تلقاه التعيين من رئيس الاركان، مطالب وزير الدفاع، افيغدور ليبرمان – الذي يعد توقيعه ضروريا لاقرار القرار المؤسف لرئيس الاركان – بان ينقذ شرف الجيش الاسرائيلي.

كلمات دلالية