خبر فلتذهب سعير الى جهنم- هآرتس

الساعة 09:51 ص|14 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

          (المضمون: منذ اسبوع وبلدة سعير محاصرة بسبب بحث الجيش الاسرائيلي عن أحد المطلوبين دون أخذ 20 ألف مواطن يعيشون فيها في الحسبان - المصدر).

          شوهم هي منطقة يعيش فيها 20 ألف شخص. وفيها نادي ليلي. وعلى مسافة ساعة سفر من هناك توجد مدينة اخرى هي سعير. وهي ايضا يعيش فيها 20 ألف شخص ولكن بدون نادي ليلي. الآن تخيلوا حادثة اطلاق نار على سيارة في شارع 444، ليس بعيدا عن شوهم. الشرطة لا تقوم بالقاء القبض على مطلق النار، لكنها تشتبه بأنه هرب الى شوهم. ما العمل؟ هل تقوم باغلاق شوهم وتحاصرها حصارا كاملا. لا أحد يخرج من هناك مدة اسبوع، لا للعمل ولا للدراسة، لا الى العيادة ولا للتجارة، لا سكان شوهم ولا ضيوفها. والاستجداء والعلاقة لن يساعدا. حصارا كاملا لـ 20 ألف شخص.

          كانوا سيصابون بالهستيريا، واسرائيل كانت ستصاب بالهستيريا، حصار لمدينة كاملة بسبب شخص واحد مشكوك أنه يختبيء فيها. اسبوع كامل في قفص. وكانوا سيتحدثون يوميا لدى رافي ريشف عن معاناة السكان. وقصص نقص المحلات والمرضى الذين لم يستطيعوا الذهاب للعلاج والاولاد الذين لم يذهبوا الى الرياض والطلاب الذين لم يذهبوا الى الامتحانات وبهذا خسروا سنة دراسية. الازواج الذين لم يصلوا الى حفل الزفاف والاعمال التي تضررت والحقول التي جفت.

          شوهم كانت ستتذكر هذا الحصار بألم وغضب. وكانت ستقيم في كل سنة مراسيم احياء للذكرى. و« صندوق الصداقة » كان سينظم النشاطات وقسم الرفاه في البلدية كان سيعالج الاولاد المصدومين الذين يتبولون في أسرتهم خوفا من التفتيش الليلي. والمفتش العام للشرطة الذي أصدر الأمر كان سيستقيل. واسرائيل كانت ستصاب بالهستيريا من هذا الحصار.

          على بعد مسافة ساعة سفر من شوهم: منذ خمسة ايام فُرض حصار على سعير، لم تسمعوا بهذا. لأنه لا يعني أحد. في يوم السبت قام فلسطيني باطلاق النار على سيارة اسرائيلية وأصيب سائقها في ساقه واستمر في سفره. ومنذئذ وسعير تحت الحصار، مسموح الدخول اليها ومحظور الخروج منها. دخلت – أنت لا تخرج. ضابط وجنديان من كتيبة « كفير » يقفون على الحاجز الطيار ويقولون ذلك للسائقين الذين يريدون الدخول، بعضهم يغامر ويدخل ولكن أحدا لا يعرف متى سيخرج. الزمن الفلسطيني في المناطق رخيص، تماما مثل حرية الفلسطينيين وحياتهم وكرامتهم.

          لقد علق في سعير في هذا الاسبوع سائقو شاحنات كانوا في طريقهم الى الكسارات، وعمال وطلاب ومرضى ومتسوقون وباعة، الجميع. سائق من سائقي الشاحنات انتظر في هذا الاسبوع 16 ساعة متواصلة في أحد الحواجز التي تحبس البلدة. ايضا سيارة للاسعاف تم تأخيرها هناك، بزعم أنها فارغة، وبسبب ذلك محظور خروجها. الامر قاطع: ممنوع الخروج للجميع والتوسلات لن تساعد، وهي كثيرة في حاجز سعير. كان هناك جنود تحدثوا بانسانية لتفسير الامر الغير انساني، وكان هناك من ينبحون ويصرخون كما هي العادة في الحواجز.

          إن سعير ليست غزة، والحصار سيُرفع عنها، والبلدة ستتغلب عليه. إنه ليس الحصار الاول والاخير الذي يتم فرضه عليها. قرية السموع القريبة ايضا توجد تحت الحصار منذ أول أمس. ومخيم الفوار للاجئين محاصر، وبلدة بني نعيم كانت محاصرة. الحرب ضد الارهاب تسمح بكل شيء، بما في ذلك العقاب الجماعي، ويشمل ذلك ارهاب الحصار. يجب ارضاء رغبة الانتقام في اوساط المستوطنين الذين يضغطون على الجيش كي يغلق ويحاصر ويحبس أكبر عدد ممكن ويقتل ايضا اذا كان ذلك ممكنا. اضافة الى ذلك، من الاسهل البحث عن مطلوب في بلدة محاصرة. فلماذا اذاً لا يفعلون ذلك.

          سعير ستتغلب على ذلك. فسكانها اعتادوا على ذلك وهم أقوياء. ولكن ليس صعبا تخيل أي مشاعر ستنشأ في البلدة المحبوسة. لا حاجة الى « التحريض »حتى تصبح سعير كارهة. فلديها كل الاسباب والدوافع لذلك، وهي ليست بحاجة الى خطبة أو فيلم من اجل ذلك. كيف لا تكره من يفعل ذلك بها؟ وكيف لا تقاوم هذا؟ حيث يتم فرض الحصار عليها لصالح الاحتلال؟.

انظروا الى سعير وفكروا في شوهم.

كلمات دلالية