تقرير « العيدية » .. بدء موسم جديد ينعش الأسواق

الساعة 08:14 م|13 يوليو 2016

فلسطين اليوم

مع انتهاء شهر رمضان المبارك، يتسابق الأقارب والأهل من أجل تقديم العيدية للصغار قبل الكبار، خاصة فئة الإناث، اللاتي بدورهن ينتهزن هذه الفرصة لشراء ما عجزن عن شرائه قبيل العيد، فيما يستعد أصحاب المحلات في هذا الموسم لعرض المزيد من البضائع المختلفة لاستقبال الزبائن وتنشيط الحركة الشرائية.

ومن بين أزقة المخيمات جنوب القطاع، أحصت الفتاة « بسمة. ر » (21عاماً) العيدية التي حصلت عليها من والدها وأخوتها وأرحامها أول أيام العيد مبلغ 350 شيكل، فيما اتفقت مع صديقتها للذهاب إلى السوق لشراء بعض الحاجيات التي لم تتمكن من شرائها قبل العيد، لعدم توفر الأموال حينها.

الحاج أبو نادر الخطيب، صاحب محل لبيع الملابس النسائية، قال لـ « وكالة فلسطين اليوم » :« أفتح المحل في ساعات الصباح الباكر، لأن الحركة الشرائية تكون نشطة، خاصة من قبل النساء اللاتي تلقين »العيدية« ولم يتمكن من شراء ما يلزمهن قبل العيد ».

وأكد أبو نادر، أن حركة البيع منذ صباح اليوم حتى ساعات الظهيرة جيدة، مشيراً إلى أنها تتحسن مع دخول وقت المغرب، مضيفاً أن البعض من الزبائن يقومون بشراء قطعة أو قطعتين، والبعض الأخر يكتفى بالمشاهدة، وينتقل لمحلات أخرى.

وأشار الخطيب، إلى أن الأسعار تكون بالعادة أقل مقارنة بالأسعار ما قبل العيد, فالتاجر يقوم بخصم بعض الشواكل من أسعار الملابس حتى لا تتكدس للعام القادم.

وترجع عادة « العيدية » إلى عصر المماليك، إذ كان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها « الجامكية ».

وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالاً أخرى، حيث كانت تقدم نقوداً وهدايا للأطفال، واستمر التقليد إلى العصر الحديث.

ومن جهتها، تعقد المواطنة هناء الجبري، النية على ادخار العيدية التي حصلت عليها هي وأولادها، لجلب مستلزمات العام الدراسي الجديد من ملابس ودفاتر وأقلام وغيرها.

وتتابع الجبري :« جاءت هذه العيدية في الوقت المناسب، فنحن على أعتاب المدارس، وهي تستنزف الكثير من المال .

وعبر التجار والباعة المتجولين في عدد من الأسواق عن ارتياحهم لحركة شراء المواطنين، فقال غسان البدرساوي وهو يقف أمام بسطته التي يعرض عليها اكسسوارات ومستلزمات نسائية : »اضطررت على عجالة قضاء زيارة أرحامي في اليوم الأول من العيد، حتى أتفرغ في اليوم الثاني للبيع في السوق.

ويضيف البدرساوي: « نشعر أننا في بداية موسم جديد، فالكثير من الفتيات والنساء يشترين بما حصلن عليه في العيد، وأحياناً نتأخر حتى ساعات المساء لوجود حركة نشطة حتى هذه الأيام.

وفي ذات الصدد، ينصح علماء التربية أولياء الأمور – فيما يتعلق بالعيدية- بتعليم الأطفال معنى الادخار من خلالها، برفع جزء منها لشراء متطلباتهم المدرسية، ناهيك عن غرس قيم الرحمة والتسامح في قلوبهم من خلال تشجيعهم على إعطاء جزء آخر منها للفقراء والمساكين.

وفي مشهد آخر، فقد فضلت الحاجة أم حسين أن تجدد بعض مستلزمات البيت المهترئة بما حصلت عليه من عيدية، فقالت: » أغتنم هذه الفرصة بتجديد أثاث البيت من فرشات ولوازم للمطبخ، فزوجي عاطل عن العمل ولا يستطيع شراء ما نحتاجه . يقول التاجر أبو الريش:« ننتظر هذه المناسبات على أحر من الجمر فهي تفتح أبواب الرزق، ونعوض ما يفوتنا من الأيام العادية ».

ويضيف:« غالباً ما تتراوح قيمة العيدية ما بين 20 - 50 شيكل في المتوسط، فيما تستغلها النساء لشراء ما يلزمهن، فتجد الإقبال على الملابس والأثاث وفي بعض الأحيان الذهب » . ونجد الكثير من أصحاب المحلات والتجار يفتحون محلاتهم التجارية خلال اليوم الثاني والثالث من العيد، وحتى هذه الأيام يلاحظ توافد الكثير من النساء على الأسواق .

ويعتبر تقديم العيدية كأحد مظاهر البهجة والسرور يشجع على الرحمة والتكافل وصلة الرحم، وهي أمور حث عليها الإسلام في أكثر من موضع في القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة مادامت في دائرة التيسير.

كلمات دلالية