خبر مخاوف « إسرائيلية » من كلينتون وترامب

الساعة 10:32 ص|12 يوليو 2016

فلسطين اليوم

تحرص إسرائيل على عدم إبداء أية تقديرات علنية بشأن مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأميركية في أعقاب الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن على الرغم من ذلك تسود حالة من انعدام اليقين دوائر صنع القرار في إسرائيل بشأن السياسات التي قد يتخذها الرئيس الأميركي المقبل تجاه إسرائيل، سواء أكان الفوز من نصيب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وعلى الرغم من أن كلينتون قد طمأنت إسرائيل سابقاً بأنها ستحرص على تعزيز روابط التحالف بين واشنطن وتل أبيب، وحرصت على تضمين مذكراتها الشخصية التي صدرت في العام 2014 تصوراً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتماهى مع تصور اليمين الإسرائيلي، إلا أن التأييد الواسع وغير المتوقع الذي حظي به منافسها المرشح الديمقراطي الليبرالي بيرني ساندرز، الذي تبنى خطاً نقدياً غير مسبوق تجاه إسرائيل، جعل بعض مستويات صنع القرار في إسرائيل تخشى أن يفرض أنصار ساندرز على كلينتون تبني سياسات أكثر تشدداً تجاه تل أبيب.

وحسب ما ذكرته قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، أخيراً، فإن بعض صناع القرار في إسرائيل يخشون أن تضطر كلينتون، في حال انتخبت رئيسة للولايات المتحدة، أن تأخذ بعين الاعتبار مواقف ساندرز وأنصاره من إسرائيل، ولا سيما في كل ما يتعلق بالموقف من المستوطنات اليهودية والسلوك الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني.

وأشارت القناة إلى أن هناك في إسرائيل من لا يستبعد أن تفضي الضغوط التي قد يمارسها أنصار ساندرز إلى إجبار كلينتون على فرض عقوبات عسكرية واقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل. وحسب القناة، فإنه في حال اختارت كلينتون ساندرز نائباً لها، فإن هذا التطور سيبرر المخاوف من تحولات سلبية على صعيد العلاقة الأميركية الإسرائيلية.

في المقابل، فإن هناك في إسرائيل من يحذر من التوجهات « الانعزالية » لترامب التي قد تفضي إلى المسّ بالمكانة الاستراتيجية لإسرائيل. وعلى الرغم من أن ترامب يواصل التعبير عن تأييده المطلق لإسرائيل، وعلى الرغم من أن صحيفة « هآرتس » كشفت أخيراً أن السفارة الإسرائيلية في واشنطن ساعدت ترامب في تحديد النقاط المتعلقة بإسرائيل التي يتوجب أن يتضمنه خطابه الانتخابي أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)​، إلا أن بعض النخب الإسرائيلية اليمينية تحديداً تحذر من أن انتخاب ترامب قد يمسّ بإسرائيل بشكل كبير.

وقد أوضحت الكاتبة اليمينية، كارولين كليغ، أنه على الرغم من أن ترامب قد يتبنى سياسات أكثر راحة لإسرائيل، إلا أن فوزه سيكون مقترناً بتعاظم تأثير اليمين الأميركي المتطرف، الذي يدعو للانعزالية.

وفي مقال نشرته صحيفة « معاريف » قبل أيام، نوهت كليغ إلى أن النقاشات التي شهدها مؤتمر نظمه أخيراً الأخوان تشارلز وديفيد كوك، وهما أكبر المتبرعين اليهود للحزب الجمهوري، لمناقشة السياسات الأمنية للإدارة الأميركية المقبلة، وشاركت فيه نخب جمهورية ويسارية، قد دلل على أن المزيد من النخب الجمهورية تجاهر بدعوتها لانغلاق أميركا على نفسها.

وأشارت كليغ إلى أن المتحدثين الجمهوريين في المؤتمر قد دعوا إلى إعادة الاعتبار للسياسات التي تبنتها الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي، قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، والمتمثلة في تقليص تدخل واشنطن في شؤون العالم إلى أكبر قدر ممكن. ونوهت كليغ إلى أن المفارقة تمثلت في أن القاسم المشترك بين النخب الجمهورية والديمقراطية التي تحدثت في المؤتمر قد تمثل في الدعوة إلى إنهاء التحالف القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة. وذكرت كليغ أن من بين المتحدثين في المؤتمر كانت ميري سولتر، التي كانت تشغل ثالث أهم منصب في وزارة الخارجية الخارجية، عندما كانت كلينتون وزيرة للخارجية.

وترى كليغ أن توجه نتنياهو لبناء شراكة استراتيجية مع روسيا لا يهدف فقط إلى توفير الظروف التي تضمن الحفاظ على مصالح إسرائيل في سورية، بل أيضاً لمواجهة تبعات أي تحول محتمل على نسق العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وعلى الرغم من أن كليغ تؤكد أن الشراكة مع موسكو لا يمكن أن تعوض تراجع التحالف مع واشنطن، فإنها في المقابل تشير إلى أن المنطلقات الواقعية للسياسة الروسية تسمح لإسرائيل بهامش مناورة واسع في الساحتين الدولية والإقليمية. وتدلل كليغ على ما ذهبت إليه من خلال الإشارة إلى ما دار في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونتنياهو في موسكو أخيراً. ولفتت إلى أن بوتين لم يبد أي اهتمام يذكر بالقضية الفلسطينية ولم يربط بين سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين ومستقبل العلاقة معها، كما يفعل الغرب بشكل عام.

كلمات دلالية