اجرت القناة الاسرائيلية العاشرة تجربة مثيرة. فقد طلبت من يهودي وفلسطيني كتابة بوست على فيسبوك يقول انه يرغب بالقيام بعملية ضد الطرف الاخر، بوست الفلسطيني حصل على 7 لايك والعديد من البوستات التحذيرية وخلال دقائق كان الجيش الاسرائيلي امام بيته لاعتقاله في حين حصل الاسرائيلي على 1200 لايك والعديد من بوستات التأييد ولم يتم التوجه له او متابعة ما كتب من قبل الجيش الاسرائيلي.
هذه النتيجة تعكس صدمة لكل من لا يعرف المجتمع الاستيطاني وخصائصه، لكنها النتيجة الموضوعية والطبيعية لمن يعرف هذا المجتمع او ذاق عنفه وقمعه، ان ثقافة الكراهية تعم المجتمع الاسرائيلي، والتي تبين ان صاحب الحق لا يتخذ القتل مهنة فيما المعتدي والغاصب بات على استعداد لإراقة نهر من الدماء كي يبرر جريمته الاولى ويحافظ على ما اغتصبه.
جاء تقرير القناة العاشرة صادما للبعض فقد حصل الفلسطيني شادي خليلية على سبع اعجابات، بينما تلقى العديد من التحذيرات حول كون حسابه قد اخترق او محاولة لثنيه عن العمل الذي اعلن عنه.
على النقيض من ذلك تلقى دانييل ليفي اكثر من 1200 اعجابا وعشرات المشاركات، والعديد من التعليقات المشجعة والمؤيدة له وحتى عرض المساعدة عليه.
وطبعا لا يتحرك الشباك او الشرطة لاعتقال دانييل، فيما يسارع الى اعتقال خليلية من منزله الذي لحسن حظه لم يكن فيه في ذلك الوقت، فقدم له استدعاء للتحقيق، حيث لم يفرج عنه الا بعد ان كشفت القناة العاشرة خطتها واثبتت ان خليلية لم يكن ليفعل هذا بنفسه وانما كمؤد في تحقيق صحفي للقناة.
دانييل ايضا كان مؤديا لدور رسمته القناة في تجربتها، لكن دانييل الذي من المفترض ان يلاقي ما لاقاه خليلية، لم تمس مشاعره ولم يتلق اي هاتف استدعاء للتحقيق، لا ولا حتى اي فرد من الذين شجعوه او عرضوا المساعدة عليه.
ترى ما هو شعور دانييل مع معرفتنا بشعور خليلية؟ هل اكتشف حقيقة دولته الثكنة ووكر القتلة ، هل انتبه الى ان يهود كثر يعششون في بيوت قرميدية جميلة، او على شاطئ بحر تل أبيب، وان المظهر الحضاري لبيوت المستوطنات لا يعكس جوهر السواد الذي يشكل حشوتها؟
نعم هذا هو المجتمع الاستيطاني، دموي موتور، متحفز للقتل لأسباب تافهة، منغمس في الكراهية والحقد والاستعلاء، فيما صورة المجتمع الناشد للحرية والانعتاق صورة حضارية انسانية، لا يسفك الدم لأسباب غير الحرية وبالتالي ترى من سيقنع العالم اكثر الفلسطيني الذي يرى في قضيته قضية انسان يتوق للحرية، ام المستوطن الذي يرى في الارض والعشب والشجر والاغيار من ال « غوييم » موضوعا لتفريغ شحنة الحقد الهوس التي تسكنه؟
هنا ليس غريبا ان يصمد الاسير الفلسطيني شهورا مضربا عن الطعام، بينما وفي كل الشروط الميسرة لا يقوى مستوطن على اكثر من عشرة ايام من الاضراب، انه الفرق بين القناعة الراسخة بالوطن والحرية وبين من يعيش هوس السارق كل لحظة.