مصدر رزق ومزعجة للمواطنين..

تقرير لأول مرة.. غزة خالية من مفرقعات العيد

الساعة 05:52 م|08 يوليو 2016

فلسطين اليوم

تفاجأ المواطن « يحيى وليد » البالغ من العمر 25 عاماً من سكان مدينة غزة بإتمام نومه بشكل هادئ لأول مرة في حياته بعد ظهر أول أيام العيد؛ لاختفاء عادة من عادات أطفالنا المزعجة سواء في شهر رمضان أو في الأعياد.

ويلجأ الأطفال كل عيد لشراء ما يُدخل الفرحة إلى قلوبهم ويرسم البسمة على وجوههم، منها الألعاب النارية التي تُسبب ازعاجاً وضرراً لكثير من العائلات الغزية والتي يعتبرها الأطفال طقساً لابد منه في العيد.

وعبر العديد من المواطنين لمراسل فلسطين اليوم، عن ارتياحهم لقرار الجهات المسؤولة منع المفرقعات المنتجة من مادة (التي أن تي) والتي تُحدث أصوات مزعجة، فيما عبر صانعي المفرقعات عن غضبهم لقطع مصدر رزقهم في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة.

وقال المواطن وليد: « أشعر بالراحة لعدم وجود المفرقعات لأنها مزعجة وخطيرة على الأطفال خاصة أنهم يجهلون التعامل معها ويضرون بعضهم البعض الأمر الذي قد ينتجه من ورائه مشاكل عائلية لا تنتهي ».

وأضاف: « بعد أن أصلي صلاة العيد اجتمع مع وإخوتي وأعمامي وأبنائهم للاستعداد لزيارة بعضنا البعض وبعد يوم متعب ومجهد يحتاج أحدنا إلى راحة إلا أن المفرقعات تحدث أصوات مزعجة ومرعبة تحرمنا الراحة والنوم ».

أما المواطن محمد صلاح فيقول: « أشعر بارتياح كبير لعدم سماع أصوات المفرقعات التي تسببت لنا بمشاكل صحية واجتماعية عدة ».

وأشار إلى أن الأطفال كانوا يرمون ببعض تلك المفرقعات على منازل المواطنين وأحياننا أمام المساجد ما يحدث تلوث ضوضائي كبير، مطالباً الشرطة الفلسطينية لأن تسعى لاقتلاع هذه الأفة الخطرة وضرورة ملاحقة منتجيها بشكل دوري وليس موسمي.

وفي ذات السياق عبر صانعو الألعاب النارية والمفرقعات عن غضبهم لملاحقة الشرطة الفلسطينية لسلعتهم، حيث قال أحدهم لمراسل فلسطين اليوم: « انتاج المفرقعات هي مصدر رزق لكثير من العائلات خاصة خلال شهر رمضان المبارك وأيام العيد بشكل خاص ».

وأضاف: « كنت استعين بنحو 9شباب لإنتاج أكبر عدد ممكن من المفرقعات، وجميعهم كانوا يعتاشون عليها خاصة وأنهم يحصلوا على ـأكثر من 1500 شيقل خلال منذ بداية رمضان حتى ثلاث أيام العيد ».

وأوضح، أن الشرطة بغزة صادرت هذا العام نحو 5 مصانع لإنتاج المفرقعات في غزة وجحر الديك ورفح والزيتون والشمال« ، إلا أن المفرقعات ما زالت مستمرة لأنها تأتي عن طريق الأنفاق.

وأشار إلى أنه ترك العمل بالمفرقعات هذه الموسم بسبب مصادرة مصنعه، إضافة إلى مراقبة المباحث للأسواق بشكل يومي، لافتاً إلى ان العام الحالي تلاشت المفرقعات بنسبة كبيرة تصل إلى 90%.

وناشد صانعو المفرقعات الحكومة لتوفير فرص عمل لهم ولعائلاتهم بدلاً من ملاحقتهم وتعقبهم، خاصة وأنهم يعتبرون ذلك مصدر رزق لهم ولكثير من العائلات.

من جهته أكد الناطق باسم الشرطة الفلسطينية أيمن البطنيجي، أن الشرطة تمكنت هذا العام من ضبط وتشديد المراقبة على منتجي المفرقعات لما تنتجه من مشاكل عائلية وإزعاج كبير للمواطنين.

وأشار البطنيجي في تصريح لمراسل »فلسطين اليوم"، إلى أن الأرزاق لا تكون على حساب راحة وسلامة المواطنين.

ولفت إلى أن الشرطة تساهلت كثيراً في الأعوام الماضية وقد تسبب ذلك بوقوع العديد من المشاكل والاصابات في صفوف المواطنين، لذلك قررت الشرطة بأمر من النائب العام تشديد الرقابة ومنع انتاج المفرقعات خاصة التي تُحدث أصوات مزعجة ومرعبة كأنها انفجار ضخم.

كلمات دلالية