خبر تحريض، تصفيق – وقتل يهود - اسرائيل اليوم

الساعة 10:56 ص|04 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: داني دنون

القتل الفظيع لهيلل اريئيل لم يبدأ بدخول المخرب الى بيتها، ولا في صباح يوم القتل، في الوقت الذي قرر فيه التحول من انسان الى وحش. لقد بدأ بعيدا عن كريات اربع، هناك في بروكسل في اوروبا، اثناء خطاب التحريض اللاسامي لأبو مازن.

« الحاخامات طلبوا من الحكومة الاسرائيلية تسميم المياه من اجل قتل الفلسطينيين »، قال رئيس السلطة الفلسطينية أمام مئات ممثلي البرلمان الاوروبي. والرد – ليس استنكارا فوريا ممن يمثلون الديمقراطية والقيم الاخلاقية، ولا خروج جماعي من القاعة، بل التصفيق لخطاب التحريض الذي يتكون من عناصر لاسامية واضحة. هناك، في هذه اللحظة بالضبط، العالم كله شاهد التحريض الموجه، وبدل وقف ذلك قاموا بالعكس، الامر الذي منح الصبغة القانونية لهذا الافتراء على اليهود.

اثناء اقوال أبو مازن الخطيرة تزعزعنا جميعا. « كيف يمكنه أن يقول ذلك. الكذب في البرلمان الاوروبي؟ هذا افتراء ». كل شيء صحيح ومغضب جدا، لكن اقواله ليست هي الاساس. نحن نعرف منذ سنوات حملة التحريض التي يقوم بها أبو مازن في السلطة الفلسطينية، ونرى باستمرار دفيئة تربية المخربين في أجهزة التربية والتعليم الفلسطينية وفي التلفزيون الرسمي. المهم في هذه الحالة الخطيرة ليس خطاب التحريض بل التصفيق.          

 

          التحريض الذي يتغلغل الى عقول الشباب الفلسطينيين هو الذي يدفع شاب إبن 17 سنة، والذي تصرف مثل الوحش وقتل طفلة إبنة 13 سنة وهي نائمة، الى أن يبرر لنفسه افعاله المريضة. حتى لو كان الحديث يدور عن طفلة نائمة، فان حاخاماتها يريدون « تسميم عائلتي بواسطة آبار المياه ». لهذا من الجيد الحاق الاذى بها. هنا يتم بناء الايدلويوجيا، والمسافة بينها وبين التنفيذ ما زالت قائمة. ولكن عندما يسمع ذلك الشاب التصفيق من اعضاء البرلمان، فانه يحصل على تأكيد تلك الايديولوجيا المشوهة من الجهات التي يفترض بها أن تكون الاكثر اخلاقية في العالم. اذا كانوا يؤدون التحية هكذا، فمعقول أن يؤدوا التحية لي ايضا.

 

          للأسف الشديد، في ظل الواقع المعقد والصعب الآن، فان التصفيق قد يقتل. واثناء كتابة هذه السطور توصلت الى الاستنتاج الصعب وهو أن التصفيق قد يقتل. وسمعت ذلك مرة اخرى، تراجيديا اخرى. « اسرائيلي قتل أمام أبناء عائلته وأصيب ثلاثة من ابنائه ».

 

          عمليات القتل هذه ليست من طبيعة الانسان، بل هي نتيجة التحريض المتواصل. اولئك المخربون يتغذون على الكراهية التي مصدرها القيادة الفلسطينية. قبل أقل من اسبوع قال مساعد أبو مازن لشؤون المجتمع المدني: « في كل مكان تشاهدون فيه اسرائيلي – إذبحوه ». وفي هذا الاسبوع رأينا تنفيذ هذا الامر. محظور علينا التنازل، سننتصر على الارهاب، سننتصر لأننا نؤمن بالحياة، سنستمر في تعميق الصلة بين شعب اسرائيل وارض اسرائيل، نستمر في بناء البلاد والدولة على الاخلاق وعلى مبدأ الحياة، نستمر في محاربة الارهاب الفلسطيني وسنعمل على قطع جذور تحريض السلطة الفلسطينية – من اجل وقف عملية انتاج هذه الوحوش التي تعيش على بُعد « 8 دقائق » سيرا على الاقدام من منازل مواطني اسرائيل.

 

          سنستمر وننتصر.

كلمات دلالية