خبر حكومة الاحتلال وجيشها رفضا خطة سلمية لتعطيل أسطول الحرية

الساعة 05:25 ص|03 يوليو 2016

فلسطين اليوم

كشفت المداولات الداخلية في الكابينيت الإسرائيلي، خلال عقد جلسة المصادقة على اتفاق المصالحة الإسرائيلية ــ التركية، معلومات جديدة حول القرار الإسرائيلي تحت قيادة وزير الأمن السابق، إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش الأسبق، غابي أشكنازي، تؤكد أن خيار تنفيذ عملية إنزال عسكرية في عرض البحر للسيطرة على السفينة مافي مرمرة، في مايو/أيار 2010، كان مدروساً وعن سابق قصد وإصرار، على الرغم من معرفة قيادة أركان الجيش أن هذه العملية تنطوي على خطرين: أحدهما أن يقوم المتطوعون على متن السفينة باختطاف جنود إسرائيليين، والثاني أن تؤدي عملية الإنزال، خصوصاً عبر استخدام الحبال من المروحيات العسكرية، إلى إطلاق نار كثيف على المتطوعين على متن السفينة.

وكشف مراسل الشؤون الحزبية في صحيفة « هآرتس »، يوسي فيرتير، تفاصيل جديدة حول مداخلة وزير البناء والإسكان الحالي، والجنرال السابق يوآف غالانط، الذي أيّد الاتفاق مع تركيا أمام أعضاء الكابينيت الإسرائيلي. وبحسب فيرتير، فإن موقف غالانط الداعم للاتفاق، كان مبنياً على موافقة وزير الأمن السابق، موشيه يعالون، على الاتفاق نفسه. لكن غالانط لم يكتفِ بذلك بل دافع في مداخلته عن بنود الاتفاق كافة، كاشفاً للمرة الأولى عن أنه عند تنظيم أسطول الحرية في العام 2010، كان قد توقّع بفعل كونه قائداً للمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال (المسؤولة عن قطاع غزة) وكونه قائداً لسلاح البحرية قبل ذلك، أن يؤخذ رأيه بالاعتبار حول سُبل صد السفينة مافي مرمرة وباقي السفن التي كان يفترض أن تصل معها إلى سواحل غزة لكسر الحصار. إلا أن رئيس أركان الجيش السابق غابي أشكنازي، تجاهله كلياً ورفض استدعاءه لجلسات المشاورات، على الرغم من علمه بأنه وضع خطة لسد الطريق أمام وصول أسطول الحرية، لا تحمل في طياتها مخاطر لجنود الاحتلال.

وبحسب ما أوردته « هآرتس »، فقد أبلغ غالانط أعضاء الكابينيت الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، أن كل مساعيه للمشاركة في مداولات سلاح البحرية وهيئة الأركان ذهبت أدراج الرياح، وأنه تم في نهاية الأمر إيفاد ممثلين عن سلاح البحرية أطلعوه على الخطة العملية لاعتراض مافي مرمرة، إلا أنه أبلغهم أن « الخطة المعروضة والتي تقوم على عملية إنزال من المروحيات العسكرية، أو الصعود إلى سطح السفينة عبر الحبال، هي خطة كان هو أول من ابتكرها في سلاح البحرية، وهي مخصصة لعمليات إنزال تتم في ساعات الليل وليس في وضح النهار، في الوقت الذي لا يتوقع أحد ممن على متن السفينة أن تتم عملية كوماندوس للسيطرة عليها. أما في حالة السفينة مافي مرمرة، فقد كان كل العالم يعرف بعزم إسرائيل اعتراض السفينة، وكان الناشطون على متنها مستعدين وينتظرون وصول الجنود، وكان واضحاً لي أن هذه الخطة ستفشل ».

ووفق ما نقلته « هآرتس »، فقد عُقدت جلسة مشاورات أخرى في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، قبل أسبوع من عملية اعتراض أسطول الحرية. وقال غالانط لأعضاء الكابينيت: « لقد أبلغتهم عندها، أمام كامل هيئة الأركان، أن هذه الطريقة غير مناسبة »، مضيفاً: « أبلغتهم أنه من الممكن أن يكتشف الجنود أنهم أقل عدداً في مواجهة أناس ينتظرونهم، ربما مع سلاح ناري، وبالتأكيد مع سلاح أبيض. وحذرتهم من أنه يمكن اختطاف أحد الجنود وحجزه في قمرة مغلقة للسفينة. لكن أقوالي قوبلت باستهزاء. واقترحت طريقة مغايرة: أن نرسل إلى منطقة وجود السفينة مافي مرمرة سفينة كبيرة، أكبر من مافي مرمرة بعشرة أضعاف، وأن نصفح مقدمتها وجوانبها، ثم نلتصق ليلاً بالسفينة التركية ونغرقها بالماء والرغوة بقوة ضخ كبيرة، ثم نربط بها سلالم ونقوم عبرها بنقل عدد كبير من الجنود إلى السفينة، أكثر من العدد المقترح والمخطط، وألا يكون الجنود فقط من وحدة الكوماندوس البحرية، وإنما من وحدات النخب الأخرى في الجيش مثل المظليين وسرية الأركان وما شابه، ومن شأن ذلك أن ينهي العملية من دون مصابين من أي طرف ».

وكان غالانط اقترح سبلاً أخرى بالنظر إلى نجاح إسرائيل في تعطيل « سفينة العودة » التي كان يفترض أن تبحر من قبرص باتجاه يافا وعلى متنها مئات الفلسطينيين في ثمانينات القرن الماضي، تحت شعار العودة، وعبر تحدي سلطات الاحتلال، إلا أن قيام « الموساد » بتعطيل السفينة وهي في قبرص قبل إبحارها، حال دون توجهها إلى شواطئ يافا في تلك الفترة، من دون أن تضطر إسرائيل إلى خوض مغامرة عسكرية كان يمكن أن تنقلب عليها.

كلمات دلالية