خبر تصعيد « إسرائيلي » ضد الفلسطينيين: إعدامات ميدانية وعقوبات جماعية

الساعة 05:36 ص|02 يوليو 2016

فلسطين اليوم

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، في آخر جمعة من شهر رمضان، أمس الجمعة، تصاعد عمليات الطعن التي ينفذها الشبان الفلسطينيون، وعودة عمليات الإعدام الميدانية من قبل جنود الاحتلال وفرض سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط شهيدين أمس هما الشهيدة سارة حجوج طرايرة التي أعدمها جنود الاحتلال وتيسير محمد مصطفى الذي قضى اختناقاً بالغاز السام على حاجز قلنديا.

كما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن مستوطناً إسرائيلياً لقي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون بعد إطلاق النار على سيارة كانت تقلّهم، في شارع رقم 60 جنوبي مستوطنة « كريات أربع ». وأفاد موقع « معاريف » بأن « منفذي العملية تمكنوا من الفرار فيما بدأت قوات الاحتلال بعمليات تمشيط واسعة بحثاً عنهم ». وكشفت سلطات الاحتلال أنها « ستخصم جزء من إيرادات الضرائب عن السلطة الفلسطينية لدعمها المهاجمين »، على حد قولها.

وجاءت العملية بعد ساعات من إعدام جنود الاحتلال الشهيدة طرايرة، من قرية بني نعيم، بزعم أنها طعنت مستوطنين في الخليل،، وذلك أثناء توجهها للصلاة في الحرم الإبراهيمي، ليستكمل عناصر الاحتلال فصول التضييق على بلدة بني نعيم، بعد يوم من إطلاق النار أيضاً على أحد أبنائها الشاب محمد طرايرة (19 عاماً)، ما أدى إلى استشهاده، مساء الخميس، وذلك بعدما اقتحم سياج مستوطنة « خارسينا » المقامة على أراضي الفلسطينيين شرقي مدينة الخليل، وطعن مستوطنة إسرائيلية وقتلها، وأصاب مستوطناً آخر، قبل أن يستشهد برصاص الحراس هناك.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بني نعيم مساء الخميس، وشرعت بإحكام إغلاق منافذها، وداهمت منزل الشهيد طرايرة مرتين واعتدت على أفراد عائلته، بينما اعتقلت والده، واستدعت اثنين من أشقائه للتحقيق معهم، فيما أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الأهالي والمنازل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان، أسفرت عن عشرات الإصابات بحالات الاختناق. وعقب ذلك اقتحمت قوات الاحتلال بني نعيم البلدة من جديد، فجر أمس الجمعة، وداهمت منازل سارة طرايرة ومحمد طرايرة والفتاة مجد الخضور التي استشهدت الأسبوع الماضي، وعاثت فيها فساداً. وهددت بهدم المنازل في وقت قريب، بينما تعمّد الجنود إطلاق قنابل الصوت والغاز واعتقلوا عدداً من الشبان قبيل انسحابهم.

من جهته، يُرجّح رئيس بلدية بني نعيم، محمود مناصرة لـ« العربي الجديد » بأن « تُصعّد سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام المقبلة من عمليات العقاب الجماعي بحق أهالي البلدة، إضافة إلى أنها أغلقت أمس المدخل الوحيد الذي كان متنفساً للأهالي، للخروج والتواصل مع مدينة الخليل والبلدات المحيطة ».

ويضيف مناصرة أن « جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم عشرات المنازل في البلدة فجراً، وتعمّد تخريب محتوياتها، والعبث فيها، بينما قام الجنود بإطلاق قنابل الغاز باتجاه الأحياء السكنية بغرض إيقاع الإصابات ومعاقبة الجميع ».

« الأمور تذهب إلى التصعيد » يقول مناصرة، متابعاً « سقط ثلاثة شهداء من البلدة خلال أيام، يتهمهم الاحتلال بأنهم نفذوا عمليات، الأمر الذي سيبرر لقواته تنفيذ عمليات اقتحام ليلية والقيام بعمليات الاعتقالات، والاعتداء على السكان، وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه منازلهم ».

ومع عمليات التصعيد الأخير، دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضاحية شويكة، شمالي مدينة طولكرم، في شمالي الضفة الغربية المحتلة، وقامت باقتحام منزل منفذ عملية الطعن في مدينة « نتانيا » شمالي فلسطين المحتلة، يوم الخميس، الشهيد وائل أبو صالح، وسبق ذلك، إغلاق لحاجز « عناب » العسكري وهو المدخل الجنوبي للمدينة، ومنعت المركبات الفلسطينية من المرور عبره، ما دفع الفلسطينيين لسلك طرق ترابية وطويلة للوصول إلى المدينة.

وأغلقت سلطات الاحتلال الحاجز بغرض التضييق على الفلسطينيين، ومعاقبتهم، نتيجة عملية الطعن التي أسفرت عن إصابة اثنين من المستوطنين بحسب ما اعترف به الاحتلال، وأغلقت كذلك قوات الاحتلال مداخل مدينة طولكرم بالسواتر الترابية.

وبحسب ما قاله أهالي قرى وبلدات عدة لـ« العربي الجديد »، فإن « جنود الاحتلال أغلقوا شارع الجروشية، ومدخل قرية بلعا شمال شرقي المدينة، وهي طريق رئيسية حيوية تربط مدينتي نابلس وطولكرم، إضافة إلى إغلاق مدخل قرية بزاريا شمال غرب المدينة ».

كما أغلقت جرافات الاحتلال أيضاً مدخل بلدة دير الغصون شمالاً، وبحسب ما ذكرته المصادر المحلية لـ« العربي الجديد »، فإن الأهالي يلجأون للمرور عبر طرق ترابية والتفافية صعبة، من أجل الوصول إلى قراهم وبلداتهم، وأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لمعاقبة أهالي مدينة طولكرم بعد أن نفذ الشهيد أبو صالح عملية طعن في مدينة نتانيا المحتلة".

ويرى الفلسطينيون أن عمليات الاقتحامات الليلية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القرى والبلدات والمدن الفلسطينية بشكل شبه يومي، والتي تصاعدت وتيرتها الأيام الماضية، إضافة إلى إغلاق الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة، ما هي إلا محاولة لردع الغضب الذي تشكل داخل الفلسطينيين بعد عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين فيه.

ومنذ ساعات صباح الجمعة حتى ساعات الظهيرة منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين من دخول مدينة القدس المحتلة، لاسيما عبر حاجز قلنديا العسكري شمالي المدينة الذي شهد مواجهات عنيفة أدت إلى استشهاد تيسير محمد مصطفى حبش من مدينة نابلس، إضافة إلى وقوع عشرات الإصابات بحالات الاختناق والاعتداء بالضرب.

ورغم تكثيف سلطات الاحتلال لعمليات الحصار على القرى والبلدات التي يخرج منها منفذو العمليات الفدائية، بموازاة عمليات الاقتحامات شبهة اليومية للقرى والبلدات، إلا أن عمليات الفلسطينيين ومحاولتهم إعادة الحياة للهبة الشعبية متواصلة مع تواصل عمليات الإعدام الميدانية.

كلمات دلالية