تعيش مدينة نابلس حاله من الحداد الكامل والتوتر الشديد في أعقاب مقتل اثنين من عناصر الأجهزة الأمنية يوم أمس الأربعاء، إلى جانب عدد من الإصابات بينها إصابة موت سريري لأحدى السيدات. ولكنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق النار، فخلال الفترة الماضية شهدت المدينة يومياً حالة إطلاق نار، وهو ما شكل ظاهرة من الفلتان الأمني، الذي بات يشكل تخوفاً لدى أهالي المدينة من استمراره وتطوره أكثر.
الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي حمل مسؤولية ما يجري إلى كل المجتمع الفلسطيني وقال:« أحمل العائلة والأحزاب والمؤسسات والأجهزة الأمنية مسؤولية انتشار ثقافة استسهال قتل الفلسطيني للفلسطيني ونحن شعب تحت احتلال أولى فينا أن نصوب جهودنا نحو الاحتلال وتكريس خيار المقاومة ضد الاحتلال وليس استنزاف لطاقاتنا على بعضنا البعض ».
وقال عدنان:« هناك ترسانة من السلاح اتخمت في مخازنها والاحتلال يعرف بها جيدا وهو من يتحمل مسؤولياتها ولا يلاحقه، ولكن السؤال الموجه الآن لكل قائد وسياسي فلسطيني إن ما يجري ألا يحتاج وقفة مع الذات لحقن هذه الدماء وهذه الجرأة في القتل ».
وشدد خضر على ضرورة الإجابة على السؤال ما هي خلفية هذا السلاح فهناك سلاح رسمي مع أجهزة الأمن وهناك سلاح مع العشائر، وبقايا سلاح مع المقاومة، وهو ملاحق من الكل، وعلى الجهات القانونية والطبية أن توضح بكل شفافية ما هو السلاح الذي يطلق منه النيران ليحاكم المسؤول عن هذا السلاح أي كان، وأن لا يبقى الحديث بشكل عام عن السلاح الفلسطيني.
وأكد عدنان على أن سلاح المقاومة بريء من هذه الأحداث، وتابع:« لا أحد يحمل السلاح بهذه الكمية ويقاوم الاحتلال فالاحتلال يلاحق الرصاصة والسكينة بيد المقاومين فكيف يسكت عن كل هذا السلاح، لو أنه سلاحا شريف ».
وقال الشيخ خضر عدنان علينا أن نحاصر هذه الظاهرة وإلزام القاتلين أما على القصاص أو على الصلح وعدم ترك ملفات دماء لم تغلق.
وأشار إلى إن ما يتم الخروج به على الإعلام أقل بكثير مما يجري على الأرض في الواقع في كل يوم هناك عمليات إطلاق نار وحرق لمطابع وتهديد لشخصيات وأفراد، وتابع الشيخ عدنان:« أنا شخصيا أهدد بإطلاق النار علي وتحريض وشتائم ضدي من جهات معروفة ولا أحد يتحرك على الساحة الفلسطينية ووجهتنا معروفة للجميع فنحن لا نبحث عن مناصب ولا سلطة ».
وحمل الشيخ عدنان المؤسسات الحقوقية الفلسطينية المسؤولية الكبرى، كما قال، لأنها تمتنع عن القول بشكل شفاف وواضح أي مكمن الخطأ ومن المسؤول عن هذا السلاح وحامليه.
من جهته قال النائب الثاني في المجلس التشريعي حسن خريشة إن السبب وراء تنامي هذه الظاهرة في المدينة هو عدم الجدية في التعاطي مع ظواهر تهدد أمن وسلم المواطنين، وعدم قدرة المسؤولين على تحمل المسؤولية خوفا على مراكزهم.
وتابع خريشة:« هناك قوى ومتنفذين لهم مصلحة في استمرار الحال على ما هو عليه، وهم جزء من هذا الفلتان، لتصفية حسابات واستعراض قوة وجزء من صراع داخلي والسلطة.
وبحسب خريشة فإن المطلوب بشكل واضح من أصحاب القرار في المدينة وقف هذا المسلسل والذي يؤدي إلى مزيد من الفلتان الأمني وفوضى عارمة سيخسر فيها الجميع من السلطة و المجتمع و الفصائل الفلسطينية.
وأستبعد خريشة أن تكون السلطة عاجزة عن جمع سلاح الفلتان الأمني وقال متسائلا: » لماذا نرى الأجهزة الأمنية تقوم المستحيل للوصول إلى أي قطعة سلاح لدى أي أحد من رجال المقاومة أوكوادر حركتي حماس أو الجهاد، بينما سلاح الفلتان الأمني لا تحرك ساكنا ضده، فهي تعلم من مع من موجود ولكنها غير معنية على جمعة« .
القيادي في حركة فتح تيسير نصر الله
من جهته قال إن سبب هذا الفلتان هو حاله احتقان عامة نتيجة الضبابية في الحالة السياسية وعدم وجود أفق في قضية المصالحة وأنها الانقسام، والبطالة التي ترتفع كل عام والشبان بلا أيه حاضنه، إلى جانب حاله من عدم ضبط السلاح بيد المواطنين.
إلا أنه لم ينكر وجود تقصير في فرض القانون و النظام و الأمن من قبل المعنين بالأمن، والذين كانوا ضحية هذا التقصير يوم أمس في نابلس، في تعبير عن فوضى عارمة وإحباط ويأس كبيرين.
وبحسب نصر الله فإن الحل هو حوار وطني مسؤول مع كل مكونات المجتمع لوضع الحد لهذه الظواهر، والنخب السياسية والاجتماعية يفضي إلى نتائج قابلة للتطبيق، وإلا كما قال، فإن القادم أصعب وأخطر في حال عدم توقف هذا التدهور في الحالة الأمنية في المدينة.
وتابع نصر الله: » فالأجهزة الأمنية لن تستطيع القيام بذلك وحدها، يجب على كل مكونات وشخصيات المدينة الحزبية والسياسية والقانونية والأمنية العمل على حل هذه المشكلة، وعدم تحييد أي فصيل أو قوى، وأن يكون هناك قوة لتنفيذ ما يخرج عن هذا الحوار وأن لا يكون هناك أي اعتراض على أي أحد لمحاسبته إذا ثبت مسؤوليته.
ودعا نصر الله أن يحتل ما يحصل في المدينة حيزا في عقل القيادة من أجل حل مشاكلها وانقاذها وإلا سيكون القادم أعظم، كما قال.