خبر هل ترقص على جثتك؟ جينات تقرر أن تحيا بمجرد أن تموت أنت!!

الساعة 08:48 م|26 يونيو 2016

فلسطين اليوم

عندما يغمض شخص ما عينيه، ونتأكد أن القلب والجهاز التنفسي قد توقف تماماً، نحضر الطبيب ليعلن الوفاة الأبدية ويعطينا تصريح الدفن، مدركين أنه لم تعد هناك أية حياة هنا، لكن العلماء كشفوا مفاجأة للعالم مؤخراً عندما أعلنوا اكتشافاً غريباً: مئات الجينات تمتلئ بالحياة بعد أن يموت الإنسان.

هل هذه الجينات أشباح المتوفي؟

فريق العلماء الذي يقوده عالم في الميكروبيولجي قرر التحقيق في زيادة نشاط جينات معينة بعد الموت، وقد قاموا بالاختبار على مجموعة من الفئران الميتة وأسماك الزرد، بعد أن أوصلهم بحث سابق إلى حدوث هذا الشئ في الإنسان، عندما وجدوا آنذاك مجموعة من الجينات في البشر الميتين، بقيت نشطة لمدة 12 ساعة بعد الوفاة، وقد أوصلهم التحقيق إلى أكثر من 1000 جين، ما يزال يعمل حتى بعد أيام من الموت؛ الأمر ليس تأخراً في الموت عن بقية الجسد، بل إن النشاط الذي يزداد يبدو كأنه ازدهار بالحياة، أو كأن الأشباح تنهض من نومها.

العلماء رصدوا 515 من الجينات التي تصاعد نشاطها، وقد كانت تؤدي وظيفتها بأقصى قدرة لها لمدة 24 ساعة بعد الموت، أما في أسماك الزرد فقد رصدوا 584 من الجينات التي استعادت وظيفتها لمدة أربع أيام كاملة بعد الموت، قبل إظهار أي علامات على الخمود.

كيف رأى الفريق الأشباح؟

العلماء أدركوا الأمر عندما قاموا بقياس مستوى حمض RNA الرسول في الفئران والأسماك الميتة،  الفكرة في الأمر أن حمض RNA الرسول يشبه رسائل أوامر من الجينات إلى الخلية، لهذا فإن زيادة هذه الرسائل، تعني بالتأكيد نشاطاً متزايداً للجينات.

لكن الشئ الأغرب، كان أن العلماء اكتشفوا أن هذه الجينات التي تعلن عن نفسها ما بعد الموت، ليست مجرد نوع عادي من الجينات، بل هي من نوع معين يتراكم في أوقات الطوارئ، مثل حدوث الالتهاب أو التوتر، أو جينات سرطانية، المفاجأة المذهلة كانت عندما اكتشف العلماء أن بعض هذه الجينات لم تكن تنشط إلا في الجنين كي تحفز نموه ثم تخمد، هذا يعني أنها لم تكن تنشط مرة واحدة كما تخيلوا من قبل، بل مرتين !

هل يعود الإنسان جنيناً بعد الموت؟

العلماء وصلوا لنظرية بعد هذه الاكتشافات، أن الجثة الميتة، يحاول فيها الجسد أن يعكس ظروف الخلية، ليقلد حالة الجنين متسارعة النمو، كأنه يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنها تفشل بالطبع، فلا يمكن إعادة فأر أو سمكة أو إنسان إلى الحياة، لكن هذا الاستنتاج أوصل العلماء إلى استنتاج عظيم آخر: ربما كان هذا السبب في حدوث السرطانات في الأعضاء المنقولة من جثث الموتى إلى الأحياء !

اللغز الذي قد يكشف لغزاً آخر

الدراسات وجدت أن أولئك الذين تلقوا زرع أعضاء فرصهم في حدوث سرطان أعلى في 32 نوعاً، مثل سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الكبد والكلية، وصحيح أن السبب يعود بشكل كبير لكميات الأدوية مثبطة المناعة التي يتلقونها، إلا إنه يبدو إن هذه الجينات أيضاً تلعب دوراً خفياً لم نكن نراه من قبل، ما يدفعنا للقول مثل رئيس الفريق: فهم ما يحدث بعد الموت، ربما يقودنا للكثير عن الحياة !

كلمات دلالية