خبر استقرار أم انقلاب بقلم: بوعز بسموت - اسرائيل اليوم

الساعة 11:05 ص|23 يونيو 2016

فلسطين اليوم

استقرار أم انقلاب بقلم: بوعز بسموت - اسرائيل اليوم

 (المضمون: اليوم ستقرر بريطانيا اذا كانت ستبقى أو تنفصل عن الاتحاد الاوروبي - المصدر).

عيون كل العالم ستكون شاخصة اليوم نحو بريطانيا التي ستقرر في الاستفتاء الشعبي اذا كانت ستبقى في اوروبا وتريد الاستقرار أم أنها تريد الخروج واحداث الانقلاب.

الاستطلاعات متقاربة: تنبأ أمس استطلاعان بانتصار من يريدون الخروج، وكل شيء يمكن أن يحدث. مؤيدو الانفصال يريدون رؤية « استقلال » بريطانيا في هذا اليوم، أما من يؤيدون البقاء فيأملون أن يكون هذا اليوم هو يوم المنطق والوعي. واوروبا تخشى من وباء اللااوروبية في القارة، حيث أن مصدر هذا الوباء هو بريطانيا. في هذه الليلة سنعرف اذا كانت لندن تريد الطلاق من بروكسل أو الاستمرار في الزواج الذي ليس رائعا الى حد كبير.

الاستفتاء الشعبي في بريطانيا هو مثابة حدث غير مسبوق في الاتحاد الاوروبي. كانت التوجهات الى الآن في الاتجاه الآخر، اتجاه التوسيع. والانفصال عن الاتحاد لم يكن خيارا أبدا، إلا اذا كنت تنتمي الى اليمين المتطرف مثل يو.كي.آي.بي في بريطانيا أو اليسار الراديكالي. وبالذات لهذا السبب لم يخشى رئيس حكومة بريطانيا، دافيد كاميرون، مع الكثير من الضغط من حزبه المحافظ، من الاعلان عن الاستفتاء الشعبي.

من يذكر في حقيقة، أن كاميرون الذي يؤيد البقاء في اوروبا وفي منصبه قد أعلن عن الاستفتاء الشعبي من اجل تحسين مكانة بريطانيا أمام الشركاء الاوروبيين اثناء المفاوضات بين لندن وبروكسل؟ كاميرون لم يعرف أنه كان يلعب بالنار.

من اعتقد في حينه أن هناك خطر على عضوية بريطانيا في الاتحاد؟ عاد الاقتصاد الى الحياة وانخفضت نسبة البطالة، صحيح أن بروكسل أرادت أن تفرض على المواطن البريطاني المركبات في النقانق التي يأكلها (المزيد من البقر والقليل من الطحين والدهون). ولكن منذ متى كان باستطاعة البريطانيين مناقشة ما هو موجود في الصحن.

في الوقت الحالي تغيرت الاحوال. مثلا اندلعت ازمة اللاجئين ومعها خوف البريطانيين من تدفق الاجانب. الكثيرون في المملكة وجدوا صعوبة في قبول فكرة أن تفرض عليهم بروكسل كم من اللاجئين سيستقبلوا. يبدو أن للمملكة التي كانت امبراطورية في السابق، حساسية تجاه كلمة السيادة.

يبدو أنه لهذا السبب فان المملكة ستُحدث تغييرا تاريخيا غير مسبوق عندما تقرر ترك الاتحاد. الحديث يدور عن تصويت عاطفي. مؤيدو الـ « نعم » يزعمون أنهم سيستعيدون دولتهم. لا يهم من ناحيتهم اذا تراجع الباوند أو الجنيه، أو اذا تعرضت لندن لضربة، أو اذا فقدت بريطانيا منطقة التجارة الحرة الكبيرة، أو اذا طلبت سكوتلاند مرة اخرى أن تترك المملكة الموحدة. المهم هو الاحترام.

« نعم » إن الانفصال قد يحدث ظاهرة الدومينو الخطيرة، في فرنسا والمانيا وهولندة وغيرها من الدول التي تنتظر ما سيحدث في لندن من اجل المطالبة بخطوة مشابهة. هذه اوقات صعبة تمر على الاتحاد. الازمة الاقتصادية في سنة 2008 التي وجدت فيها بروكسل صعوبة في الرد، وازمة اللاجئين ايضا، هي فقط جزء من الاسباب التي تزيد من عدد المتشككين في القارة.

هذه العملية تراكمت في السابق. هل تذكرون تصويت بريطانيا مع أو ضد الدستور الاوروبي؟ على الاغلب أنكم لا تتذكرون لأنه لم يحدث. طوني بلير بادر الى ذلك في 2004 وقرر الغاء ذلك لأنه خشي من كلمة « لا » للدستور بصيغته في حينه من قبل فرنسا وهولندة.

نأمل أن تبقى بريطانيا في الاتحاد، ليس فقط لأننا نريد مصلحتها. إن فكرة استفتاء شعبي كهذا في الدولة الاقتصادية الخامسة في العالم هي ضربة شديدة للاستقرار والتقدم. في الحياة يتم التقدم وليس التراجع، وهذا الاستفتاء الشعبي يعطي الخيار لمن يريد اعادة العجلة الى الوراء. في 1975 انضمت بريطانيا الى الاتحاد. وفي 2016 ستعزز مكانتها في القارة أو تعود لتكون وحيدة. هناك من قالوا إن بريطانيا هي جزيرة عائمة تعرف كيفية الابتعاد أو الاقتراب من اوروبا حسب مصلحتها. فلماذا الابتعاد إذاً؟.

كلمات دلالية