قائمة الموقع

خبر المخاطرة امام الخطر بقلم: شموئيل روزنر- معاريف

2016-06-23T09:08:20+03:00
فلسطين اليوم

المخاطرة امام الخطر بقلم: شموئيل روزنر- معاريف

(المضمون: كل قرار يتخذه رئيس الحكومة فيه نوع من المقامرة والمهم هو هل هذه المقامرة معقولة في ظل الملابسات الموجودة؟ - المصدر).

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقامر على أمن اسرائيل. هذا ليس ادعاء  - هذه حقيقة. هذه ليست تهمة – هذا اعتراف بما لا يمكن منعه. نتيجة لدوره ومكانته فان على نتنياهو أن يقامر بأمن اسرائيل. عندما يقرر قصف هذا المكان او ذاك فانه يقرر ان لا يقصف هذا المكان أو ذك. عندما يقرر البدء بعملية عسكرية او الامتناع عنها. حين يقرر شراء سلاح معين أو التنازل عنه. حين يقرر ان تكون ميزانية الامن بقدر معين وليس بقدر آخر. في كل واحدة من هذه القرارات يوجد عنصر من المقامرة. من الافضل أن تكون المقامرة مدروسة ومقامرة حكيمة. ومقامرة جوهرية، لكن المقامرة موجودة – لاننا لم ننجح بعد بايجاد رئيس حكومة يتضح أن كل قراراته دقيقة. لا نحن ولا أي أحد آخر.

لذلك ان الادعاء بان نتنياهو يقامر بأمن الدولة حين لا يغلق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول المساعدة الامنية للسنوات العشرة القادمة – هذا الادعاء يسمعه الكثير من السياسيين في الاسابيع الاخيرة – هو ادعاء فارغ. واضح أنه يقامر بأمن الدولة. انه يقامر حين لار يغلق الاتفاق وكان مقامرا ايضا لو اغلق الاتفاق. انه يقامر عندما يفترض أن باستطاعته تحقيق اتفاق افضل وكان سيقامر لو افترض انه لا يستطيع تحقيق اتفاق افضل. لا توجد معرفة يقينية. فقط مقامرة. من الممكن أن ادارة اوباما تقترح على اسرائيل الان الاتفاق الافضل الذي يمكن أن تحصل عليه. ومن جهة ثانية من الممكن أن ادارة اوباما تقترح على اسرائيل اتفاق اقل مما قد تحصل عليه من الادارة الامريكية القادمة، في المستقبل.

السؤال إذن ليس اذا كان نتنياهو يقامر، بل هل المقامرة معقولة في الظروف القائمة. ومن أجل معرفة إن كانت معقولة يجب أن نفهم حاجات اسرائيل بشكل معمق، الحاجات الامنية وغيرها. يجب معرفة تفاصيل الاقتراح الامريكي بنواقصه وأفضلياته. يجب معرفة اخطاء الساحة السياسية الامريكية ويجب معرفة ما الذي يصمم عليه نتنياهو ولماذا. بكلمات اخرى نحن بحاجة الى معلومات ليست لدى معظم اعضاء الكنيست الذين يتحدثون عن المساعدة.

بحاجة ايضا الى قدر من هدوء الاعصاب. اسرائيل تدير مفاوضات صعبة أمام إدارة لا تهتم دائما بحاجاتنا. لا حاجة الى اجراء مفاوضات من موقع « الشحاذ » الوصف الذي اطلقه بعض المحللين المهمين على اسرائيل. اذا كانت اسرائيل شحاذ يجب أن تأخذ ببساطة ما يقدموه لها دون أن تجادل. اذا كانت اسرائيل شحاذ لما كانت هناك مفاوضات. ولكان الامريكيون يقذفون باتجاهها الاموال ويكتفون بذلك.

الا ان اسرائيل ليست شحاذ والامريكيون ايضا يعرفون ذلك، لذلك يقومون بالتفاوض. تكتيك المفاوضات لديهم يشمل ارشاد محللين اسرائيليين وهمس في إذن سياسيين اسرائيليين وحوارات مع موظفين اسرائيليين. بكلمات اخرى: الانتقادات حول أن نتنياهو لا يوقع على الاتفاق يقوم الامريكيين بتغذيتها. هذا شرعي، هم مهتمون بالحصول على ما تقدمه اسرائيل باقل ثمن ممكن واسرائيل تريد الحصول على اكبر ثمن تجاه ما تقدمه.

من الافضل التصميم على أن المفاوضات تكون بروحية طيبة قدر الامكان وبأجواء جوهرية قدر الامكان. لا يشدد نتنياهو بما فيه الكفاية على هذه الامور ولكن يبدو أنه يفعل ذلك في قضية المساعدات. حقيقة: موقفه في المفاوضات لا يسمع. المحللين لا يسمعون منه تفسير تفصيلي حول اطالة الامر. انهم لا يسمعون منه شكوى حول تصميم الامريكيين في عدة بنود تعتبرها اسرائيل الحاق ضرر بالمساعدة. واليكم نوع آخر من المقامرة. يقامر نتنياهو حول الحذر الاعلامي في اتصالاته مع ادارة اوباما بخصوص المساعدة. ولا أحد يشتكي من هذه المقامرة.

اخبار ذات صلة