خبر عملية بنيامين -هآرتس

الساعة 09:02 ص|22 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: اوري مسغاف

 (المضمون: في الوقت الذي تحيي فيه الدول مراسيم الجندي المجهول تكريما لضحاياها، يقوم نتنياهو باحياء مراسيم شقيقه يوني نتنياهو مجحفا بحق باقي ضحايا اسرائيل - المصدر).

 

          في بداية الشهر القادم سيتم افتتاح احتفالات الاربعين للعملية التي حررت اسرائيل في اطارها المخطوفين في رحلة « اير فرانس » التي تمت في عنتيبة. العملية التي هي ذروة هالة الجيش الاسرائيلي نفذت بمصادقة رئيس الحكومة اسحق رابين ووزير الدفاع شمعون بيرس. وكان قائد القوة هو ضابط سلاح المشاة والمظليين الرئيسي دان شومرون. بتخطيط دقيق ولافت وتحت مسؤولية رئيس الاركان موتي غور ونائبه يكوتئيل أدام، تشكلت قائمة طويلة من ضباط قوات البر والجو والاستخبارات. وبرز ضباط وحدة الاركان ومنهم قائد الوحدة السابق اهود باراك وموكي بتسار الذي أعطيت له مهمة قيادة وحدة الاقتحام.

 

          في مقابل وحدة الاركان، نزلت ايضا في المطار قوات من المظليين وغولاني التي اهتمت بأعمال حيوية تخص الهبوط والحماية والتغطية، طاقم منفصل لوحدة الاركان قام بتدمير 11 طائرة « ميغ » تابعة لجيش أوغندا.

 

          قائد وحدة الاركان يوني نتنياهو كان في سيناء اثناء عملية التخطيط، وانضم في مرحلة متأخرة من الموافقة على الاوامر. وتم تعيينه في اللحظة الاخيرة قائدا في عنتيبة بعد أن تم تعيين باراك للتنسيق والرقابة على التوقف من اجل التزود بالوقود في نيروبي.

 

          مع هبوط القوات في المطار في الطريق الى المسار، وخلافا لمطلب نائبه، قام نتنياهو بخطأ قيادي وتنفيذي صعب أدى الى فتح النار بشكل مبكر والى رد متواصل. العاصفة التي حدثت حرفت عملية الاقتحام عن التخطيط الاصلي وأضرت بعنصر المفاجأة. النجاح في هذه الظروف كان مسألة حظ، خطوة كانت تفصل بين النجاح وبين تكرار المذبحة التي تمت في معلوت قبل ذلك بعامين. الحظ لم يكن كاملا. وفي تبادل اطلاق النار فوق المسار أصيب مظلي باصابة بليغة وقتل ثلاثة من الرهائن، ورهينة رابعة قتلت في اليوم الثاني في المستشفى الذي تم أخذها اليه قبل العملية، القتيل الخامس كان يوني نتنياهو، حيث أصيب باطلاق نار من برج المراقبة. وبعد موته تقرر تسمية العملية على اسمه.

 

          دور نتنياهو في العملية وأدائه خلالها لا يقلل من بطولته ولا من الحداد ولا الفقدان الذي يرافق عائلته ومحبيه. إلا أن شخصيته وموته قد ضاءلا على مدى السنين دور وتخطيط قادة العملية الحقيقيين. والاخطر من ذلك الاجحاف الجماهيري: طوال فترة وجود شقيقه في رئاسة الحكومة، يتم تصوير نتنياهو على أنه القتيل القومي لاسرائيل. الامر الذي يشكل الاجحاف بحق قتلى الجيش الاسرائيلي الآخرين وعائلاتهم. دم يوني نتنياهو ليس أكثر ثخانة. الفقدان العسكري هو الذي يجب أن يبقى على الاقل، متساوي وديمقراطي.

 

          في السنوات الستة الماضية تبدأ أحداث يوم الذكرى بذهاب رئيس الحكومة وزوجته الى قبر أخيه في جبل هرتسل. ويقوم مصور من المكتب الصحفي الرسمي بتصويرهما وهما يضعان اكليلا من الورود وهما يلبسان السواد. وفي اليوم التالي تنشر الصور في صحيفته « اسرائيل اليوم » وفي وسائل اعلامية اخرى.  في دول اخرى يتم احياء مراسيم رمزية كهذه بالضبط بمعنى عكسي. على قبر الجندي المجهول، خلافا للقتيل الشخصي والمتميز.

 

          هذا التشويه المتواصل سيصل الى ذروته في الحملة التي لا لزوم لها والتي سيقوم بها رئيس الحكومة الى عنتيبة. هذه الرحلة فرضت على وزارة الدفاع وسلاح الجو، وهي لا تساهم في أمن اسرائيل أو المواضيع المشتعلة التي تهم مواطنيها، وهي عبارة عن تبذير الملايين من اموال الجمهور. وهي تهدف الى تحقيق مكاسب سياسية شخصية لنتنياهو الذي يقوم باخراج الحداد العائلي الى الخارج ويستغل مصادر الدولة وجيشها من اجل العودة الى عنتيبة كمنتصر على الارهاب، بدل شقيقه المتوفي: عملية بنيامين.

كلمات دلالية