خبر كلمة مهمة لعباس خلال الساعات المقبلة أمام البرلمان الأوروبي

الساعة 06:43 ص|22 يونيو 2016

فلسطين اليوم

كشفت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس، سيلقي «كلمة هامة» خلال الساعات المقبلة أمام البرلمان الأوروبي في مدينة بروكسل يحدد فيها معالم الموقف الفلسطيني والعربي، من عملية التسوية، وأعلنت عن «حراك عربي» نشط خلال الفترة المقبلة، لدعم القضية الفلسطينية، في الوقت الذي رحبت فيه بقرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي تبنى مبادرة السلام الفرنسية التي ترفضها « إسرائيل ».

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس عباس سيدعو خلال خطابه في البرلمان الأوروبي، دول أوروبا للاستمرار في حراكها النشط من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة.

يأتي ذلك غداة تبني وزراء خارجية الاتحاد المبادرة الفرنسية، وفي ظل الموقف الإسرائيلي المعارض لهذا التحرك الأوروبي، خاصة في ظل توقف العملية السلمية منذ أكثر من عأمين.

وحسب ما يتردد فإن أهم النقاط التي سيتناولها الرئيس عباس في كلمته أمام البرلمان الأوروبي، هو تجديد تأييده للمبادرة الفرنسية، والتمسك بضرورة حل الصراع على أساس قيام دولة فلسطينية في المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967. كذلك سيطلب من دول الاتحاد الأوروبي الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67، على غرار القرار السويدي.

وعلمت «القدس العربي» إن عباس أيضا سيشدد في كلمته على الموقف الفلسطيني والعربي الرافض لأي تعديل للمبادرة العربية للسلام، كما تريد إسرائيل، خاصة بعد الزيارة التي قام بها قبل الوصول إلى بروكسل، إلى السعودية، ولقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، لا سيما أن السعودية هي من طرحت مبادرة السلام التي حظيت بدعم عربي وإسلامي.

وسيؤكد لأعضاء البرلمان الأوروبي أن الموقف الفلسطيني والعربي تجاه المبادرة لن يتغير وفق أهواء حكومة إسرائيل، وسيركز كثيرا على ما تقوم به هذه الحكومة اليمينية ضد عملية السلام، وذلك بهدف الحصول على أكبر ضغط رسمي على تل أبيب من جهة أوروبا.

يشار إلى أن نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أعلن قبل أيام رفض الجامعة لما ورد في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيأمين نتنياهو حول تعديل مبادرة السلام العربية. وقال «هذا كلام مرفوض تماما لأن مبادرة السلام العربية لها فلسفة معينة ولها ترتيب معين، وصدرت بها قرارات من 14 قمة عربية حتى الآن».

و يذكر أن إسرائيل التي رحبت مؤخرا بالمبادرة العربية، طالبت بتعديلها خاصة النقاط التي تتحدث عن ملف اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا عن أراضيهم، وكذلك ما يخص هضبة الجولان السورية المحتلة، التي ترفض الخروج منها.

والمبادرة العربية للسلام التي صودق عليها في قمة بيروت عام 2002، تنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل الانسحاب من المناطق العربية المحتلة عام 67، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.

إلى ذلك أشار المتحدث باسم الرئاسة إلى أن الجهود الفلسطينية والعربية ستتواصل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة بحركة سياسة نشطة، مشيرا إلى لقاء الرئيس عباس بالعاهل السعودي، الذي قال أنه أبدى دعم المملكة الكامل لجهود الرئيس والسياسة الفلسطينية الحكيمة، إضافة إلى لقائه قبل أيام الملك الأردني عبد الله الثاني.

وأكد أن لجنة المتابعة العربية ستسعى بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني وبجهود مصرية وسعودية وأردنية لحراك نشط في الأسابيع المقبلة مع المجتمع الدولي.

ورحب كذلك بقرار وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذي تبنى وبالإجماع مبادرة السلام الفرنسية، مؤكدا أن الاتحاد الأوربي وقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن أغلب الدول الأوروبية وقفت إلى جانب دولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وأضاف «ونحن نحيي هذا الموقف الأوروبي القوي كما الموقف الفرنسي الشجاع الذي بادر واتخذ هذه الخطوة التي حركت هذه الأمور وجعلت من إمكانية تحقيق السلام فرصة لا يمكن إضعافها».

وشدد على أن الموقف الأوروبي يعد مهما جدا ويساهم في الاستقرار وصنع السلام في المنطقة، لافتا إلى أنه جاء نتيجة الجهود التي يبذلها الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية، والمساهمة الفرنسية النشطة التي حركت الأمور.

وأكد أن الركود الحاصل في عملية التسوية سببه «الفراغ الكبير « الذي أوجدته سياسة الحكومة الإسرائيلية والتردد الأمريكي المستمر.

وطالب في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية بدعم هذه الجهود التي تؤدي إلى سلام حقيقي، وممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لـ «الرضوخ للإرادة الدولية والإجماع الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وقال أبو ردينة أن الطريق الوحيد إلى الاستقرار في المنطقة والسلام في المنطقة هو «قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».وأضاف «بدون ذلك ستبقى المنطقة والعالم في حالة من عدم التوازن والاستقرار، وحان الوقت للإدارة الأمريكية لممارسة نفوذها على السلطات الإسرائيلية لاتخاذ الخطوات الضرورية الجادة لسلام عادل قائم على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

و رحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، بتبني مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وبالإجماع، المبادرة الفرنسية الهادفة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بحلول نهاية العام.

وأشارت إلى أنه لتوفير متطلبات النجاح لهذه المبادرة «لا بد أن تستند في مضمونها إلى مرجعية قانونية واضحة، وخطة عمل محددة وفق أهداف معرّفة، وخطوات وآليات تنفيذ ملموسة ونظام معتمد للتحكيم والمراقبة والتقييم»، مشيرة إلى أن كل ذلك يجب أن يكون فق سقف زمني ملزم لإنهاء الاحتلال وبوجود إرادة سياسية فاعلة تضمن الحق الفلسطيني بالحرية والسيادة.

وعبرت عن تقديرها لتبني الاتحاد الأوروبي «حلا عادلا وشاملا ومستداما لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».وأشارت إلى أن إسرائيل استغلت المفاوضات الثنائية المباشرة بهدف التحايل على القانون الدولي وتقويض حل الدولتين.

إلى ذلك رحبت حركة فتح بتأييد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالمبادرة الفرنسية، بالتوازي مع مواصلة الالتزام بدعم حل الدولتين وتكريس حدود الرابع من يونيو/ حزيران، واعتبرت ذلك «منطلقا مركزيا للاستقلال الفلسطيني».

وكان مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، قد أيد بالإجماع مبادرة السلام الفرنسية، ورحب المجتمعون في لوكسمبورغ بالبيان المشترك بشأن مبادرة السلام في الشرق الأوسط حول عقد مؤتمر دولي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي التي اعتمدت في الاجتماع الوزاري في باريس بداية الشهر الجاري.

وأعرب عن تصميمه للعمل جنبا إلى جنب مع الشركاء الدوليين والإقليميين الآخرين لتحقيق مساهمة ملموسة وكبيرة من خلال تقديم مجموعة من الحوافز للأطراف المعنية بهدف عقد هذا المؤتمر الدولي والمزمع عقده قبل نهاية العام.