خبر حرب لبنان – نجاح أم فشل -هآرتس

الساعة 10:53 ص|21 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

          (المضمون: قد تنجح الحرب ضد حزب الله أو حماس في فرض الهدوء لبضع سنوات، لكنها لم تستطع حتى الآن منع الحرب التالية - المصدر).

          في هذا الصيف ستكون مرت عشر سنوات على حرب لبنان الثانية. وفي هذا السياق يمكن محاولة فحص اذا كان الحديث عن نجاح أو فشل. لجنة فينوغراد قررت مصيرها، ومؤرخون عسكريون سيستمرون في اقوالهم. ولكن النقطة الهامة في هذا الوقت ليست مراجعة الماضي لنفسه، بل الاستعداد للمستقبل وتعلم الدروس من تلك الحرب.

          قادة اسرائيل في حينه الذين أداروا الحرب يتحدثون ردا على الانتقادات ضدهم، عن الهدوء السائد في الحدود الشمالية منذ وقف اطلاق النار بوساطة الامم المتحدة. 33 يوم من الحرب و164 قتيل اسرائيلي من المدنيين والجنود مقابل عشر سنوات من الهدوء – هل هذه المعادلة تشير الى النجاح أو الفشل؟ في حالة الحرب المستقبلية ضد حزب الله هل ستعتبر نتيجة كهذه مرضية ونجاح؟ ما هو الثمن الذي سنكون على استعداد لدفعه مقابل فترات هدوء بين حرب واخرى؟ هذا السؤال يتم طرحه ايضا فيما يتعلق بالجنوب. فهناك ايضا حققت العمليات العسكرية المتتالية الهدوء لفترات معينة وأعلن قادتنا أن هذا هو هدفهم – بضع سنوات من الهدوء قبل استئناف الهجوم من حماس.

          إن الخروج للحرب من اجل الحصول على بضع سنوات من الهدوء هو هدف معقول في الـ 25 سنة الاولى من وجود اسرائيل. نظرا لأنه لم يكن في استطاعتها هزيمة الجيوش العربية تماما – الهزائم المتكررة اعتبرت استراتيجية فعالة تهدف الى جعل القادة العرب يفهمون أنهم لا يستطيعون الانتصار على اسرائيل في ارض المعركة. لقد نجحت هذه الاستراتيجية. كانت حرب يوم الغفران هي المحاولة الرابعة والاخيرة لمهاجمة اسرائيل من قبل الجيوش العربية.

          لكن هل تعتبر هذه الاستراتيجية ناجعة ايضا ضد تنظيمات ارهابية مثل حزب الله وحماس؟ هل يعقل القول إنه بعد الضربات المتكررة ستستنتج هذه التنظيمات أنه لا فائدة من الهجوم مرة اخرى؟.

          عند الحديث عن هذا السؤال يجب علينا أخذ شيئين في الحسبان: أولا، سلوك الارهابيين وقادتهم يختلف عن سلوك الزعماء العرب الذين يسعون الى بقائهم السياسي. الارهابيون الذين يفكرون بطريقة مسيحانية ويعملون بناء على جدول زمني مسيحاني، على استعداد للخسارة في معارك كثيرة انطلاقا من الايمان بأن انتصارهم مضمون مع الوقت.

          الامر الثاني هو البُعد الجديد الذي أضيف الى الصراع مع التنظيمات الارهابية في أعقاب امتلاكها الصواريخ. فرغم أنها أضعف كثيرا من اسرائيل من الناحية العسكرية، إلا أن هذه الادوات تمنح التنظيمات قدرة على الردع الامر الذي يجب أخذه في الحسبان. من الواضح أن كل تجدد للعمليات العدائية، سيقترن باطلاق عدد كبير من الصواريخ على السكان المدنيين في اسرائيل. هذا الاعتبار يكون ساريا في حالة حزب الله بشكل خاص، الذي يملك أكثر من 150 ألف صاروخ، وينطبق ايضا على حماس التي تملك آلاف الصواريخ. الضربات التي وجهتها اسرائيل لهما في السابق قد تردعهما عن استئناف الهجوم. لكن عامل الردع يعمل ايضا ضد اسرائيل: كل زعيم اسرائيلي مسؤول ملزم بأن يفكر بنتائج استئناف الحرب.

          عشر سنوات بعد حرب لبنان الثانية تأثرت من تدخل حزب الله العميق في الحرب في سوريا. وكانت فترة ردع متبادلة. ولكن حزب الله استغل هذه السنين من اجل توسيع وزيادة عدد الصواريخ التي بحوزته. ستكون هذه المنظمة مستعدة أكثر من الماضي في حالة حدوث مواجهة مع اسرائيل، مع قدرات أكبر لاحداث تدمير في المدن. الدرس واضح: جولة اخرى من الحرب التي لن تضع حدا لقدرة الارهابيين العسكرية، تعني أنه ستكون جولات اخرى. وفي كل مرة سيأتون الى الحرب وهم أكثر جاهزية.

كلمات دلالية