خبر ما الذي يفعله الجيش بالحيوانات -هآرتس

الساعة 10:40 ص|19 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أورنا رينات

 (المضمون: من اجل العلم يقومون بقتل ملايين الحيوانات في المختبرات. ألا يستطيع هذا العلم ايجاد طرق بديلة لهذا القتل بحق الحيوانات؟ - المصدر).

« أخذنا سبعة خنازير وقمنا بوضعها في أحد الكرفانات، أنا قمت بتفجير العبوة، وما حدث بعد ذلك يعود لي في الكوابيس. رغم أننا كنا بعيدين عن مكان التفجير، إلا أنه كان يمكننا سماع الصراخ من الكرفان. وعندما فتحنا الباب استلقت الخنازير هناك وبكت وأنّت. كان واضحا أن التفجير فجرها من الداخل والزجاج الذي تطاير من النوافذ مزقهم من الخارج. جميع الجدران كانت ملطخة بدماء وبول وبراز الخنازير المقيدة. الخنازير نظرت الينا بأعين حزينة... كانت الرائحة في الكرفان كريهة، حيث تقرر ادخال الخنازير التي تليها في أكياس نايلون كبيرة ».

هذا الوصف لتجربة قام باجرائها الجيش الاسرائيلي كي يفحص ماذا يحدث للكائنات نتيجة التفجير، نشر في آذار 2000 في « هآرتس » من قبل رونين برغمان. وبعد 16 سنة، في 26/5/2016 تم بث تقرير حول التجارب على الحيوانات في جهاز الامن. يمكن الاستخلاص منه أن أكثر من 600 حيوان – بما في ذلك عِرس، خنازير وخراف – تعرضت للتجارب في الجهاز الامني في 2015. بعد ذلك بأسبوع تظاهرت جمعية مناهضة التجارب على الحيوان أمام وزارة الدفاع مطالبة بالكشف عن المعلومات التي تتعلق بالتجارب.

 نظرا لأن الجيش يرفض نشر معلومات في هذا الشأن، فلا يمكن معرفة اذا كانت التجارب الموصوفة أعلاه ما زالت تحدث. ولكن نظرا لأن جهاز الامن يقوم بفحص تأثير السلاح على الكائنات – يمكن الافتراض بأن المعاناة والموت ما زالا من العوارض التي لا بد منها للتجارب، الآن ايضا. لا شك أنه في المعهد البيولوجي في نيس تسيونا يتم استخدام الحيوانات بشكل كبير في تجارب تشمل – حسب معلومات نشرت في السابق – تسميمها واطلاق الغاز عليها والحرارة المرتفعة وغير ذلك.

التبرير المتعارف عليه لهذه التجارب ضد الحيوانات يستند الى الادعاء أن الحديث يدور عن تطور العلم وانقاذ حياة الناس. ولكن من هو مستعد للتضحية بالحيوانات التي لها نفس وادراك (ولم يقترح أحد بعد معيار لتحديد موقف اخلاقي) لأجل هذه الاهداف، لا يمكن أن ينفي حقيقة أن ملايين الحيوانات تتعذب وتموت لاهداف خالية من أي اعتبار اخلاقي، ولا يمكن تبريرها. في كل مرة يتم اقتحام ابواب المختبرات الاكثر رفعة في العالم، تظهر الفجوة بين « تقدم العلم » وبين استخدام القوة الغير مكبوحة ضد كائنات تعتبر دونية – وملايين الحيوانات تفقد حياتها.

كل واحد من الخنازير التي تمزقت في تجربة الجيش كان عالما بحد ذاته. في صناعة الاغذية تم توثيق خنازير نجحت في التخلص من القيود الحديدية والاقفاص بواسطة اللسان – وبعدها تحذير خنازير اخرى. لا يستطيع العلم، بغض النظر عن مستوى عبقريته، أن يخلق هذا الدمج بين السذاجة والحكمة. اذا كانت هناك أهمية ومغزى لمفهوم النفس – فهذا هو المغزى.

ولكن بالنسبة للعلم فان وزن هذه النفس هو صفر. تعرف الخنزيرة كيف تفك البراغي، لكنها لا تعرف تصنيع القنابل التي يتم تفجيرها بالليزر وتوجه بواسطة القمر الصناعي وهي قادرة على الدخول من نافذة بعيدة عشرات الكيلومترات. كيف يعقل أن الجيش قادر على عمل ذلك، ولا يجد طريقة بديلة لتمزيق الخنازير؟ واذا لم يقوموا اليوم بتقطيعها الى أشلاء، فما الذي يفعلونه بها؟

 

كلمات دلالية