الشقاقي اجتمع بالنواة الاولى للجهاد في بيته

بالصور الشيخ « الخضري » قلبه نواة جهاد .. وبيته دار أرقم إسلامية ثانية

الساعة 02:55 م|18 يونيو 2016

فلسطين اليوم

​بحزنٍ شديد ودَّع اهالي قطاع غزة الخميس الماضي، الشيخ المجاهد محمد علي الخضري (أبو حفص)، لتُطوى صفحةٌ مشرقة من صفحاتِ التاريخ الفلسطيني المقاوِم، سطَّرها (أبو حفص) بمواقفه وتضحياتِه على مدارِ سني عمره، تاركاً ورائه إرثاً كبيراً من العطاء الزاخر.

الشيخ (أبو حفص) قضى حياته في الدعوة والجهاد بعيداً عن الأضواء لميله إلى العمل بصمت، وهو يحمل على كتفيه همَّ حركة الجهاد الإسلامي التي احتضن نواتها الاولى في بيته المتواضع الذي حوله إلى دار أرقم جهادية فلسطينية خالصة لوجه الله، فمنها ومن بيوت كريمة أخرى انطلقت بذور الدعوة والجهاد في فلسطين.

كان ابو حفص (رحمه الله) واحداً من بين هذا القليل، الذين تميزوا في البذل والعطاء في ميداني الجهاد والدعوة، كما تميَّز بالإصلاح ذات البين، حتى أن بيته المتواضع أصبح قبلة المتخاصمين لثقة الناس بحكمه وفضله، وكان سمحاً في معاملاته مع الناس إلى حدٍ بعيد.

يقول الداعية الإسلامي د. طاهر لولو « لقد كان الشيخ ابو حفض، رجلاً ريادياً وسباقاً في العمل والمقاومة، وقد أحتضن النواة الاولى لحركة الجهاد الإسلامي عام 1981 في ظل احتلال قطاع غزة من قبل الإسرائيليين، ووقتها كان من الصعب إيجاد بيت ومأوى لتدارس امور الجهاد والدعوة، لولا أن سخر الله لنا رجالاً بذلوا الغالي والنفيس ابتغاء مرضات الله ».

ويوضح الداعية لولو لـ« فلسطين اليوم » أن المؤسس فتحي الشقاقي « ابو ابراهيم » كان يلتقي الرعيل الأول للحركة داخل بيت « أبو حفص »، وكان الأخير يهيئ المكان من جميع النواحي، خاصة من النواحي الأمنية لخشيته على إخوانه من مخابرات الاحتلال وعيون العملاء التي كانت منتشرة آنذاك.

الداعية طاهر لولو: ابو حفص من الرعيل الأول للحركة وتميز في ميدان الدعوة والجهاد من خلال بذله وإخلاصه لوطنه ودينه

ويضيف: أحتضن بيت أبو حفص المجموعات الاولى لحركة الجهاد الإسلامي، وبذل هو وعائلته في مجال الدعوة والجهاد الشيء الكثير، وعلى الرغم من العطاء الوفير الذي كان يقدمه، والمكانة التي حظي بها في قلب المؤسس رحمه الله، وقلوب الشباب إلا أنه كان لا يحب الظهور على الإطلاق (..) حقاً إنه جيل فريد من نوعه.

وتابع: بدأت حركة الجهاد الإسلامي تتشكل في الشقيقة مصر ابان دراسة طلبة من غزة والضفة في الجامعات المصرية، وعند انتهاء الدراسة وفي أثناء الزيارات لغزة كان لابد من حضن ومكان يحتوي ويضم هذه الفكرة، فكان اخانا أبو حفص خير وعاء لتلك الفكرة، وكان معطاء لصالح تلك الفكرة التي آمن بها حتى وفاته.

ويذكر الداعية لولو ان الشيخ ابو حفص وابان الإغلاقات المصرية التي أعقبت اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس أنور السادات مع الإسرائيليين، كان يرسل الطعام والاكلات الغزية للطلبة الفلسطينيين في مصر.

وبين لولو انه كان معروف عن الشيخ « أبو حفص » رحمه الله أنه رجل صاحب موقف لا يداهن ولا يداجي ولا ينافق، بل يقول كلمة الحق ولا يخاف فيها لومة لائم.

وقال: كذلك كان ابو حفص أحد اوجه الخير والإصلاح بين الناس، وكان الناس يتوسمون فيه القدوة الحسنة والثقة والصدق.

وأضاف: الرعيل الاول المؤسس جيل فريد من نوعه، تحملوا مشاق العمل في الدعوة، وقدموا الغالي والرخيص في سبيل الله، وامتازوا بوضوح الهدف والرؤية، صفاتهم كانت الإيثار والصدق والإحسان، داعياً الله أن يكون خير هذه الحركة في ميزان حسناتهم.

من جانبه، قال الكاتب الإعلامي الأستاذ ممتاز مرتجى -صديق ورفيق الفقيد- إن الشيخ المجاهد ابو حفص الخضري كان من الدعاة القلائل الذين جسدوا في شخصيتهم صورة الداعية والمجاهد في آن واحد.

وقال مرتجى: الشيخ رحمه الله كان ينتمي للجيل الاسلامي منذ نعومة اظافره حتى قبل ان تتشكل ملامح الحركة الاسلامية المجاهدة، فهو ينتمي لعائلة مسلمة متدينة بالفطرة، اما هو فعلى صعيده الشخصي كان شغفا بتعلم الاسلام والفقه وكان يتجه نحو الخطابة منذ سني عمره الاولى ونجح ان يكون خطيبا ناجحا وداعية مؤثراً في مجتمعنا.

وتابع: الحديث عن الشيخ ابو حفص الخضري يطول لما يملك رحمه الله من معالم الشخصية الجهادية المؤثرة وخير دليل على ذلك الجماهير الغفيرة التي شاركت في تشييعه في المسجد والصلاة عليه وصولاً الى مقبرة الشيخ رضوان حيث مثواه الاخيرة.

وأشار إلى أن كل من عرف الشيخ واستمع اليه وخالطه أحبه دون تردد فهو الداعية الزاهد والمجاهد الصلب المتمسك بعقيدته ومبادئه وافكاره حتى آخر لحظة من حياته.

الكاتب مرتجى: الشيخ ابو حفص لم يستكين على الرغم من الاعتقالات والملاحقة الإسرائيلية ومن بيته أنطلق نور الدعوة والجهاد 

كما وذكر أن الشيخ ابو حفص احتضن الحلقات والجلسات الأولى لأبناء الجهاد الاسلامي في بيته الكائن في حي الشجاعية قرب مسجد السيد علي، قائلاً « لم تكن حركة الجهاد الاسلامي تعلن عن نفسها واسمها حينئذ حيث عملت تحت اسم الشباب الاسلامي الحر الفلسطيني وكتلة الاسلاميين المستقلين وكان هو من الافراد الأوائل الذين شكلوا اللبنة الاولى لحركة الجهاد الاسلامي، وكان بيته عنوانا مهما ترتاده طلائع الجهاد الاسلامي بقيادة الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي رحمه الله ».

وأوضح مرتجى أن الشيخ « ابو حفص » اعتقل في ديسمبر ١٩٨٩ ضمن ثلة كبيرة من أبناء حركة الجهاد الاسلامي في الضربة الكبرى التي تلقاها التنظيم الذي كان يقف على رأسه الدكتور المجاهد جميل يوسف.

وذكر أن الشيخ تعرض لتعذيب شديد كباقي إخوانه في التحقيق ثم صدر ضده حكم بالاعتقال لمدة تزيد على ثلاثة سنوات فعلي واربعة مع وقف التنفيذ بتهمة دعم الانتفاضة وتشكيل لجان سياسية لحركة الجهاد الاسلامي والتحريض في الخطب المنبرية ضد دولة الاحتلال.

وتابع: امضى الشيخ ابو حفص الحكم كاملاً ليخرج اكثر ثباتاً وصموداً واصراراً على مواصلة طريق الجهاد والثورة، واستمر الشيخ ابو حفص على درب ذات الشوكة وواصل دعوته الى الله حتى اجهده المرض واقعده عدة سنوات في البيت حتى فاضت روحه طاهرة زكية مباركة في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار....رحم الله ابا حفص وعوض عنه شعبه واهلها ووطنه ومحبيه خيرا« .

وكانت حركة الجهاد الاسلامي  نعت الشيخ المجاهد »محمد علي الخضري« ابو حفص .

الجهاد الإسلامي: الشيخ الخضري أحد رجالات الحركة المخلصين

 وقال بيان الحركة : بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، تنعى حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين فقيدهم العزيز ، الاخ المجاهد الشيخ/ محمد علي الخضري »ابو حفص" أحد رجالات الحركة المخلصين الذي توفي مساء الأربعاء ١٠ رمضان، بعد حياة حافلة بالعطاء والجهاد والعمل الدعوي والإصلاح.

وشاركت جموع حاشدة من المواطنين في قطاع غزة يتقدمهم قادة حركة الجهاد الإسلامي في جنازة تشييع الشيخ محمد الخضري (ابو حفص) الذي توفي مساء الاربعاء الماضي.



13450802_1067595746664669_163406922614403760_n



13479774_10153549269320636_206041573_n

13479449_10153549269305636_1422183977_n

 

كلمات دلالية