خبر « عزايم رمضان ».. أعباء مادية ترهق كاهل الأسرة ذات الدخل المحدود

الساعة 07:42 م|16 يونيو 2016

فلسطين اليوم

ما أن يهل هلال شهر رمضان الكريم، و يبدأ هاجس « عزايم رمضان » لدى المواطنين، و التي جرت العادة عليها في كل عام، و يبقى تأثير الاعداد لها الى ما بعد انقضاء الشهر الفضيل، لا سيما و أنها تأتي على مصروف البيت لشهر كامل، و ما ييتبعها من ديون تتبع بميزانية شهور لاحقة.

أعباء مادية

المواطن نضال، 35 عاماً موظف، يتقاضى راتباً شهرياً مقداره 2000 شيكل، إعتاد أن يدعو أخواته، وأقربائه إلى منزله كل رمضان من كل عام، حيث يضطر لأن يولم لضيوفه مرتين على الأقل في الشهر، لكثرة عددهم، و لا يستطيع ان يجمعهم مرة واحدة.

 

كلفة الولائم التي يقوم بها، تزيد على 1500 شيكل، وقد لا يكتفي بتقديم صنف واحد، حتى لا يتعرض للانتقاد، فهو يحرص على أن تكون وجبة الإفطار كاملة الاصناف، مثل  العصائر، والحلويات و الأطعمة الأخرى التي تستنزف راتب الشهر كاملاً.

 

و امام هذه المتطلبات، تقف ميزانية هذا الموظف المغلوب على أمره عاجزة، غير أنه يضطر لأن يستلف ميزانية إضافية، ليؤدي واجباته تجاه اقاربه، وتجاه اسرته التي تزداد نفقاتها خلال الشهر الكريم.

 

ويتحدث أبو أحمد،40 عاماً عن موضوع « العزايم » قائلاً: موضوع « العزايم » مشكلة كبيرة في شهر رمضان، حيث تزداد الأعباء المادية، وبالذات للأسر ذات الدخل المتواضع والتي يكون على برنامجها في رمضان عزومتين او ثلاثة للأرحام، ما يتطلب تكلفة مادية كبيرة، قد تضطر في كثير من الأحيان للاستدانة حتى تقدم لضيوفها ضيافة نوعية كاملة.

 

صلة رحم في رمضان

من ناحيتها رأت عايدة، 28 عاماً ان اجمل ما في رمضان « اللمّة »، مضيفة أن رمضان يتميز بالعلاقات الاجتماعية الواسعة وصلة الرحم، و ليس هناك أجمل من أن يجتمع الأحبة على مائدة واحدة، حينها لا مجال للتفكير بالتكلفة المادية مهما كانت مرتفعة.

 

وأضافت: « انا احب العزايم سواء كنت عازمة أو معزومة، لأن فيها نوع من تغيير الجو والتواصل مع الناس، بعد انشغال طول الأشهر الأخرى في مشاغل الحياة و اعبائها ».

 

و خالفتها الرأي الخمسينية أم جهاد قائلة: « لم تكن صلة الرحم يوما في رمضان فقط، فكل أيام السنة مطلوب فيها التواصل و تفقد الأرحام و وصلها »، مشيرة أنه للأسف هناك أشخاص لا يتذكرون ارحامهم الا مرة كل عام، معتبرة ذلك أنه نوع من الرياء و المفاخرة.

 

و لفتت الى ان البنت و الأخت و العمة و الخالة بحاجة الى التواصل معها في كل وقت، ليس في رمضان فقط، كما انها ليست بحاجة الى عزومة هنا أو هناك للتواصل معها، و المفترض أن يكون الاهتمام بها و تفقد حالها في أي وقت من العام.

 

عادة لا يمكن الإقلاع عنها

كثير من الناس حاول ترك عادة « العزايم » التي تُرهق كاهل الأسر، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أنهم أصبحوا عرضة للانتقاد، لدرجة أنهم وصفوا بالبخل من قبل اقاربهم.

 

 يقول أبو بهاء، 45 عاماً: « حاولت التهرب من عادة عزومة رمضان، و قمت بزيارة شقيقاتي، و قمت باعطائن نقوداً بدلاً من العزومة، إلا أن ذلك لم يشفع لي و كنت عرضة للانتقاد أنا وعائلتي و اتهمت بالبخل من قبل شقيقاتي، لذلك فإن عادة العزومة في رمضان أمر لا يمكن التملص منه، و ابقى بين أمرين أحلاهما مُرّ »، مشيراً إلى أن تكلفة العزايم التي يجب أن يعدها، و تكلفه ميزانية الشهر و يزيد عليها ديون تبقى لأشهر لاحقة.

كلمات دلالية