نشر صور المستفدين من المساعدات

خبر فضيحة وعليها شهود !

الساعة 04:06 م|15 يونيو 2016

فلسطين اليوم

وجهت انتقادات حادة للجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تَنشرُ صور المستفيدين وهم يتلقون المساعدات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالجمعية أمام ملايين المتابعين، الأمر الذي وصفه الكثيرون بـ« اللاأخلاقي »، وعده آخرون انه جانب من التوثيق المطلوب من الجمعية أمام المانحين والداعمين.

وتَنْشرُ بعض الجمعيات في قطاع غزة  صور المستفيدين، بذريعة أنها توثق عملها على الأرض وتؤكد مصداقيتها في تسليم المساعدات أمام المانحين والداعمين، غير أن المنتقدين يقولون إن « المانحين يطلبون التوثيق ولكن لا يطلبون نشر تلك الصور على العامة وفضح المستفيد ».

ويرى المنتقدون أن نشر صور المستفيد تمثل إهانة كبيرة له ولأفراد عائلته، وتتسبب له بالحرج الاجتماعي، وتشعره أنه مجرد سلعة رخيصة، ووثقت تقارير صحفية مؤخراً أن بعض المستفيدين اشترطت عليهم الجمعيات أخذ المساعدة مقابل التصوير، وفي حال رفضه لا يحصل على تلك المساعدة.

عبد شهاب كَتَبَ على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك « تصوير المحتاجين بالكاميرات أثناء عملية التوزيع ما هي الا عادة قذرة تستخدم من قبل أصحاب النفوس القذرة والنفوس المريضة ».

وكتب ديب النجار على صفحته الشخصية: خطورة هذه الجمعيات لا تقل عن خطورة الاحتلال بل اشد خطورة لأنها تضرب قلب المجتمع.

وعلق الاكاديمي د. خضر محجز على صورة رجل يعطي إحدى النساء مساعدة عينية كاتباً : صورة مخزية.. ابصقوا على من يسرق مالنا ليفضحنا.. كلنا هذه الفتاة.. وليس منا هذا الآخر المتلفع بكبرياء سرقة مال يظننا لا نعرف أنه مالنا قلبي مع الفتاة، هي أختي أما هو فخصمي قاتله الله.

وكتب الكاتب د. عبدالرحمن شهاب على صفحته الشخصية في فيس بوك معلقاً على صورةٍ لموظف في جمعية يقدم مساعدة لرجل ورفع خلفه يافطة مكتوب عليها تبرع من مسلمي بريطانيا :« كم تجرحنا تلك اليافطة والصورة, هل يعلم مسلمو بريطانيا انهم يخلقون منا عبيدا , وانهم يبتذلوننا لأموالهم التي اكتسبوها في الغرب, الم يعلموا انهم بذلك يعيشون نفسية الاستعلاء على امهاتنا وشبابنا وابناءنا » .

وأضاف في تدوينته:« في مواجهة العدو الاسرائيلي كنا نقول الموت ولا المذلة, نعم للجوع ولا للركوع, شعار سلبنا اياه مسلمو بريطانيا الم يعلموا انهم يبطلون صدقاتهم عندما يشترطون هذا المن والاذى ».

وكتب كامل الهيقي على صحفته الشخصية: انا مع عدم نشر صور الفقراء وحكيت قبل يومين بنفس الموضوع ومش شرط تذلهم ..ساعد الفقراء وما تظهر شكله وعن نفسي.. انا لو صورت ببعت للمتبرع ولو نشرت بنشر للتحفيز..

‫كما وكتب الصحفي والناشط الإجتماعي نضال الوحيدي تحت هاشتاج #‏ساعد_بس_ماتصور معلقاً على صورة أطفال يستلمون مساعدات غذائية: أحكو لصاحب الجمعية بتقبل هيك أشي.

كما وكتب فهمي كنعان تحت هاشتاح #لا_لنشر_صور_الفقراء: نحن ضد نشر صور الفقراء.. واعتبر ان نشر صورهم جريمة بحقهم، لأننا نذبحهم مرتين مرة بسبب تقصيرانا معهم ومرة بسبب اذلالنا لهم وبالمناسبة هو الموزع مش جايب من دار ابوه وبيوزع على الفقراء لذلك ليس من حقة نشر صور الفقراء وهم يستلمون المساعدات.

نشطاء: نشر صور المستفيد إمتهان لكرامته

كما، وتناقل المغردون صورة ساخرة لمجموعة من الأشخاص يتناولون طعام الإفطار، كُتِبَ أسفل الصورة « عذراً لا يوجد إفطار الكاميرات معطلة! »

الخبير في علم النفس ومدير مركز التأهيل المجتمعي سابقاً د. فضل أبو هين، يقول: في تقديم المساعدات للمستفيدين هناك أخلاقيات يجب أن يراعيها اصحاب الجمعيات، وهناك حقوق شخصية للمستفيد تحكم عمل الجمعية، والأصل عدم نشر صور المستفيد على الإطلاق لما لها من آثار نفسية واجتماعية خطيرة عليه وعلى عائلته.

وأضاف: بكل الأحول يجب عدم نشر صور المستفيد إلا بعد أخذ رأيه، وعدم استخدامها لأمور اخرى غير التوثيق كالشهرة مثلاً على حساب الغلابة، موضحاً أن المانحين لا يشترطون توثيق أنشطة الجمعيات عبر فضح المستفيد على صفحات التواصل الإجتماعي.

وبين ابو هين أن الأصل عدم ربط المساعدة بالتصوير، مشيراً غلى أن الأصل أن تكون المساعدة في الخفاء لتحقيق غايتها وهي ستر تلك العائلة المعوزة، وعدم فضحها على الملء، لافتاً إلى أن تأثيرات نشر صور المستفيدين خطيرة.

بدوره، قال محسن طنبورة مدير جمعية الفلاح الخيرية التي وجهت لها انتقادات حادة لنشرها صوراً للمستفيدين: نراعي عند تقديم المساعدات للفقراء والمعوزين واليتامى سلسلة من الاخلاقيات بهدف عدم جرح مشاعرهم.

جمعية الفلاح: الداعمون يشترطون التوثيق ونتبع سلسلة من الاخلاقيات للحفاظ على المستفيد

واوضح طنبورة لـ« فلسطين اليوم » أنهم يلتقطون عشرة صور لمستفيدين من بين الف حالة وذلك بهدف توثيقها للمانحين والداعمين لبناء جسور ثقة بينهم وبين الجمعية بما ينعكس إيجاباً على المحتاجين في غزة.

ولفت أنه عند تصوير المستفيد يتم التقاط صوراً جانبية له لعدم كشف وجهه، وذلك بعد أن يوافق على آلية التصوير، مبيناً أن جميع المانحين يشترطون التوثيق المصور وان بعضهم يطلب توثيق فيديو.

جمعية الفلاح: ازلنا جميع الصور التي تظهر فيها وجوه بعض المستفيدين ولن يتم نشر صورة واحدة بعد اليوم

وحول الانتقادات التي وجهت لجمعيته على صفحات الفيس بوك، قال: هناك نقد إيجابي بناء استمعنا له، وهناك نقد سلبي هدام تركناه.

وتعهد مدير الجمعية بإزالة جميع الصور التي تظهر فيها وجوه بعض المستفيدين، وعدم نشر صور المستفيدين بالمطلق، مشيراً إلى أن الهدف كان تحفيز الناس على دعم المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، والتوثيق للمتبرعين.

 

 

كلمات دلالية