خبر النظر الى الوراء -هآرتس

الساعة 09:22 ص|14 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

          (المضمون: ما زال العالم العربي غارق في العصور الظلامية، في الوقت الذي تمكنت فيه اسرائيل وخلال عقود كثيرة من تحقيق الكثير من الانجازات في جميع المجالات - المصدر).

          كان الشرق الاوسط في القرن السابع عشر أكثر فقرا وأقل تنظيما مقارنة مع المئة أو المئتين عام ما قبل ذلك، هذا ما كتبه المؤرخ ايلي كدوري في كتابه « سياسة في الشرق الاوسط ». الاقتصاد والمؤسسات السياسية والعسكرية في العالم الاسلامي، كما كتب كدوري، اندثرت مقارنة مع وضعها في السابق.

          يبدو أن العالم العربي بقي عالقا منذئذ وحتى الآن. ملوك وديكتاتورات أمسكوا بزمام السلطة بمساعدة خدمات سرية وقوى عسكرية، تم قمع النساء، العلم تراجع قياسا مع العلم في الغرب، العالم العربي لم يتقدم ولم يصل الى المرحلة الحديثة.

          في المئة سنة الماضية نجحت اسرائيل كمجتمع غربي في أن تضرب جذورها في الشرق الاوسط. وسبب بقاءها وتطورها رغم تهديدها المتواصل من جاراتها العربية، وهذا بفضل طبيعة الحكم والمؤسسات والثقافة الغربية. على مدى عقود معدودة زادت القدرة العسكرية والاقتصادية والعلم والتكنولوجيا لدولة اسرائيل وتفوقت على جاراتها العربيات اللواتي بدل أن يتبنين النموذج الاسرائيلي استمرت في طريقها وهي على قناعة بأن اسرائيل هي جسم غريب « كولونيالي » في الشرق الاوسط ونهايته أن يختفي كما اختفى الصليبيون من المنطقة قبل سنوات طويلة.

          زعماء العالم العربي لم يرغبوا ولن يستطيعوا الدخول الى العصر الحديث، الامر الذي ألحق الضرر بالشعوب العربية – التي زادت من حيث الاعداد في هذه السنوات لكنها لم تتطور بشكل حقيقي بأي معنى آخر. يوجد لعرب اسرائيل فرصة للتواصل اليومي مع الثقافة الغربية في اسرائيل: مع حكم ديمقراطي، مع سلطة القانون، مع التعطش للعلم، مع المساواة في الفرص للرجال والنساء، مع مؤسسات كبيرة للتعليم العالي والابحاث وتطور اقتصادي. القدرة العسكرية الاسرائيلية تدافع عنهم في وجه القتل والحروب التي تقسم أجزاء واسعة من الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة. يمكنهم الدراسة في الجامعات والحصول على الفرص التي تمكنهم من العيش في مجتمع ليبرالي متحضر واقتصاد مزدهر.

          أغلبيتهم يعيشون في المرحلة المتقدمة ويحظون بمستوى معيشة أعلى كثيرا من مستوى معيشة العرب الذين يعيشون في الدول المحيطة. كيف يستقبلون المرحلة المتقدمة؟ هل بأذرع مفتوحة أم أنهم يرفضون ذلك أو يرفضون الاعتراف بامتيازاتها؟.

          كثيرين من العرب في اسرائيل انتقلوا الى الحقبة المتقدمة كأفراد، يوجد بينهم بروفيسورات في الجامعات الاسرائيلية واطباء في المستشفيات الاسرائيلية ومحامين في مكاتب معروفة ومحاسبين. ولكن على المستوى السياسي لم يجد الامر تعبيره بعد، أي لا يوجد لهم طموح نحو الغربية والحداثة. القائمة المشتركة التي تشمل تنوع ايديولوجي عربي ولها 13 مقعدا في الكنيست، لا تعكس الرغبة في الاندماج في العالم الغربي المتحضر.

          يبدو أن الحركة الاسلامية التي هي جزء من القائمة المشتركة تريد، مثل الحركة الاسلامية في مصر، أن تقود وتعيد عرب اسرائيل الى العصور الوسطى. نشطاء الشيوعية في الحزب يعتبرون الشيوعية التي فشلت الحل لمشكلات العرب في اسرائيل. أما أتباع « بلد » فيتضامنون مع الايديولوجيا العربية الناصرية والبعثية التي أحد أهدافها القضاء على دولة اسرائيل.

          هل يشير كل ذلك الى الصعوبة لدى العالم العربي بالانتقال الى العصر الحديث؟ يحتمل أنه في اسرائيل توجد أقلية عربية هادئة، ويحتمل ايضا اغلبية هادئة يوافقون، خلافا للسياسيين في القائمة المشتركة، على الاندماج في العالم الغربي ويتفاخرون بانجازات اسرائيل ويعتبرون أنها يمكن أن تشكل نموذجا يحتذى للدول العربية.

كلمات دلالية