خبر ثلاثة لاعبين -يديعوت

الساعة 09:20 ص|14 يونيو 2016

فلسطين اليوم

الاسرائيلي، الفلسطيني ونشيط الحقوق

بقلم: يرون لندن

(المضمون: ومثل معظم الاسرائيليين أنا ايضا اجد صعوبة في مواجهة شخص لا يعرف خصوصية النزاع في منطقتنا. فالصدام مع لاسامي مريح لي أكثر من حديث مع شخص يعرف جيدا الخصوم وينظر اليهم مثل جراح يحاول النظر في بطن مفتوحة - المصدر).

مدير احدى منظمات حقوق الانسان العاملة لدينا أراد ان يلتقيني كي يفهم لماذا يتحامل الاسرائيليون على هذه المنظمات ويقصرون أجنحتها. فاستجبت. تبنيت صوت الاسرائيلي الذي يستمد انطباعاته من وسائل الاعلام ورويت لمحادثي عن العريف يهودا يتسحاق، الاسرائيلي الذي اصيب بجراح خطيرة في الجرف الصامد. فقد اعتقدت بان هذه القصة تحتوي كل التفسير في قشرة جوز.

بعد سنتين من اعادة التأهيل حانت لحظة يهودا للعودة الى منزل أبويه، ولكنه وزارة الدفاع غير مخولة لان تمول توسيع البيت كي يتناسب واحتياجات الشاب المشلول من خصره الى أسفل. كما أن يده اليسرى مشلولة وهو ليس قادرا الا على التلفظ ببضع كلمات. وينبع عجز السلطات من أن البيت في مستوطنة عوفرا بني على ارض فلسطينية خاصة، خلافا للقانون. هذا عمل يعد سطوا، حتى وفقا لقوانيننا التي تتعارض مع القانون الدولي القاضي بان البلدة بأسرها خارقة للقانون.

كما هو معروف، توجه أبناء عائلة يهودا الى الجمهور – وفي غضون يوم واحد جند مبلغ من المال يكفي لاقامة المبنى اللازم لاحتياجاتهم. والمبنى كن فيكون، لان أحدا لن يتجرأ على الوقوف في وجههم، والويل لمن يحذر من خرق القانون. لن تقوم حكومة في اسرائيل تبعث بالشرطة لهدمه.

وهنا خرجت عن دور صوت الشعب الذي أخذته على نفسي وقلت لمحادثي ان أنا ايضا، الذي اعتقد بان كل مشروع الاستيطان في المناطق يوقع علينا مصيبة، سأؤيد بكل قلبي اقامة المبنى الذي يلبي ليهودا ظروفا تخفف عنه مواجهة مصاعبه. فهذا الرجل الشاب سيعاني كل حياته لانه هرع للذود عن الوطن وليس منه ينبغي جباية الثمن على غبائنا الجماعي.

وقلت أيضا: تصور ان تقوم منظمتك، او منظمة اخرى من تلك التي تثير غضب الجمهور، فتشجب هذا العمل، واحدى الهيئات التي تمثل الكيان المسمى « أسرة الشعوب » تستخدم استنتاجات منظمتك، وبأغلبية اصوات ممثلي الديمقراطية المثالية، مثل الجزائر أو فنزويلا، يصاغ قرار يشجب اسرائيل التي توطن جرحى حروبها على ارض سلبت من الفلسطينيين، ضحايا هذه الحروب. في ضوء مثل هذا التطور، وهو أمر اعتيادي، ما الذي يفترض بالاسرائيليين الواثقين بان « الجرف الصامد » استهدفت صد هجمة منظمة سياسية وعسكرية تعلن بصوت عال عن نيتها ابادتنا، أن يشعروا؟ والاسرائيليون لا يوجهون غضبهم نحو أنفسهم، وهم قد دهوروا انفسهم الى وجود مليئة بالتناقضات، بل تجاه العالم وممثليه، الذين انت واحد منهم.

أخذت الانطباع بان محادثي يعيش ضائقة كبرى، لانه تحدث لساعات متواصلة، وفي خطاب حماسي شرح لي بانه منذ عشرات السنين وهو يخدم في مراكز النزاعات الاكثر نزفا وفي كل مكان يسمع عزفا مشابها تقريبا. في كل مكان يتهم الاعداء الواحد الاخر بالجرائم النكراء ويدعون بان منظمتنا تميل في صالح الخصم. ليس هدفه منع الحروب بل اقناع الاعداء بان حتى في اثنائها يتوجب الحفاظ على القوانين التي طورتها اسرة الانسان بالتدريج.

وحسب شهادته، التي أكدها في قصص عديدة عن مقاتلين ذوي صورة بشعة أجرى معهم مفاوضات عنيدة ومضنية، يريد الناس اعتبار أنفسهم نزيهين. هذه نقطة المنطلق التي يبدأ بها جهوده للحصول على موافقات على تنازلات متبادلة. اقتنعت بانه حيادي تماما، ومثل معظم الاسرائيليين أنا ايضا اجد صعوبة في مواجهة شخص لا يعرف خصوصية النزاع في منطقتنا. فالصدام مع لاسامي مريح لي أكثر من حديث مع شخص يعرف جيدا الخصوم وينظر اليهم مثل جراح يحاول النظر في بطن مفتوحة.

مع نهاية الحديث رن تنبيه في هاتفي. في نطاق شارونا، على مسافة بضع مئات من الامتار عن بيتي قتل أربعة. فانطفأ الحديث. 

كلمات دلالية