خبر عودة الى الرفض -هآرتس

الساعة 09:19 ص|14 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          مع دخول أفيغدور ليبرمان الى وزارة الدفاع قبل اسبوعين قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: « بودي أن اوضح بأني ملتزم بتحقيق السلام مع جيراننا الفلسطينيين ومع كل جيراننا... مبادرة السلام العربية تتضمن عناصر ايجابية، يمكنها أن تساعد في اعادة بناء مفاوضات بناءه مع الفلسطينيين. نحن مستعدون لاجراء مفاوضات مع الدول العربية على تعديل المبادرة بشكل يجعلها تعكس التغييرات الدراماتيكية التي وقعت في منطقتنا منذ 2002، ولكن تحافظ على الهدف المتفق عليه لدولتين للشعبين ».

          وفي ذاك الوقت اقلق نتنياهو انتقاد جماهيري حاد في أعقاب التنحية الوحشية لموشيه يعلون في صالح ليبرمان، وبالاساس الضغوط الدولية قبيل انعقاد مؤتمر باريس، وتمسك بخطاب عبدالفتاح السيسي كي يبشر برياح السلام التي تهب في منطقتنا.

          وها هو بعد بضعة ايام يعود نتنياهو في تذبذب مميز له الى مذهبه الرافض. فقد قال نتنياهو امس في جلسة وزراء الليكود انه لن يوافق ابدا على قبول مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال: « اذا فهمت الدول العربية بان عليها أن تعدل مبادرتها للسلام حسب التغييرات التي تطالب بها اسرائيل، فسيكون عندها ما يمكن الحديث فيه. اما اذا جاءت بالمبادرة من العام 2002 وقالت إما أن تأخذوها او تدعوها Take It or Leave Itفعندها فاننا سنختار ان ندعها Leave It ».

          ليس هذا مجرد كسر متجدد يمينا باسلوب نتنياهو الدائم، بل تكرار لنمط متعب، هدفه الاحباط المسبق للمفاوضات والامتناع عن البحث في المسائل المندرجة فيها. نتنياهو، الذي يعلن بين الحين والاخر بانه ملتزم بحل الدولتين (ويصرح ايضا عكس ذلك) وبالمفاوضات السياسية، يحرص على طرح شروط (مثل الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، في اثناء المفاوضات التي ادارتها الحكومة السابقة مع السلطة الفلسطينية)، والتي تمنع بدء الحوار. اذا لم يكن راضيا عن المبادرة العربية، فليتفضل بعرض مبادرة سلام خاصة به. حتى الان يتلخص عمله في المجال بالتصريحات الفارغة والمتناقضة وبمحاولات التخريب على المبادرات القائمة.

          يمكن لنتنياهو ان يواصل تباكيه اللفظي، ولكن – مثلما قال له وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرو، في مكالمة هاتفية، أعلن له فيها بانه رغم معارضة اسرائيل فان فرنسا تعتزم مواصلة العمل على مبادرتها – « هذا القطار انطلق من المحطة ».تقرير الرباعة، الذي سيعنى بالجمود السياسي وسيتضمن توصيات حول الاحتلال الاسرائيلي في المناطق سينشر حتى نهاية الشهر وينضم الى مبادرة السلام الفرنسية والرأي العام العالمي، الذي غير مستعد لان يواصل احتواء الاحتلال الاسرائيلي. وفي ضوء هذا، فان الرفض والتقلب لدى نتنياهو ليسا سياسة مناسبة. 

كلمات دلالية