خبر شهر رمضان.. خيره كثير يرجوه الفقراء باقي أيام السنة

الساعة 08:24 ص|13 يونيو 2016

فلسطين اليوم

ما أن يهل شهر رمضان المبارك، حتى تنهال الحملات الإغاثية والمساعدات الغذائية على المواطنين في قطاع غزة، من مختلف المؤسسات والجمعيات والحملات الخيرية العاملة، باختلاف أنواعها سواء كانت سلات غذائية، أو افطارات جماعية أو مساعدات نقدية.  

وعلى الرغم من انتشار هذه المساعدات في كافة محافظات قطاع غزة، وهو أمر يثلج صدور المواطنين الذين يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة، إلا أن بعضهم يرى فيها زيادة يرجوها في باقي أيام السنة، وعشوائية وانتقائية للبعض عن الآخرين، أو حتى تركيزها على جانب الإغاثي العاجل.

ويعاني سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليون و900 ألف مواطناً، من أوضاع اقتصادية صعبة، حيث أن 320 ألف أسرة فلسطينية تعيش تحت خط الفقر، كما أن نسبة البطالة وصلت 40% في غزة، وأكثر من 55% في أوساط الشباب والخريجين، وبين الشباب من سن 16 سنة إلى 29 سنة بلغت النسبة حوالي 73%.

شهر رمضان المبارك، يتميز بخيره الكثير للمعوزين والفقراء، إلا أن أوضاع المواطنين الصعبة، تحتاج لأكثر من مجرد افطارات جماعية أو سلات غذائية، فبعضهم كما وضح متحدثون لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » بحاجة لأدوية وعلاجات، وآخرون لإيجارات سكن، وكثر بحاجة لسداد الديون عليهم نظراً لقلة فرص العمل وعدم مقدرتهم على مواجهة متطلبات الحياة الصعبة.

المواطن سالم عليان (56 عاماً) من سكان مدينة غزة، أوضح أن أوضاع المواطنين صعبة، وحاجتهم للمال أصبحت ملحة أكثر منها للطعام والشراب، وإن كانت بعض العائلات تفتقده، مبيناً أنه خلال شهر رمضان تهل الخيرات والمساعدات ولكن بعد انتهائه تتوقف، ولا يجد الفقراء من يساندهم.

وتمنى عليان، أن تتنوع المساعدات المقدمة للفقراء والمحتاجين، ما بين طعام ومساعدات مالية، أو علاج المرضى وسداد ديونهم المتراكمة، حتى يستفيدوا من هذه المساعدات بقدر الامكان، وتعينهم على الاستمرار في الحياة.

المواطنة أم سلامة سعدي تشير إلى أن بعض العائلات تصلها مساعدات وسلات غذائية تزيد عن حاجتها في حين تكون عاجزة عن دفع ايجار منزلها القاطنين فيه، أو حتى علاج أحد أبنائها، مضيفةً أن بعض العائلات تفسد لديها بعض السلات الغذائية نتيجة تكدسها خلال شهر واحد.

وطالبت سعدي، الجهات المسؤولة والجمعيات الخيرية والإغاثية بالتخطيط للعمل الإغاثي وعدم تركه بشكل انتقائي وعشوائي، ليتم مساعدة المواطنين بالطريقة المثلى، وأن لا يترك الفقير أو المحتاج فريسة لمتطلبات الحياة الصعبة طوال أيام السنة، وتنهال عليه المساعدات خلال شهر واحد.

كامل الهيقي مسؤول حملة فكر بغيرك العاملة في قطاع غزة، أوضح أن زيادة تبرعات الممولين في الشهر الفضيل، حجة للتقرب لله وزيادة الحسنات، ولمضاعفة الأجر، مشيراً إلى أن بعض الممولين ينتظرون لبداية شهر رمضان ليقدم تمويله للفقراء والمحتاجين.

لكنه أكد أن مساعدة الفقراء والمحتاجين تجب في كل أيام السنة وأن كل الأيام للخير أجره، وأن المساعدة في غير رمضان أحياناً تكون واجبة أكثر، حيث أن بعض الحالات تعاني من مرض بحاجة لعلاج، وعليها دين بحاجة لسداد أو بحاجة لمشروع اقتصادي يدر عليه دخلاً يساعده كل أيام السنة.

وذكر الهيقي، أن بعض العائلات تبرعت بسداد ديون أخرى، وبعضها تبرعت بدفع ايجار لعام كامل لأسر تسكن بالايجار ولا تستطيع تسديده، مشيراً إلى أنه في حال توزيع الصدقات وزكاة المال خلال أيام السنة فسوف تساعد بعض العائلات المحتاجة، ليس فقط مجرد مساعدة إغاثية خلال فترة زمنية محددة.

وبين، أن بعض العائلات عندما تصلها زكاة الفطر في شهر رمضان المبارك، أو الصدقة، فحتى لو حصلت على مبلغ مالي جيد، فإنه يتم صرفه خلال الشهر خاصةً مع  قدوم العيد، وحاجة أطفاله لشراء ملابس، لتنتهي هذه الصدقات بعد انتهاء الشهر.

وأشار الهيقي، إلى أن الفقراء بغزة بحاجة أكثر لقضاء لسد الجوع، ودفع ايجارات البيوت المستأجرة، وعلاج المرضى، وسداد الدين، وتوفير التعليم، وسداد الديون.

كذلك أوضح، أن المساعدة في صلة الأرحام مهمة وخاصةً خلال الشهر الفضيل، مبيناً أن الكثير من الأشخاص يعجزون عن صلة الرحم بسبب عدم قدرتهم على دفع المواصلات أو شراء هدية، وهو أمر دفع حملة فكر بغيرك لعرض فكرة المساعدة في إتمام صلة الرحم من خلال مساعدتهم في ذلك بدفع مواصلاتهم وشراء هدية لهم.

وإن كان الخير كثير في شهر رمضان المبارك، وهو مايدعو له الدين الإسلامي، إلا أنه يبقى بحاجة لتنظيم وترتيب لعدم ترك المعوزين والمحتاجين باقي أيام السنة، بحاجة لما يسد رمقهم، ويعالج مرضاهم ويسد دينهم، ويواجه متطلبات حياتهم الصعبة.

 

 

كلمات دلالية