خبر طبق الفضة- يديعوت

الساعة 10:15 ص|07 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: كثرة القضايا المشوبة بالفساد تبعد امكانية أن ينضم المعسكر الصهيوني الى الحكومة وتعزز التمرد داخل الائتلاف وداخل الليكود. السياسيون مثل سمك القرش، يعرفون كيف يشمون الدم. وللدم رائحة - المصدر).

طالما لم تثبت التهمة على شخص ما في المحكمة، فانه بريء – وهذه القاعدة صحيحة ايضا عن بنيامين نتنياهو وعن آرنو ممران، الصديق، المضيف والمتبرع. لقد ادعى ممران أمس، في مقابلة هاتفية مع القناة 10 بان لديه وثيقة بنكية تثبت بانه حول في 2001 مليون فرنك فرنسي، 170 الف يورو، من حسابه الشخصي الى حساب نتنياهو في القدس. اما نتنياهو فينفي نفيا باتا. ولما كنا لم نرَ الوثيقة والمذيع لم يكلف نفسه عناء اثراءنا بمعطيات مفصلة، فاني أقترح الا نسارع الى استخلاص الاستنتاجات.

شيء واحد واضح: توجد هنا روايتان لا تستوي الواحدة مع الاخرى. إما ان تكون احداهما تجافي الحقيقة أو ان تكونا كلتاهما تجافيان الحقيقة.

مسافة الزمن تطفيء جدا الجانب الجنائي. فلو كانت أعمال جنائية - ومشكوك أن تكون – فانه ينطبق عليها على ما يبدو قانون التقادم. ومع ذلك فالقضية واجبة التحقيق المعمق والتدقيق. فرئيس الوزراء لا يمكنه أن يؤدي مهامه حين تكون سحابة من هذا النوع تحوم فوق رأسه. هذا كان صحيحا بالنسبة لاسلاف نتنياهو في رئاسة الوزراء، وهو صحيح بالنسبة له ايضا.

عندما نشر دوف الفو، مراسل صحيفة « هآرتس » الى فرنسا، قبل بضعة اشهر النبأ عن ادعاء ممران رد محامو نتنياهو ومكتبه بالنفي التام: « نتنياهو لم يطلب شيئا، لم يتلقَ شيئا ولم يعطِ شيئا. أما امس فنشر بيان معدل يقول انه تلقى تبرعا بمبلغ 40 ألف دولار لصندوق مول محاضراته. ورغم التعديل بقي فارق كبير بين الروايتين، فارق في المبلغ وفارق في الهدف. ممران يتحدث عن تحويل من حساب شخصي الى حساب شخصي. اما نتنياهو فيتحدث عن صندوق.

يتهم آرنو في هذه اللحظة في فرنسا باعمال غش تصل الى 300 مليون يورو، المبلغ الذي يجعله شخصية اسطورية، وظاهرا أعظم الغشاشين الفرنسيين في كل الازمنة. نتنياهو لم يعرف هذا بالطبع عندما جعله صديقا مقربا. نتنياهو ليس نبيا ولكن في 2009، عندما دعا ممران للاحتفال معه ومع اصدقاء مقربين بعودته لمكتب رئيس الوزراء كان ينبغي له أن يعرف. »عائلة معروفة ومحترمة« ، ادعى نتنياهو في بيانه. في 2009 لم يكن الاب والابن ممران »عائلة معروفة ومحترمة« . تماما لا.

من حق الاسرائيليين ان يسألوا الان، دون صلة بنتائج الفحص، كيف يجد شخص مثل نتنياهو نفسه في سرير اخلاقي واحد مع شخص مثل ممران. لماذا على مدى كل حياة نتنياهو الشخصية تمسك بأناس اغنياء، يمنحونه الامتيازات، ينزلونه في شقق فاخرة وفي فنادق فاخرة ويحرصون على تدفئته بالمال. فهو شخص ذكي. وهو ملزم بان يفهم بان الادعاء بانه لم يعطهم شيئا مدحوض. فهو يعطي هؤلاء الاشخاص المشكوك فيهم، وهم موضع التحقيقات من لاس فيغاس وحتى باريس، الكثير جدا: يعطيهم ايانا، شرف دولة اليهود، هذا طبق الفضة (المال) بصيغة اسرائيل 2016.

لو أنه كان يحصل بالمقابل على مساعدة لدولة اسرائيل في صراعاتها، لكان يمكن ان نقول فليكن، حين كانت اسرائيل في مهدها تلقت المساعدة حتى من المافيا اليهودية. ولكن ما يحصل عليه بالمقابل هو زجاجة نبيذ روتشيلد او »روم سيرفس" (خدمة الغرف الفندقية) او المال. من رئيس وزراء مسموح لنا أن نتوقع أكثر.

نتنياهو لم يخترع هذا الاندفاع نحو الاغنياء اليهود الجدد: سبقه آخرون. ولكن مثلما كتبت عنه في سياق قضية مشابهة، فيه خليط استثنائي: من جهة هو محب للاستمتاع الذي لا يعرف الشبع؛ ومن جهة اخرى هو بخيل اسطوري. وهذا الخليط فتاك.

حتى لو لم تولد هذه القضية شيئا على المستوى القضائي، فلها معنى سياسي. ان كثرة القضايا تبعد امكانية أن ينضم المعسكر الصهيوني الى الحكومة وتعزز التمرد داخل الائتلاف وداخل الليكود. السياسيون مثل سمك القرش، يعرفون كيف يشمون الدم. وللدم رائحة.

    

كلمات دلالية