تفاجئ العديد من المواطنين في « أول أيام شهر رمضان المبارك » من عدم ذكر المؤذنين خلال آذان الفجر لفقرة (كفو أيديكم عن الطعام) الأمر الذي أدى إلى دخول موعد الصيام دون أن يشرب الكثير من المواطنين الماء، على عكس الكثير من المساجد التي ذكرتها.
واستهجن المواطنون عدم تنويه المؤذنين لموعد آذان الفجر، حيث اعتبروا ذلك خارجاً عن العادات والتقاليد الإسلامية والعربية.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أصدرت تعميم داخلي للمؤذنين قبل بداية شهر رمضان تدعوهم لعدم ذكر (كفو أيديكم عن الطعام)، معتبرين ذلك اجتهاد من بعض المشايخ والدعاة وأن ذكرها يشكل بدعة خارج نطاق الآذان، لكن الوزارة قررت اليوم الاثنين الغاء القرار وترك الأمر لمشايخ ودعاة المساجد.
ويتناول أغلب المسلمون وجبة السحور قبل آذان الفجر (بنصف ساعة تقريباً) ما يستوجب عليهم شرب الماء ليساعدهم على هضم الطعام وتنظم درجة حرارة الجسم خاصة في ظل ما تتعرض له فلسطين من موجة حر شديدة.
أحدث بلبلة في صفوف المصلين
المواطن أحمد نصر قال: « إن حالة من البلبلة والارباك نشبت بين صفوف المصلين بعد صلاة الفجر الذين استنكروا عدم ذكر المؤذن لفقرة (كفو أيديكم عن الطعام) خاصة وأن العديد من المشتكين لم يتسنى لهم شرب الماء بسبب عدم علمهم بقرب دقيقة الآذان ».
وأوضح نصر لـ« فلسطين اليوم »، أن المواطنين تقدموا بالشكوى للعديد من المشايخ والدعاة داخل المسجد إلا أنهم اختلفوا في ذلك فمنهم من رأى أنه الصواب ومنهم من استهجن ذلك لعادة الناس والتقاليد« .
التذكير أمر مستحب
من جهته أكد المواطن عبد سمير من المحافظة الوسطى أنه تفاجأ من عدم تنويه المؤذنين لموعد صلاة الفجر كما تعود على ذلك.
وقال سمير لفلسطين اليوم »: « أشعر بعطش شديد لأني تناولت السحور دون شرب الماء ولم أعرف أن الوزارة اتخذت مثل هذا القرار »، داعياً الأوقاف للعدول عن قرارها خاصة وأن التنويه بقرب الآذان مستحب ولا يؤثر في صلب الدين الإسلامي.
الأمر ترك لمشايخ ووعاظ المسجد
رمزي النواجحة الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة أكد أن الوزارة ألغت القرار الأول الذي يقضي بمنع ذكر (كفوا أيديكم عن الطعام) تاركة الامر لمشايخ ودعاة المسجد لتقدير الموقف.
وأكد النواجحة لـ« فلسطين اليوم » أن فرض القرار في بادئ الأمر كان لاجتهاد بعض المشايخ والدعاة بأن ذكر كلمات خارجة عن نطاق الآذان قد يوقعنا في البدع الذي قال عنها الرسول صل الله عليه وسلم كل « بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ».
وأشار إلى أن الوزارة ارتأت في أول يوم من رمضان الغاء القرار وترك الأمر لمشايخ ودعاة المساجد لتقدير الموقف حرصاً على توفير بيئة عبادية آمنة.
التلكأ صفة الإنسان وعليه أن يعرف مواقيت الصلاة لانها واجبة على كل مسلم
أستاذ الفقه المقارن الدكتور ماهر السوسي أكد أن من واجبات المؤذن فقط هو إذاعة الآذان للناس وليس لشيء أخر وإذا قام المؤذن بتنبيه المواطنين بذكر (كفوا أيديكم عن الطعام) فهذا منه ويثاب عليه المؤذن« .
وأشار إلى أن »كفوا أيديكم عن الطعام« تقال قبل موعد آذان الفجر وهي لتذكير الناس عن اقتراب موعد الصيام والتحذير من الاستمرار في الشرب والأكل.
وقال السوسي لـ »فلسطين اليوم« : »الناس اليوم تتحجج وتتلكأ كثيراً فجميعهم لديهم جوالات وساعات وورقة توقيت الصلاة فلا يجوز أن يعلقوا أخطائهم على الآخرين (المؤذنين)« .
وأوضح استاذ الفقه المقارن أن العبادة فرض على كل مسلم وعليه أن يعرف مواقيت الصلاة وشروط الصوم كما يعرف تماماً ما هو المطلوب لبيته من أجل الطعام والشراب.
ودعا د. السوسي المواطنين لاستغلال شهر رمضان المبارك في العبادة وقراءة القرآن الكريم والإكثار من عمل الطاعات لآن الأجر في هذا الشهر العظيم مضاعف، قائلاً: »هنيئاً لمن يستغله".