تقرير أحدها « لمة العيلة » على مائدة الإفطار.. طقوس رمضان في غزة

الساعة 07:40 م|05 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بدأ الغزيون كغيرهم من المسلمين في شتى بقاع الأرض استعداداتهم لاستقبال شهر رمضان المبارك منذ أيام، و لا زالت العائلات الغزية تجتهد في احياء طقوسه المتعارف عليها دينياً و اجتماعياً.

الأسواق بدورها تزينت بكل ما تحتاجه الأسر في شهر رمضان، و جلبت كل ما يحتاجه أفراد الأسرة من أدوات للزينة و مأكولات تتزين بها مائدة الإفطار في أيام رمضان، فما بين الفوانيس و ادوات الزينة، مروراً بالمأكولات و المشروبات الشهية هي حاضرة و بوفرة كبيرة في المحال التجارية، كذلك بدأت الأمهات بالإعداد لصناعة ما يحلو لأفراد أسرهن من أكلات شهية تخص رمضان,

و قد تنوعت طقوس رمضان في البيوت الغزية، ما بين « المسحراتي » و « صلاة التراويح » و « لمة العائلة » على مائة الإفطار يومياً، و « فرحة الأطفال » بقدوم الشهر الفضيل، بالإضافة الى « الزيارات الاجتماعية » و التقارب بين افراد المجتمع، حيث يعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية لتوثيق العلاقات الاجتماعية، وفض النزاعات والخلافات، فيجتمع الصائمون في كل عائلة، تاركين خلفهم هموم الماضي ومشاكله، يستمتعون بأجواء شهر رمضان و نفحاته الإيمانية.

الطفل حسام، 8 سنوات اعتاد هو ابناء عمومته و اطفال الحارة التي يسكنها أن يخرج في ليلة اليوم الأول من رمضان للاحتفال بدوم شهر الصيام، يقرعون الطبول و ينادون بأغنيات تعلموها من المسحراتي الذي يجوب الشوارع في كل عام ليوقظ النائمين ليتناولوا السحور.

حسام قال لمراسلتنا:« أنا افرح كثيراً بشهر رمضان، و استيقظ كل يوم مع عائلتي لاتناول السحور و استمع الى المسحراتي الذي يأتي فجراً و يقرع الطبول و يصدح بالأغاني الجميلة ».

و أضاف: « أحب الذهاب الى صلاة التراويح مع والدي في كل يوم في المسجد، ثم اعود لالعب مع اصحابي في الحارة و نضيئ الفوانيس و نغني اغنيات رمضانية جميلة ».

من ناحيتها قالت شيماء، 22عاماً إن أجواء رمضان في بيتها لا تكتمل الا باجتماع اشقائها المتزوجين في بيت العائلة، حيث يتناولون الفطور مع بعضهم، لافتة الى أن النساء في المنزل يقمن بإعداد الأكلات الخاصة بمائدة الإفطار و التي يرغب بها أفراد العائلة، ثم يجتمعون في صلاة التراوايح جماعة، حيث لا تقل روعتها عن الصلاة في المسجد.

و من جهتها تحدثت لينا، 32 عاماً عما يميز مائدة رمضان من طقوس متعارف عليها في كافة المنازل الغزية، و أشارت الى ان المخللات و الشوربات بأنواعها المختلفة و العصائر و القطايف، و أطباق الحمص و الفول و الفلافل المحشو من مكونات مائدة رمضان الأساسية، حيث لا يخلو يوم من أحد هذه العناصر.

بدورها قالت سها، 38 عاماً إن لرمضان « سمة روحانية » يتميز بها عن باقي اشهر السنة، و هو يقوي الروابط الاجتماعية بين الناس، ويزيد من تآلف قلوبهم، وهو كفيلٌ بحل المشاكل الاجتماعية بينهم، و يتزاورون و يصل كل منهم رحمه، و يدعوهم لتناول طعام الإفطار في بيته.

و أضافت منذ الأيام الأولى للشهر الكريم تبدأ الزيارات فيما بيننا، فنحن نقوم بزيارة اقاربنا و ارحامنا، و يقومون هم بزيارتنا و لا يكاد يمر يوماً دون أن نكون مجتمعين اما عند قريب أو في منزلنا مع قريب، و تمتد السهرة الليلة حتى ساعة متأخرة من الليل.

أما محمود 20 عاماً، فبدوره قال إن أجمل ما في رمضان هي صلاة التراويح جماعة في المسجد، فهي قادرة على تجميع الناس كلّها تحت مظلة الإسلام والتقرب إلى الله.

وأوضح أن فرحةَ قدوم شهرِ رمضان لا تكتمل إلا باكتمال جميع مظاهر شهر المغفرة، فكما تعود منذ صغره، يعكف على قراءة القرآن يومياً، و يصلي كافة الصلوات في المسجد، الى جانب الترفيه مع أصدقاءه في بعض الاوقات.

كلمات دلالية