خبر لأول مرة..دورة إسعاف أولي للصليب والهلال الأحمر في المسجد الأقصى

الساعة 06:54 ص|02 يونيو 2016

فلسطين اليوم

في قلب مدينة القدس المحتلة، يقبع مسجد قبة الصخرة بقبته الذهبية المتلألئة في جوار المسجد الأقصى داخل القدس المحتلة. في تلك البقعة المقدسة، ثالث أقدس بقاع الأرض عند المسلمين، يوجد المكان الذي عُرج منه بالنبي محمد إلى السماء، ولطالما كان مسرحًا للتوتر في السنوات الأخيرة.

في كل عام، يتوافد أكثر من مليون زائر على المسجد الذي يعد أحد مواقع التراث العالمي ويشغل تقريبًا سدس مساحة مدينة القدس المحاطة بالأسوار. وتزداد هذه الأعداد بصورة كبيرة أثناء شهر رمضان.

ونتيجة لتصاعد وتيرة العنف خلال الأشهر الأخيرة، والارتفاع المتوقع في درجات الحرارة مع اقتراب موعد حلول شهر رمضان في 6 حزيران/ يونيو المقبل، نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني دورتين تدريبيتين على الإسعافات الأولية لـ 25 رجلًا، و20 امرأة من المسجد الأقصى المبارك.

تَعلّم الحرس خلال الدورة التي استمرت خمسة أيام مهارات وسلوكيات محددة ينبغي لمقدمي الإسعافات الأولية التحلي بها، كي يمكنهم التصرف بشكل آمن وفعال لدى تقديمهم الرعاية للأشخاص حال تعرضهم لحوادث عنف، أو كوارث طبيعية، أو لضربات شمس.

يقول الدكتور أمين أبو غزالة الذي يعمل لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ 25 عامًا: « يُتوقع أن يتجاوز عدد زوار المكان خلال شهر رمضان 250,000 شخص في أيام الجمعة. وإنه لمن الضروري أن يعرف الحرس كيفية مساعدة الناس في حالات الطوارئ الطبية ».

انضمت لمياء أبو رميلة إلى صفوف حرس الأقصى قبل 16 عامًا، وقد أبدت اهتمامًا ملحوظًا أثناء تلقيها الدورة التدريبية.

تقول لمياء: « إذا ما واجهت موقفًا يستلزم مني العمل كمسعفّ، سأطبق ما تعلمته دون تردد، سواء كان ذلك مع أبنائي في المنزل، أو مع جيراني، أو مع أشخاص في المسجد الأقصى، أو في أي موقف أو حادثة خلاف ذلك ».

سمحت المملكة الأردنية الهاشمية، راعية المسجد الأقصى الشريف، للجنة الدولية بتنظيم الدورتين التدريبيتين داخل أبرز معالم مدينة القدس.

وبحسب الشيخ محمد عزام الخطيب - التميمي، مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك: « إنها لسابقة من نوعها في تاريخ المسجد الأقصى أن يُسمح لمنظمة دولية بالدخول إلى هذا المكان المقدس لتنفيذ نشاط كهذا. إذ إن الحياد الذي تتسم به اللجنة الدولية يجعل الأمر مختلفًا، ونود لو تُنظم المزيد من الدورات التدريبة المماثلة ».

وأضاف قائلًا: « التدرب على الإسعافات الأولية أمر لا بد منه للحرس العاملين في حرم المسجد الأقصى لأنهم يقفون في الصدارة، ويعملون ليل نهار، وهم من يستجيب للكوارث كالحرائق، والإصابات، وموجات العنف ».

شارك طارق أبو صبيح – وهو من سكان البلدة القديمة ويعمل حارسًا في حرم المسجد الأقصى المبارك منذ 18 عامًا – مع 24 حارسًا آخر من الذكور في الدورة التدريبية، كي يكون في طليعة مقدمي المساعدة الضرورية، سواء كان ذلك من خلال تضميد جرح، أو توفير الراحة الضرورية للمصابين عند وقوع أزمة أو حالة طوارئ.

يقول طارق: « يُتوقع أن يتوافد على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان مئات الآلاف لأداء الصلاة. سيكون الطقس حارًا في شهر حزيران/ يونيو، وستساعدنا تدريبات الإسعافات الأولية على تقديم الرعاية اللازمة لهؤلاء المصلين، لا سيما كبار السن منهم. كما أن ما تعلمناه مهم جدًا نظرًا لما نشهده من حوادث متكررة في حرم المسجد الأقصى هذه الأيام ».

في حالات الطوارئ، ينقذ مقدمو الإسعافات الأولية 90% من الأرواح. ستواصل اللجنة الدولية مدعومة من الهلال الأحمر الفلسطيني تدريب حرس حرم المسجد الأقصى المبارك بهدف مساعدتهم كذلك في التحرك بسرعة وفاعلية عند رصد أي علامات تحذيرية مبكرة للأمراض غير المعدية كالسكتات الدماغية، ولتقليل فرص وقوع إصابات بالغة أثناء موجات العنف التي تشهدها القدس.

 

كلمات دلالية