مطالبات بنشر تفاصيل أكثر للجمهور

تقرير « نظام التوجيهي الجديد » يخلق حالة من التوتر في صفوف الطلبة

الساعة 05:46 م|30 مايو 2016

فلسطين اليوم

عقب إعلان وزبر التربية والتعليم في حكومة الحمدالله د.صبري صيدم أن العام القادم سيشهد ولادة جديدة لنظام الثانوية العامة « التوجيهي »، بات الطلاب الذين سيلتحقون به في العام المقبل قلقين من النتائج التي سوف تترتب عليه، لأن العام المقبل بالنسبة لهم يعتبر محدداً لمستقبلهم وطموحاتهم التي يحلمون بها، بعد 11 عاماً من الجد و المثابرة .

 

و لقد اعتاد الطلاب على نظام واحد للثانوية العامة وهو النظام الحالي، والكثير منهم من بات يحلم ويخطط ويبني آمالاً لمستقبله بناء عليه، لذلك تسبب الإعلان عن النظام الجديد في خلق حالة من الإحباط و التوتر للطلاب الملتحقين به، والذين سيتم تجربة هذا النظام عليهم في العام المقبل، لا سيما فئة المتفوقين منهم.

 

وفي حوار لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » مع نخبة من أولئك الطلاب، تفاوتت آراءهم حول موضوع النظام الجديد، فمنهم من رأى أنه سيكون في مصلحة الطالب، بينما رأى آخرون عكس ذلك.

 

 فمن ناحيته، قال الطالب براء الشريف 16 عاماً:« منذ صغري وأنا أحلم بأن أكون طبيباً، وتعلمت أن الأحلام لا تتحقق الا بالجد والاجتهاد، وبناء على ذلك اجتهدت وتعبت و حققت خلال السنوات الماضية اعلى الدرجات في دراستي حتى أصل لهدفي المنشود، ورسمت مستقبلي وخططت له بناء على النظام الحالي، لكن إقرار النظام الجديد الغير مألوف سبب لي الاحباط والخوف » .

 

واضاف الشريف: « الثانوية العامة (توجيهي) هي في نظر المجتمع سنة فارقة، لها هيبة وتحتاج ثقة وعزيمة وتفاؤل، و كان يوم إعلان النتائج بمثابة يوم وطني، و لم يكن يوماً عادياً بالطبع »، لافتاً الى أن فرحة النجاح في التوجيهي لا يساويها شيء في هذه الدنيا، وخاصة حين يحقق الطالب المتفوق هدفه، ويكون من الاوائل، وأن يكمل مشواره التعليمي وصولاً الى الهدف الذي وضعه نصب أعينه منذ أن بدأ مراحله التعليمية الأولى.

 

 و أشار الى أن النظام الجديد ألغى كل ما سلف، فلم تعد لها فرحة ولا هيبة واصبحت كأي سنة من السنوات التي سبقتها ، لكنه أكد بأن الصعوبات و التحديات التي واجهها خلال السنوات الماضية تفرض عليه مواجهة و تحدي كل الظروف لكي يتميز بنفسه.

 

 

ووافقه الرأي الطالب حامد حمد 16 عاماً قائلاً : « سبب اعتراضي على النظام هو زوال هيبة توجيهي بعد الان , وربما يصبح الغش وسيلة للطالب بحيث يسرق اعمال وافكار غيره من الطلبة لملف الانجاز، وشعوري بالاستياء جراء هذا التجديد بسبب اعتياد الشارع المحلي على نظام واحد، واعتبار هذه السنة هي سنة اثبات النفس، وبما ان بداية هذا النظام ستكون في السنة المقبلة سيؤدي ذلك الى تشتيت الطلاب والمعلمين، وأنا لست مستعداً لأن أفرط في حلمي بأن اكون طبيب اسنان لتجريب هذا النظام علينا » .

 

وعبرت الطالبة ندى أبو ملوح 16 عاماً عن صدمتها بعد سماع هذا الخبر والتغييرات التي ستحل على نظام توجيهي قائلة : « النظام الجديد لم يجرب مسبقاً، و نجاحه غير مضمون بشكل كامل بعد، علماً ان بعض الدول قامت بتجربة هذا النظام وفشل، و سيترتب على هذا النظام ظلم لكثير من الطلاب و خصوصاً الطلاب الاوائل » .

 

وأضافت : « أنا مع تطوير التعليم في مجتمعنا، ولكن ليس بهذا الاسلوب، بل يجب ان يكون التطبيق لهذا النظام تدريجياً من المراحل السابقة تمهيداً لاعتماده بشكل كامل »

 

ومن جانب أخر عبر الطالب أنس الشافعي 16 عاماً عن تفاؤله بالنظام الجديد قائلاً : « أنا كبقية الطلبة المتقدمين للثانوية في  العام المقبل  اصابني القلق حيال هذا الامر وقمت بالبحث و استطلاع رأي بعض المدرسين و العاملين في مجال التعليم، الذين قالوا بأن هذا التغيير لصالح الطلبة اكثر منه للمدرس ، همنا  في العام القادم ان نحصل على جو من الهدوء و الراحة و الطمانينة وكان هذا النظام كفيلا بذلك ،وكفيلا بان يجعل من الدراسة متعة اكثر منها ضغط و ثقل على العائلة بشكل عام و الطالب بشكل خاص ، فكان هدف هذا النظام ان يخلق الراحة للطالب و العائلة التي قد تصاب بالاضطراب كما في النظام القديم الكثيف ».

 

 

و أضاف: « في وجهة نظري إن النظام الجديد جعل من الثانوية العامة شيء رائع و نظام تعليمي ممتع و فاعل لأنه يجعل للطالب دور، و يستطيع ان يكفل راحة الطالب والعائلة الأمر الذي يعتبر أسمى غاية في حياة  الثانوية العامة باذن الله » .

 

 

وعبر أهالي بعض الطلبة عن إستيائهم وقلقهم من هذا النظام الذي سيجرب على أبنائهم للمرة الاولى وهو غير مضمون النتائج.

 

 

 وفي هذا السياق قال ابراهيم محمود 42 عاماً الذي سيخوض ابنه مرحلة التوجيهي في العام المقبل:« رغم عدم إتضاح معالم النظام الجديد بعد، أنا قلق للغاية تجاه مستقبل جيل بأكمله وليس مستقبل ابني فقط، وأخشى فيما أخشاه أن تلعب الواسطة و المحسوبية في عملية التقييم دورها في تحديد مستقبل هذا الجيل، الأمر الذي سيؤدي الى ظلم للطلاب، لا سيما المتميزين »

 

وأضاف :« التوجيهي يعتبر الفيصل في تحديد مستقبل الطلاب، و إن تحويل مرحلة كاملة من أعمارهم للتجريب يعتبر خطر يهدد مستقبلهم، لذلك كان من الأجدى أن يتم التمهيد لهذا النظام قبل البدء به بشكل كامل »

 

من جهته، قال أ.أحمد أبو سويرح، مدرس التكنولوجيا في مراحل الثانوية بأن الرؤية حتى الآن غير واضحة، و يجب نشر تفاصيل أكثر للجمهور حتى يستعد الطلاب بشكل جيد.

 

و أوضح بأن التوجيهي مرحلة فاصلة للطلاب، لذلك يجب أن يتعرفوا هم و أولياء أمورهم على تفاصيل هذا النظام، و الحكم عليه لاستقبال المرحلة القادمة المهمة و الفاصلة لأبنائهم.

 

و توقع انه اذا كان النظام بما ظهر منه حتى الان، سيكون له تأثير افضل على نفسية الطلاب الذي سيتقدمون له العام المقبل.

 

كان وزير التربية والتعليم صبري صيدم أعلن ان المقترح الجديد المقدم لمجلس الوزراء بشأن نظام امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” يركز على مهارات الطالب وقدرته الذاتية وليس قدرته على الحفظ وإمكانيته من خلال تقديم الامتحانات.

 

وقال صيدم بان المقترح الجديد للتوجيهي، تمت الموافقة عليه رسمياً، و سيتم تطبيقه هذا العام بشكل رسمي .

 

ووفقاً للوزير، فيتناول النظام عدة تجارب في العالم حول موضوع التوجيهي، يركز على فحص كفايات الطالب وإمكانية قياس المعلومات بشكل صحيح وتعبر عن شخصيته ومهارته الذاتية.وأكد استمرار اسلوب تقديم الامتحانات في المقترح الجديد ولكن بشكل أقل كثافة، مع اعطاء الطالب فرصة لابراز شخصيته ومساعدته في تنمية التفكير ومهاراته و تحفيز الإبداع والعمل ضمن فريق واحد، واخذ زمام المبادرة وإعادة الروح القيادية على عمله اليومي، ويوفر المقترح عدة مجالات مرنة لفحص الكفايات للطالب بحيث يتجنب الضغط النفسي ويعتمد على عملية الاتمتة، ويوفر مساحة اكثر للإبداع.ويتطلب من الطالب خلال المقترح الجديد تقديم سلسلة واجبات ومشاريع يقوم بها معتمدا على امكانياته الذاتية وقدرته على ادارة الوقت والعمل تحت الضغط، وهذا الامر بني على تجارب دولية.

 

 

كلمات دلالية