خبر بيبي، لماذا ليس لك بطاقة اعتماد؟ -هآرتس

الساعة 10:08 ص|29 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: روغل ألفر

          (المضمون: اذا لم يكن السبب هو التوفير وتقليص النفقات، فما هو السبب من وراء عدم وجود بطاقة اعتماد لعائلة نتنياهو؟ - المصدر).

          سيدي رئيس الحكومة، كيف يُعقل أنه خلال منصبك كوزير للمالية لم تكن لك بطاقة اعتماد؟ في تقرير مراقب الدولة حول قضية تمويل سفرياتك الى الخارج كوزير للمالية جاء أن رئيس مكتبك في 2005، يحيئيل لايتر، دفع من خلال بطاقة اعتماده الخاصة مقابل تذاكر السفر لأبناء عائلتك مبلغ 2880 دولار. وفي ردك زعمت أن الدفع تم بواسطة بطاقة اعتماد لايتر « لأنه ليس للسيد نتنياهو بطاقة اعتماد ». وأن لايتر حصل على المبلغ منك. وفي مقابلة مع موقع « واي نت » قال لايتر إنه « في تلك الفترة لم يكن لديه بطاقة اعتماد. وما زالت هناك محلات تجارية تستخدم الطابعات وهي غير مستعدة للانتقال الى الحاسوب. نتنياهو ليست له معرفة ببطاقات الاعتماد وبذلك لا يمكن اتهامه بذلك ».

          هذا الوضع يثير الكثير من الفضول. حتى لو افترضنا أنه لا يوجد اشتباه جنائي، فان شخصا مثلك في منصب وزير المالية يمتنع لسبب ما عن امتلاك بطاقة الاعتماد، هذا امر استثنائي اذا لم يكن لمرة واحدة – ايضا في 2005.

          هناك مكان للتساؤل ماذا كانت دوافعك من الامتناع المتطرف عن استخدام بطاقة الاعتماد. الحديث هو عن سلوك اقتصادي غير تقليدي. صحيح أن هناك من يعتبر أنه من الافضل، بدافع التوفير، الامتناع عن استخدام بطاقة الاعتماد. ومن المحتمل أنك أنت وزوجتك سارة من هؤلاء الاشخاص، ويمكن أنكما تفضلان الدفع نقدا من اجل الشعور بالمال وهو يخرج من أيديكما بعد أن اكتويتما بسبب استخدام بطاقة الاعتماد التي تشجع على المصروفات الزائدة وتتسبب بالدين الذي عليه فوائد لشركات الاعتماد وتؤدي الى سحب المزيد من الحساب البنكي.

          لكن امكانية أن يكون هذا هو السبب، ضعيفة للأسف الشديد. وحسب لايتر الذي عرفك جيدا في تلك الفترة، فان امتناعك عن استخدام بطاقة الاعتماد لم ينبع من التجربة السيئة بل من الابتعاد المبدئي والايديولوجي عنها. وحسب التصور الذي يقترحه (ظهر في المقابلة أنه ما زال يؤيدك ولا يوجد اشتباه هنا بأنه يريد ادانتك) فان المال النقد بالنسبة لك هو مثل الآلة الطابعة بالنسبة لـ ويدي ألين. من هنا نستنتج أنه ليس فقط أنك لم تعاني بسبب استخدام بطاقة الاعتماد، بل حتى عام 2005 لم تكن لك بطاقة اعتماد.

          تجدر الاشارة الى أن العائلات التي تستخدم المال النقد فقط لديها بطاقات اعتماد من اجل النفقات الغير اعتيادية مثل تذاكر السفر. ولكن في عائلة نتنياهو فان تذاكر السفر هي نفقات اعتيادية ومن المريح أكثر شراءها عن طريق بطاقة الاعتماد وليس نقدا.

          ليس هناك مجال إلا للافتراض أن زوجتك سارة ايضا لم تكن لها بطاقة اعتماد، وإلا فهي التي كانت ستشتري تذاكر السفر لأبنائكما. هذا أبسط وأكثر راحة من الطلب من مدير المكتب أن يفعل ذلك، وبعدها ارجاع 13 ألف شيكل نقدا له. من المبلغ الكبير هذا وايضا من المعلومات الاخرى عن وضعكما الاقتصادي نستنتج بحذر أنه لم تضطرا في تلك الفترة لتوفير المال، وأن الامتناع عن بطاقة الاعتماد لم ينبع من السعي الى تقليص النفقات مثل المواطنين الذين ليس لهم بطاقات اعتماد، لأنهم غير حاصلين على اعتماد من البنية المالية. لذلك وعلى أمل أن لا يتم اتهامنا بعدم المسؤولية، سنسمح لأنفسنا بالافتراض أن من حقنا تجاهل هذا الجانب للمسألة المطروحة دون أن يضر بجدية تحقيقنا.

          كلما تم بحث الامر بعمق أكثر، فان اللغز يزداد عمقا: لماذا يا بيبي لا توجد لك بطاقة اعتماد؟.

كلمات دلالية