خبر نظريات المؤامرة الثلاثة –يديعوت

الساعة 10:06 ص|23 مايو 2016

فلسطين اليوم

العنزه، الحاخام وليبرمان

بقلم: ناحوم برنيع

عندما يكون لخطوة ما، غامضة، تفسيران، واحد تآمري، مغرض، محبوك، وآخر بسيط، بريء، يقوم على أساس الضعف الانساني، أفضل أن أختار التفسير البريء. فالمؤامرات جيدة لقصص التوتر، للافلام، للتقارير الصحفية السياسية التي تؤمن بأن كل شيء في العالم يرتبط بمؤامرة ظلماء، من طيران الفراشة في البرازيل وحتى نباح الكلبة كايا في شارع بلفور في القدس.

أومبرتو آكو، الكاتب الايطالي الذي اشتهر بفضل « اسم الورد »، الكتاب والفيلم، كتب قصة غرام ساخرة موضوعها ادمان الصحافيين على نظريات المؤامرة. وصدرت الرواية مؤخرا بالعبرية تحت اسم « رقم صفر ». حكاية صحافي قرر بان طاغية ايطاليا موسوليني لم يقتل: رديفه هو الذي قتل. وحول هذه المؤامرة بنى سلسلة من المؤامرات الدولية. « الا تعتقد ان الشبهة مبالغ فيها بعض الشيء؟ » سأله المحرر. « الشبهات لا تكون مبالغا فيها ابدا »، اجاب. « فالاشتباه، هو الاشتباه دوما! ».

وهاكم ثلاث نظريات مؤامرة ترافق تتويج افيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع. أبدأ بتلك المحببة علي. وقد جاءت هذه من غزة، من فلسطيني يعرف النفوس العاملة في العالم العربي جيد المعرفة. « تذكر ما أقوله لك »، كتب يقول. « في كانون الثاني 2017 سيعود الكلينتونيون الى البيت الابيض. لديهم خط مباشر مع ابوظبي، مع الشيخ محمد بن زايد، حاكم الامارات. والى جانبه يجلس محمد دحلان. ومن هناك يمتد خط مباشر مع فيينا، سيأتي عبر مارتين شلاف الى وزارة الدفاع في الكريا. المعركة على خلافة ابو مازن بدأت منذ الان – هذا سيناريو ليس خياليا على الاطلاق ».

طلبت منه أن يستطرد. « ثمة حقيقة في التقارير عن خلافات الرأي بين يعلون ونتنياهو، ولكن ليست هي ما أدى الى ابعاد يعلون »، كتب. « يعلون غير ملائم لان يكون الوسيلة في المؤامرة التي تنسج خلف الكواليس. القصة هي عن تعيين دحلان. السيسي ايضا، الرئيس المصري، ربط بهذه العربة ».

مثلما لكل نظرية مؤامرة، لهذه النظرية توجد صلة بالواقع ايضا. مارتين شلاف هو رجل أعمال يهودي يتخذ من فيينا مقرا له. وهو ضالع منذ سنين في شؤون اسرائيل وفلسطين. وفي ظل ذلك جمع حوله عصبة واسعة من الاشخاص من الطرفين. في الطرف الفلسطيني محمد دحلان، الذي كان رئيس جهاز الامن الوقائي، ومحمد رشيد، المعروف كخالد سلام، والذي كان رجل السر ومدحرج الاموال لدى عرفات. ويعتبر دحلان الصديق المقرب، عمليا المرعي، لمحمد بن زايد، ولي عهد ابوظبي. اما الرئيس المصري السيسي فمتعلق بالتمويل المالي الذي يحصل عليه من السعودية ومن امارات النفط.

اصدقاء شلاف في الطرف الاسرائيلي اجتازوا الخطوط السياسية: افيغدور ليبرمان، شمعون بيرس، اسحق رابين، يوسي غينوسار، شمعون شيبس، دوف فايسغلاس، ايهود اولمرت، عمري شارون، آريه درعي. درعي رأى نفسه ايضا الحاخام الشخصي لشلاف: فقد بحث عن عروس يهودية لواحد من أبنائه وزوج الاولاد الاخرين. محور ليبرمان – درعي – دحلان عمل جيدا في الفترة التي تولى فيها الثلاثة مناصبهم العليا. الاشرار وصفوا هذا المحور بانه « عصبة الكازينو »، على اسم الكازينو في أريحا الذي كان شلاف ولا يزال صاحبه.

اذا كانت النظرية صحيحة، فان فك ارتباط نتنياهو عن هرتسوغ، تنحية يعلون وتعيين ليبرمان لا تبعد مؤتمرا اقليميا بل تقربه. عصبة الكازينو عادت الى الحياة.

نظرية المؤامرة الثانية جاءت من كبار المسؤولين في دولة في شرق اوروبا. في الدول التي كانت ذات مرة جزء من الستار الحديدي ليبرمان هو عنصر اسرائيلي مركزي. وكان نتنياهو يعتزم أن يضم ليبرمان، الشرق اوروبي منذ البداية. وخوفا من المعارضة، من الرأي العام ايضا، وبالاساس من ليبرمان نفسه، بدأ بالمفاوضات مع المعسكر الصهيوني. وقد اقنعت المحادثات مع هرتسوغ ليبرمان واليمين في الليكود بانه ملزم بالدخول الى الحكومة فورا. وهكذا، بطريقة العنزة والحاخام، تمكن نتنياهو من توسيع ائتلافه.

النظرية الثالثة أقل صخبا ولكنها أقرب الى الواقع المفعم بجنون الاضطهاد في منزل رئيس الوزراء. قبل بضعة اشهر توصل وزير الدفاع يعلون ووزير المالية كحلون الى اتفاق على ميزانية الدفاع. وقد تم الاتفاق من خلف ظهر نتنياهو. فغضب نتنياهو: حيث اراد أن يجر الجدال حول ميزانية الدفاع لزمن طويل، وفي النهاية يظهر في صورة المخلص، المنقذ. وقد خرب الرجلان عليه العرض. وعندما علم بان الوسيط كان الرئيس رؤوبين ريفلين فقد شم مؤامرة. وتحول يعلون ليصبح خائنا.

في كتاب أومبرتو آكو، تحطم المؤامرات نفسها في النهاية. « ابتداء من يوم غد سيكون بوسعك أن تتجول وتقول ان البابا يذبح الاطفال وبعد ذلك يأكلهم »، تقول البطلة في الختام. « الناس سيقولون »أحقا؟ غريب« وعندها يعودون للانشغال في شؤونهم. شيئا لا يمكنه أن يخيفنا في هذه البلاد ». كانت تتحدث عن ايطاليا.

   

 

كلمات دلالية