ضعف الهيئة القيادية وتنامي تيار دحلان بغزة

خبر سويدان يكشف سبب انسحابه من فتح

الساعة 05:48 ص|21 مايو 2016

فلسطين اليوم

أكد مأمون سويدان القيادي في حركة فتح في قطاع غزة أنه قرر الانسحاب من العمل التنظيمي بشكل نهائي، وأرجع السبب في ذلك لعدة أمور، من أبرزها ضعف الهيئة القيادية المشرفة على الحركة في القطاع، وعدم تصديها لـ»تيار دحلان» الآخذ بالتنامي، وكذلك لعدم وجود برنامج تنظيمي واضح للحركة.

وقال في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» إن من بين الأسباب الرئيسية التي دفعته لاتخاذ القرار هذا «ذبح المشروع الوطني وتسليم الحركة لمأجورين». وأضاف أنه بسبب ذلك قرر اعتزال العمل التنظيمي حتى لا يصبح «شاهد زور». واستطرد «قررت الانسحاب حتى لا يسجل علي أني كنت شاهدا على المؤامرة»، مشيرا إلى أنه لم يترك أي وسيلة أو طريقة إلا وانتهجها من أجل توضيح الحقائق وبيان خطورة المشهد خلال السنوات الماضية.

وتابع القول إنه خلال السنوات الماضية من العمل التنظيمي في قطاع غزة «لم تطرح أي مشاريع منطقية من قبل قيادة الحركة للارتقاء بالعمل التنظيمي»، لافتا إلى أن تلك السنوات شهدت في المقابل «تغلل تيار الشر والفساد». وأكد أنه تحرك في عدة اتجاهات وأبلغ المستوى التنظيمي الأول عما يحدث من غياب لأطر التنظيم لحركة فتح في غزة، غير أن الاستجابة للمطالبات كانت «دون الصفر».

وأضاف «أبناء حركة فتح في حالة تيه وضياع وجمهور الحركة في حالة إحباط شديد»، مؤكدا أن من أهم الأسباب التي دفعته لاتخاذ القرار الجديد هو عدم وجود أطر تنظيمية حقيقية للحركة في قطاع غزة، وأن ما هو موجود عبارة عن أجسام وهمية بلا مهام وبلا فاعلية، وفي حالة تناقض مع ذاتها.

وانتقد سويدان كذلك الطريقة التي جرت فيها الانتخابات لاختيار قيادات حركة فتح في أقاليم الحركة في غزة، وقال إنها جرت بطريقة مخالفة للنظام الأساسي للحركة. وأكد أنه قام بكشف التلاعب في تلك الانتخابات للقيادة، وأوصل ذلك إلى الرئيس محمود عباس رئيس الحركة وإلى اللجنة المركزية، غير أنه لم يلق أي تجاوب.

وسويدان يعمل إلى جانب كونه من قيادات حركة فتح الشابة في قطاع غزة، وعمل مشرفا على مكتب مفوض الحركة للعلاقات الدولية في غزة، مستشارا للرئيس عباس لشؤون الشباب في قطاع غزة، وخلال تصريحاته لـ «القدس العربي»، قال إن انسحابه من العمل التنظيمي، ليس له علاقة بعمله الرسمي في السلطة الفلسطينية.

وجاء إعلان سويدان عن مغادرة العمل التنظيمي، بعد أيام قليلة من لقاء الرئيس عباس الهيئة القيادية لحركة فتح في غزة في مقر المقاطعة في رام الله، حيث جدد خلال اللقاء الثقة بهذه الهيئة القيادية التي يشرف عليها الدكتور زكريا الأغا، عضو اللجنة المركزية للحركة.

ويعد سويدان من أكثر القيادات الفتحاوية في غزة المعروفة بمناوءتها للنائب محمد دحلان، الذي فصل في عام 2011 من الحركة ومن لجنتها المركزية بقرار نهائي، وكذلك من أبرز المعارضين لتحركات ما يعرف في غزة باسم «تيار دحلان.»

وقال إن من بين الأسباب التي دفعته لاعتزال العمل التنظيمي هو «صمت القيادة التنظيمية على مخططات دحلان وجماعته، والاستهتار بمشروعهم الذي يهدف إلى السيطرة على حركة فتح، وحرفها عن مسارها الوطني».

وفي هذا السياق اتهم مستشار الرئيس عباس دحلان بالعمل في هذا التوقيت على «شراء ولاءات من اليسار الفلسطيني». وأضاف وهو ينتقد قيادة حركة فتح في غزة يقول «لم تقم الحركة في غزة بمواجهة مخططات دحلان، والقيادة في رام الله لم تستجب لتحذيراتنا من هذه المخططات».

وأشار إلى أنه يملك معلومات تشير إلى أن دحلان «يتوسل» حركة حماس، من أجل الوصول معها إلى صفقة. وعاد خلال حديثه وأشار إلى فقدان شريحة الشباب في حركة فتح الأمل في تحسن الوضع التنظيمي، في ظل وجود الهيئة القيادية الحالية للحركة في غزة. وأصيب بـ»خيبة أمل» بسبب ضعف الاستجابة للمناشدات، والطلب منه الانتظار حتى عقد المؤتمر السابع للحركة. وقال إن ذلك الأمر تجاوز العامين. واتهم في هذا السياق قيادات فتحاوية كبيرة بينها أعضاء من اللجنة المركزية، بالعمل على تأجيل عقد المؤتمر السابع للحركة، لإدراكها بأنه لن يكون لها دور أو منصب في حال أجريت انتخابات جديدة.

وعاد وقال في توصيفه للمشهد من وجهة نظره، إن ما يتم في غزة من أمور تنظيمية ومنها الانتخابات الأخيرة يشير إلى وجود توجه لـ»تسليم الحركة لدحلان بكل منهج. وقال إن هناك بعض العناوين الفتحاوية في غزة التي تتوجه إليها شريحة كبيرة من أعضاء فتح «باتت عاجزة عن إحداث أي تغيير أو تقديم أي شيء». واتهم سويدان جهات لم يسمها في الحركة بالعمل على «المغامرة بمستقبلها»، مؤكدا أن «المغامرة بالحركة تعني المغامرة بالمشروع الوطني، كون حركة فتح صمام أمان القضية الفلسطينية». وأكد كذلك أن ضعف حركة فتح يعني «السماح باستمرار الانقسام السياسي»، وقال إن الضعف «يجعل حماس تدير ظهرها للمصالحة».

يذكر أن سويدان أغلق قبل فترة مكتبه من قبل أمن غزة الذي تديره حماس، وتعرض سابقا للاعتقال من قبل أمن غزة، لكنه قال إن ذلك لم يكن سببا لانسحابه من العمل التنظيمي. وكان سويدان قد أكد التزامه الكامل بتعليمات وتوجيهات القائد العام للحركة الرئيس عباس.

 

كلمات دلالية