خبر انتشال قطع من حطام الطائرة المصرية وملابسات تحطمها لا تزال غامضة

الساعة 05:18 ص|21 مايو 2016

فلسطين اليوم

تم انتشال مقاعد وحقائب من البحر الجمعة قبالة سواحل مصر، غداة تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في المتوسط، اثناء توجهها من باريس الى القاهرة لأسباب ما زالت غامضة.

وأعلن الجيش المصري الجمعة عثور طائراته وزوارقه على أولى قطع حطام طائرة ايرباص “ايه 320″ على مسافة 290 كلم شمال الاسكندرية، مؤكداً “استكمال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه”.

من جهة أخرى أفاد وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس الجمعة، العثور على “أشلاء من جثة واحدة ومقعدين وحقيبة او حقائب عدة” بين بقايا الطائرة.

ولاحقاً أكدت “مصر للطيران” في بيان انتشال الجيش “مزيداً من الحطام وأغراضاً تعود للركاب وأشلاء بشرية وحقائب ومقاعد”.

في هذه الأثناء أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية الجمعة، ان أحد اقمارها الاصطناعية التقط عند الساعة 18,00 (16,00 ت غ) صورة ما يبدو انه بقعة نفط “بطول كيلومترين” في البحر “تبعد حوالى 40 كلم جنوب شرق الموقع الأخير للطائرة” المصرية.

وتأمل السلطات بان تسهم هذه القطع الأولى في توضيح اسباب اختفاء أثر الرحلة ام اي804 المفاجئ، من شاشات الرادار في اثناء تحليقها، من دون رصد اي مشاكل، وسط طقس صاف في شرق المتوسط.

وتشكل عمليات البحث المستمرة سباقاً مع الوقت، لأن الصندوقين الأسودين للطائرة قادران على اصدار اشارات لمدة لا تتجاوز أربعة او خمسة أسابيع، بحسب السفارة الفرنسية في مصر.

كذلك أعلن متحدث باسم البحرية الفرنسية، ارسال زورق استطلاع الى اعالي البحار للمساعدة في البحث عن الصندوقين، على ان يصل الى موقع التحطم الاحد او الاثنين.

وتبحث السلطات المصرية وخبراء بجدية فرضية تعرض الطائرة لهجوم ارهابي، اذ لم يصدر طاقمها اي نداء استغاثة قبل تحطمها المفاجئ بعد انعطاف حاد في الجو فيما بدأت السقوط.

وأعلنت “مصر للطيران” استقبال اقارب الركاب الذين بلغ عددهم 66 شخصاً، بينهم 30 مصرياً و15 فرنسياً منهم طفل ورضيع، في فندق حيث قام مسؤولون فيها بإطلاعهم على آخر المستجدات.

وتمسكت امرأة خمسينية بالأمل وهي تجلس في ردهة الاستقبال لانتظار اخبار عن ابنتها التي كانت في الطائرة، وقالت “لم يموتوا، لا احد يعلم”.

وتحدثت ميرفت منير عمة احدى المضيفات بأسى عن قريبتها، لا سيما وانها تزوجت قبل ستة او سبعة أشهر. وقالت “ليتهم قالوا لي ان الطائرة خطفت او شيئاً كهذا، عوضاً عن ابلاغي أن لا أمل”.

“جميع الفرضيات مفتوحة”

في باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة، لشبكة “فرانس 2″ “اننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا اي فرضية مرجحة، لاننا لا نملك أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب تحطم الطائرة.

وفي الواقع لا يجيز اي عنصر ملموس حتى الآن، ترجيح فرضية الحادث او الاعتداء.

ولم تتبن الحادث اي مجموعة مسلحة ناشطة في الشرق الأوسط، على غرار الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية، “ولاية سيناء”، الذي سارع الى تبني انفجار عبوة في طائرة السياح الروس في 31 تشرين الاول/اكتوبر، بعد اقلاعها من شرم الشيخ بجنوب شرق مصر متوجهة الى موسكو. وقتل ركاب الطائرة الـ224 جميعاً.

ومع توخي الحذر الشديد وتأكيد عدم استبعاد اي فرضية لتفسير سقوط الطائرة، قال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي الخميس، ان الظروف المحيطة بتحطم الطائرة “توحي بان فرضية هجوم ارهابي (…) قد تبدو الاحتمال الأرجح او الاحتمال المرجح”، مضيفاً “لكنني لا اريد القيام باستنتاجات متسرعة”.

وأضاف آيرولت من جهته “ان فرنسا تشارك مع مصر واليونان ودول أخرى، وبات هناك طائرة في الموقع، وستتبعها طائرة أخرى وسفن”.

كما أرسلت باريس أربعة محققين هم ثلاثة عناصر من مكتب التحقيق والتحليل ومستشار فني من شركة ايرباص، وصلوا ليل الخميس الى مصر للمشاركة في التحقيق حول أسباب الحادث، وسيلتقون بعد ظهر الجمعة نظراءهم في الطيران المدني المصري.

- ضربة قاسية لمصر -

وتحطمت الرحلة “ام اس 804″ ليل الأربعاء الخميس بين جزر جنوب اليونان وسواحل شمال مصر.

وذكرت شركة مصر للطيران ان الطائرة كانت تنقل 56 راكباً بينهم طفل ورضيعان، بالإضافة الى طاقم من سبعة افراد وثلاثة عناصر أمن. وأضافت ان الركاب هم 30 مصرياً و15 فرنسياً وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.

وأكدت اوتاوا لاحقاً ان بين الركاب كنديين اثنين. ويحمل العديد من المصريين جنسيتين.

وأعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس الخميس، ان الطائرة “قامت بانعطافة 90 درجة الى اليسار ثم 360 درجة الى اليمين اثناء هبوطها من ارتفاع 37 الف قدم الى 15 الف قدم”، قبل ان تختفي عن شاشات الرادار فيما كانت على ارتفاع عشرة آلاف قدم.

وقد اختفت عن شاشات الرادار الساعة 00,29 ت غ وهي داخل المجال الجوي المصري، بحسب الطيران المدني اليوناني.

ولم يكن الطيار أفاد عن “اي مشكلة” في آخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين، قبل ذلك بعشرين دقيقة.

وبحسب السلطات اليونانية، فإن الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلاً بحرياً (حوالى 240 كلم) قبالة سواحل جزيرة كارباثوس.

وقالت وسائل اعلام أمريكية الجمعة ،ان طائرة مصر للطيران التي تحطمت الخميس في البحر المتوسط، أرسلت رسائل آلية تشير الى دخان قرب قمرة الطائرة.

وقال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية “نحن على علم بهذه المعلومات الصحافية. ولا يمكننا حالياً نفيها او تأكيدها”.

وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها، ان احدى الرسائل أشارت الى ان “دخاناً كثيفاً ادى الى انطلاق أجهزة الانذار في القسم الأمامي من الطائرة، حيث توجد الأجزاء الحيوية للوحتها الالكترونية”.

من جهتها قالت قناة “سي ان ان” انه “كان هناك انذار بوجود دخان في رحلة مصر للطيران رقم 804، وذلك في الدقائق التي سبقت تحطمها في المتوسط”، مشيرة الى انها حصلت على هذه المعلومات من مصدر مصري.

وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين الجمعة، ان وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات لم ترصد آثار انفجار عنيف في الطائرة.

وتأتي هذه الكارثة الجوية الجديدة، فيما تواجه مصر مشكلات أمنية واقتصادية متفاقمة.

وأدى اسقاط طائرة السياح الروس في 31 تشرين الاول/اكتوبر، الى تراجع اكبر لقطاع السياحة الذي يعتبر أساسياً للاقتصاد المصري، في وقت يواصل تنظيم الدولة الاسلامية هجماته في مصر مستهدفاً بصورة خاصة قوات الأمن.

 

كلمات دلالية