قال الخبير في الشأن الإسرائيلي في وكالة « فلسطين اليوم الإخبارية » فادي عبدالهادي « إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعب لعبة سياسية ذكية عمل من خلالها على تقوية أحزاب اليمين في الكنيست، وفتت بها حزبي العمل والمعسكر الصهيوني ».
وأوضح الخبير عبدالهادي أن هدف نتنياهو من إعطاء رئيس حزب « إسرائيل بيتنا » برئاسة أفيغدور ليبرمان حقيبة وزارة الحرب يأتي كقرار شكلي يهدف لرفض المبادرة الفرنسية والمبادرة المصرية لإعادة المفاوضات بين « إسرائيل » والسلطة الفلسطينية.
وأضاف الخبير: نتنياهو لا يريد إغضاب فرنسا ومصر، فإسرائيل تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع الدولتين، وإدخال ليبرمان الحكومة يصبُ في صالح رفض المبادرة الفرنسية، حيث سيكون من السهل على نتنياهو رفض المبادرة مقارنة لو كان ليبرمان خارجها، وسيسعى نتنياهو لعرض المبادرة على الكنيست « الإسرائيلي » وعندها سيصوت أعضاء اليمين على رفض المبادرة، وبذلك تنقذُ أصوات اليمين نتنياهو من مأزق الانتقادات الدولية.
خبير في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو يريد كسف اليمين الإسرائيلي لإفشال المبادرة الفرنسية والمصرية للتسوية
وتابع: المبادرة الفرنسية ستُعرض على « إسرائيل » في الصيف المقبل، وعندها سيرفض الكنيست المبادرة، وسيقف نتنياهو أمام العالم قوياً ليقول كلمة واحدة أن إسرائيل دولة ديمقراطية وأن الرفض جاء من قبل برلمانها الذي يمثل كل الإسرائيليين.
ويرى الخبير عبدالهادي أن تعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للحرب لن يقدم ولن يؤخر في سياسة « اسرئيل » العسكرية، فمن يحكم جيش الاحتلال ليس وزيراً أو ضابطاً بل منظومة وخطط متبعة في قيادة جيش الاحتلال تُتخذ القرارات عبرها، ولا يمكن لأحد تجاوزها لا نتنياهو ولا ليبرمان ولا يعالون من قبله ما يجعل من ليبرمان وزيراً من ورق.
وقال: إن تهديدات ليبرمان السابقة بإغتيال قادة حماس والفصائل الفلسطينية وإعدام منفذي العمليات الفدائية وطرد أُسر المنفذين من الضفة لقطاع غزة، ستبقى مجرد تهديدات وهمية.
وبين أن شخصية ليبرمان مقارنة مع وزراء الحرب الذين سبقوه (يعالون وموفاز) مختلفة عنهم، فهو لا يخبئ شيئاً في قلبه، فكل ما على يتوصل إليه من قرارات يقوله على لسانه ولا يمتلك أي نوع من السرية في عمله، مشيراً إلى أنه في حال انعقاد جلسة للمجلس الأمني المصغر (الكابينت) وأتخذ خلالها قرارات سيفصحُ عنها في أول لقاء مع وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ليبرمان وزيراً للحرب على الورق ومنظومة جيش الاحتلال لا تقوم على قرار شخص
وتوقع الخبير في الشأن الإسرائيلي أن يبقى ليبرمان وزيراً للحرب من ورق، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستعين من تحت الطاولة بوزير الخارجية الجديد موشيه يعلون؛ لاتخاذ أي قرارات عسكرية متخطياً وزير الحرب ليبرمان.
وبين الخبير أن يعالون سيكون أحد أعضاء المجلس الوزاري المصغر الأمر الذي سينعكس على قرار السلم والحرب، مؤكداً أن يعالون - حتى اللحظة - يلتزم الصمت دون أن ينتقد قرار نتنياهو بإبعاده عن منصبة وزارة الحرب وتسليمه وزارة الخارجية، الأمر الذي يؤكد أن نتنياهو حبك اللعبة السياسية جيداً مع جميع الأطراف.
ولفت إلى أن يعالون يمتلك خبرة عسكرية كبيرة في حين أن ليبرمان الذي لا يجيد سوى الكلام لا يفقه أي شيء في الشؤون العسكرية.
كما، وذكر الخبير من خلال تتبعه لشخصية أفيغدور ليبرمان وتصريحات المثيرة فيما يتعلق بالقضاء على المقاومة في غزة واحتلال القطاع من جديد، وطرد عائلات منفذي العمليات، وتهجير عرب المدن المحتلة 48، وقصف السد العالي أن جميعها تصريحات لم تُنفذ، وتهديدات حبيسة ورق الصحافة الإسرائيلية.