خبر لماذا طلال غاضب.. هارتس

الساعة 12:05 م|18 مايو 2016

بقلم: عوزي برعام

          (المضمون: صديقي طلال من أم الفحم غاضب جدا بسبب ما يتعرض له المواطنون العرب في اسرائيل من اهانات وشتائم عنصرية بشكل لم يعد استثنائيا أو من قبل أفراد فقط - المصدر).

          لو كنت شخصا متدينا لكنت قلت ليشهد الله عليّ أنني لم أكن أرغب في كتابه هذا المقال الآن. رجعت من الولايات المتحدة حيث كانت لي نقاشات كثيرة هناك وفي جعبتي عدد من الحقائق حول ظواهر ترامب وساندرس واسباب مراوحة هيلاري كلينتون في المكان.

          وعندي ايضا ما اقوله عن الجدال حول دخول حزب العمل الى حكومة نتنياهو، الذي يحركه طموح المستشارين السياسيين لاصلاح صورة اسحق هرتسوغ واظهاره كزعيم حقيقي يصمد في وجه الطوفان ويفضل مصلحة الدولة على المصلحة الحزبية.

          لكن كل هذه الامور تقزمت أمام الحديث مع صديقي طلال اثناء السفر في هذا الاسبوع الى القدس. طلال عمل معي بعد اعتزالي السياسة، وأنا صديق له ولعائلته التي تعيش في أم الفحم. طلال الذي يوجد له بنات اكاديميات متزوجات من اطباء ناجحين، أظهر دائما تفاؤله الزائد والايمان أنه يمكن جسر الهوة بين اليهود والعرب. ولكن في هذه المرة كان طلال شخص آخر. فقد كان غاضبا وسألني لماذا لم أرد من خلال الصحيفة على اقوال نتنياهو المخجلة ضد نائب رئيس الاركان. لم يصافحني، وبلغته اللطيفة التي تحولت الى حادة سأل كيف أن اسرائيل المعتدلة لم تهتز عندما عبر هرتسوغ عن الأسف لأن حزبه مشبوه بحبه للعرب.

          لقد فوجئت من الطابع التشهيري في اسلوب طلال. لأن الصديق المقرب لا يقوم بالتصرف بهذا الشكل، وهو يعرف موقفي جيدا. ولم يحاول التشويش أو التقليل من شعور الاهانة. قلبه فاض. طلال الذي كان مدير مدرسة لسنوات طويلة يعتقد أنه في اسرائيل الآن توجد أجواء تشبه الاجواء التي سادت في اوروبا في بداية الثلاثينيات، رغم أنه لم تسن هنا قوانين مثل قوانين نيرنبرغ التي تقوم بالتمييز بين المواطنين رسميا. اليهود حسب رأيه يمتنعون عن أي مقارنة مع ما حدث في الثلاثينيات في المانيا ويتجاهلون حقيقة أنهم يغطون أنفسهم بنفس الطريقة التي غطى بها المجتمع الالماني نفسه. لم تتم محاكمة أي أحد هنا بسبب اقوال مشابهة للاقوال التي قيلت ضد اليهود في المانيا. « الموت للعرب » أصبح شعارا مقبولا في اوساط الجماهير.

          لقد كنت على قناعة بيني وبين نفسي أن طلال تعرض للضرر الشخصي، الامر الذي جعله مستفزا لهذه الدرجة. ودون أن اسأله قال إنه في الاسبوع الماضي عندما جلس مع زوجته في مقهى في المنطقة القريبة من قريتهما، بدأ شخص يهودي في الخمسينيات من عمره بشتم العرب في اسرائيل والادعاء أنهم متعاونون وأن مكانهم ليس « في بلادنا ». طلال توقع أن يتدخل أحد المتواجدين، لكن أحدا لم يتحرك ولم يستجمع هو نفسه قوته ليقول له أي شيء ويغادر.

          عندما رجع الى أم الفحم التقى مع اصدقاءه. وعندما حدثهم عما حدث ضحكوا. فهم الذين يعملون في نتانيا والخضيرة يواجهون هذه الاهانة يوميا، وفي احيان من قبل شباب. حقيقة كونهم عربا تحولهم الى غير شرعيين.

          « ما الذي تريدونه »، سأل طلال، « أن تتضامن أم الفحم مع محرض مثل الشيخ رائد صلاح؟ ألا تفهمون أنه توجد هنا أجواء عنصرية تشجعها السلطة الاسرائيلية؟ ».

          في طريق العودة الى تل ابيب تحدثنا عن فريق « هبوعيل بئر السبع » و « أبناء سخنين ». ولكن عندما انفصلنا سمعت اقوال موشيه يعلون الذي تم استدعاءه الى لقاء استيضاح من قبل رئيس الحكومة – إنهما يمثلان الصورة الجديدة لدولة اسرائيل.

كلمات دلالية