لا تتوقف أم غسان، 28 عاماً و تسكن في منطقة المغراقة القريبة من وادي غزة، عن تفقد ابنائها و هم نيام في ساعات الليل، خشية من تعرضهم للسعات البعوض، الذي ينتشر في هذه الأيام و بكثرة، و انتشرت بقعها الحمراء و غطت انحاء مختلفة من اجسادهم.
تقول في حديث لـــ مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية: « إن ابني الذي يبلغ من العمر عامين لم ينم ليلاً منذ اسبوع، و لم تغمض عينه، بسبب لسعات البعوض و الحكة التي تسببها ، حيث يبقى يبكي طوال الليل، و لم اترك وسيلة لابعادها عنه و لكن دون فائدة ».
و أضافت: « لقد غطت بقع لسعات البعوض يدي الطفل و وجهه، كما تسببت لسعاتها بحدوث انتفاخات في يده استمرت لعدة أيام ».
حال ام غسان كحال باقي المواطنين في قطاع غزة الذين لم يتركوا سبيلاً لمحاربة هذه الحشرة الا و جربوه، و لكن دون فائدة، حيث تقول أم ماهر 50 عاماً من شرق الشجاعية بمدينة غزة: « إن وجودنا في منطقة تحيط بها الأشجار و بعض ابار المياه يجعل من المكان مستنقعاً للبعوض الذي ينتشر في مثل هذه الأيام بكثرة، و يتأذى منه الصغار و الكبار، بسبب الألم الذي تسببه لسعاتها ».
و أضافت إنها تقوم باغلاق نوافذ المنزل قبل أن يحل الليل، و تشتري الأقراص طاردة البعوض، و أن ابنائها يقومون بدهن اجسامهم بالزيت، ظناً منهم أن هذه الحشرة لن تقترب منهم، و لكن دون جدوى، اذ أن اعداد كبيرة تقوم بمهاجمة المنزل و لا تمنعها أي من هذه الوسائل من اقتناص فريستها من دماء الأطفال و الكبار.
و البعوض أو الناموس هو عبارة عن حشرة صغيرة الحجم لها منقار وتهبط على جسم الإنسان المكشوف بخفةٍ كبيرةٍ بحيث لا يحس بها إلا بعد أن تلسعه، منها الذكر ومنها الأنثى، ما يميز هذه الحشرة عن غيرها من الحشرات هو اختلاف مصدر الغذاء عند الذكر و الأنثى، إذ إن الذكر يعتمد على رحيق الأزهار وعصارة النباتات في غذائه لذا لا يهاجم الإنسان، بينما الأنثى تعتمد على الدم الذي تمتصه من أجسام الكائنات الحية حيث تحتاج الدم لوضع بيوضها.
ومن الجدير بالذكر، أن البعوض لديه قدرة هائلة على شم الروائح وتحسس الحرارة والأشعة غير المرئية، مما يسهل عليها تحديد أهدافها على بعد مسافات بعيدة، فهي أشبه بماكينة متطورة إلى حد الخيال.
و عن الاجراءات الوقائية التي تتخذها البلديات لمكافحة هذه الحشرة الضارة، قال مسؤول دائرة الصحة في بلدية الزهراء، محمد حجو إن منطقة وادي غزة و محيطها هي من أكثر المناطق عرضة لتجمع البعوض فيه، بالاضافة الى كثير من المناطق القريبة من البرك الصحية في مناطق اخرى من قطاع غزة.
و أوضح في حديث لـــ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية إن البلديات تقوم في بداية شهر مايو من كل عام برش هذه المناطق بالمبيدات، لافتاً الى انه في محيط منطقة وادي غزة على وجه الخصوص، فإن بلدية التصيرات هي المسؤولة عن محاربة انتشار البعوض في هذه المنطقة، و بالفعل فقد قامت برش المنطقة بالمبيدات الحشرية.
و أشار الى أن البلدية تقوم بالتعاون مع جودة البيئة بهذا الشأن، حيث تقوم جودة البيئة بتوفير المبيدات الحشرية، و البلدية تقوم بدورها برش المناطق التي يتجمع فيها البعوض في كل عام.
وهذه تدابير وقائية قد تساهم في الوقاية من البعوض:
- تجنب استخدام العطور بروائح الزهور.
- ارتداء ملابس تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم، أي من الأفضل ارتداء قمصان بأكمام طويلة وتجنب ارتداء السراويل القصيرة.
- وضع شبكة على النافذة لمنع دخول البعوض، خاصة في غرف النوم.
- تجنب تجمع المياه في الحدائق، لأن المياه الراكدة تجذب البعوض.
- استخدام المصابيح الصفراء للإضاءة في الحدائق بدلا من المصابيح البيضاء، فالمصابيح الصفراء أقل جذبا للحشرات.