قائمة الموقع

بالصور الحاجة فاطمة وتذكرها لقريتها الشركس ... نصفها تراب والآخر ينابيع

2016-05-10T12:01:38+03:00
الحاجة "فاطمة حسين إبراهيم أبو خنساء" 86 عاماً
فلسطين اليوم

في ليلة خروجها وعائلتها من قريتها (الشركس) الواقعة إلى الشرق من مدينة الخضيرة، كان الهدوء يعمُ المنطقة ولكن الخوف الذي تملك أبناء القرية على نسائهم وبناتهم هو ما جعلهم يتركوا منازلهم ويهاجروا.

 تقول الحاجة « فاطمة حسين إبراهيم أبو خنساء » 86 عاما:« ثلاث أيام والناطور ينادي في البلدة أحموا بناتكم وأخرجوا بهن من القرية ».

وهذه المخاوف بدأت تتسلل لقلوب الأهالي بعد أنباء عن خطف العصابات الصهيونية لمجموعة من الفتيات من القرى المجاورة، كما تقول الحاجة فاطمة:« سمعنا إن اليهود خطفوا صبيتين من القرية المجاورة ولم يعرف أحد مصيرهن، فأصبحت كل الناس تخاف على بناتها وتخرج ».

وتتذكر الحاجة فاطمة يوم الخروج بالتفاصيل حيث خرجت مع زوجها ومعها أبنها لطفي وأبنتها الصغيرة لطفيه، ولم تخرج من منزلها سوى بطانية لفت بها أبنتها، وأثناء الخروج ألتقت بعائلتها التي خرجت أيضا معهم. خرجت قريتها في حينه بشكل جماعي على عكس القرى المحيطة بها « زيتا وميسر وباقة الغربية »، والتي لا يزال الأهالي فيها حتى الأن.

تقول:« لم يخرج أحد معه شيئا سوى بعض الأكل وبطانيات، كنا نأمل أن نعود بعد يومين أو ثلاثة فقط »، ومن قريتها توجهت فاطمة وكل من خرج معها إلى قرية مجاورة لهم تدعى زيتا، هناك أستضافهم أهالي القرية ليومين.

وبعدها أنتقلت فاطمة وعائلتها بشاحنات كبيرة إلى مدينة نابلس، في حين بقيت بعض العائلات في قرية زيتا ولا تزال موجودة هناك حتى هذا اليوم.

في نابلس تجمع أهالي القرية مع آخرين من قرى كانت قد وصلت قبلهم وبعدهم في ساحة كبيرة كلها شجر بمنطقة المطاحن، وقاموا بلف الشجر بأكياس خيش، عاشت العائلات هناك لأشهر قبل أن تنتقل إلى مكان « مخيم العين » حيث لا تزال تسكن حتى الأن.

تقول: عشنا بشكل جماعي طوال أشهر الصيف تحت الشجر، بعض العائلات هاجرت إلى الأردن وبعضها إلى غزة، ولكن زوجي وأبي وأخوتي بقوا في نابلس، وبعدها انتقلنا للعيش في خيم في هذه المنطقة كانت فارغة تماما.

ولما طال أمد أمل العودة إلى القرية، وبدأت وكاله الغوث ببناء المخيمات في الخمسينيات، حصلت عائلة فاطمة كما غيرها من اللاجئين على وحدة سكنية من طوب وسقف، وتطورت فيما بعد لذلك البيت الذي يتوسط المخيم الأن ولا تزال تسكنه.

تقول:« عندما أنتقلنا إلى العيش بالخيم فرحنا كثيرا كان لكل عائلة خيمة، بعد أشهر من العيش الجماعي، وعندما بدأت الوكاله ببناء المنازل لنا بدأ الأمل يتلاشى بالعودة وأصبحنا نتعود على العيش يف المخيم ».

وتستذكر أم لطفي قريتها القريبة من البحر، تقول أن نصف مساحتها أرض ونصفها ينابيع مياه، وهو ما جعلها مناسبة لجميع أنواع المزروعات، رغم شهرة القرية بزراعة بيارات الحمضيات، قالت:« بلدنا كانت تضل كلها ربيع أخضر في الشتا والصيف من كثر النبع فيها ».

تزوجت أم لطفي وكان عمرها 12 عاما، ورزقت بإثنين من أطفالها في منزل زوجها في القرية، كان عبارة عن غرفة ومطبخ وحمام وساحة كبيرة في وسط القرية، بينما كان منزل والدها أكبر في المنطقة المنطلة على البحر في القرية:« كنا نذهب إلى البحر مشيا ».

وكان زوجها يعمل كما كل أبناء القرية في بيارات الحمضيات، وتتذكر أم لطفي كيف كانت العائلات تكييس الحمضيات بأكياس الخيش الكبيرة ونقلها إلى القرى القريبة وبيعها:« كان كل الفلاحيين من القرى المجاورة تأتي لشراء الحمضيات من قريتنا، نقوم بتعبئة 40 حبة برتقال في الكيس ونبيعه تحت الشجر ».

وفي قريتها أيضا كانت مدرستين واحدة للذكور وآخرى البنات لكنها لم تتمكن من الدراسة بسبب زواجها المبكر، فقد كانت لا تزال تلعب في البيارات مع رفيقاتها عندما تزوجت وأنتقلت إلى منزل زوجها.

الحاجة فاطمة زارت قريتها مرة واحدة فقط بعد خروجها منها، تقول أنه لم يبق منها سوى مسجد القرية، في حين هدمت كل منازل القرية والمدرسة وو المباني وبنيت عليها مستوطنة تسمى « تلمي ألعازر ».









 

اخبار ذات صلة