قائمة الموقع

بالصور « دير سنيد » قرية رومانسية وممر للحجاج

2016-05-10T11:01:56+03:00
الطبيعة في فلسطين المحتلة
فلسطين اليوم

علامات الكبر ظاهرة على وجنتيه، تَنقُلهُ من مكانٍ لأخر يعتمد على « العكاز »، يقف مقابل ملصق يحمل صوراً متعددة تعود به إلى بحرٍ من شريط الذكريات التي وصفها بأجمل الأيام منذ ما يقارب 68 عاماً.

« بوابة منزله كبيرة، يمر من خلالها أنواع مختلفة من الحيوانات سواء الجِمال أو الأبقار أو الخراف، يُحيط به من جميع الجهات أشجار الحمضيات حيث تشتهر قريته،  بالقرب منه ديوان العائلة يحتضن المناسبات كافة من أفراح وأحزان وجلسات سمرٍ وغيرها الكثير ».

الحاج يوسف حجازي البالغ من العمر 74 عاماً، يستذكر بغصة أيام قريته « دير سنيد » التي تقع على بعد 12 كيلو من الشمال الشرقي لمدينة غزة بالقول: « قرية جميلة هادئة تشتهر بالحمضيات، لها مكانة تاريخية عظيمة تعتبر محطة من محطات سكة الحديد التي تربط بين رفح وحيفا ومرراً للحجاج، ولم تستولي عليها العصابات الصهيونية إلا بعد (تسليم) انسحاب الجيش المصري منها ».

ويحيُي الفلسطينيون من كل عام ذكرى النكبة بطرق مختلفة فمنهم من ينظم المسيرات ومنهم من يعرض صوراً لقرى فلسطينية عبر معرض تراثي وآخرون يقومون بزراعة أشتال الزيتون.

عيناه لا تفاق ذكريات الماضي؛ فمشاهد الفرح والحزن لا تزال تُطبع على مخيلته رغم صغر سنه آنذاك، قائلاً: « روابط المحبة والإخلاص والمصاهرة والصدق والتفاني في العمل، كلها روابط تعيشها القرية بشكل رومانسي جميل ».

« الديوان » كان أبرز مكان في تاريخ القرية حيث تعقد به جلسات الحوار اليومية، وتنطلق الخطوبة والزواج من أبوابه، ويحتضن الأحزان، ويحل مشاكل أهل القرية فهو أساس ومركز التعايش الجميل لأهل القرية فهو عبارة عن مجلس قروي لكافة القضايا« ، كما يقول حجازي لمراسل فلسطين اليوم.

ويُشير الحاج حجازي إلى أن »صور عائلات فلسطينية مهجرة، وأخرى لمدن وقرى فلسطين بالزمن القديم، ومجموعة صور تتحدث عن رجال المقاومة وأخرى تعرض لباس التراث القديم، والعملات النقدية ذات الطابع الفلسطيني، وصورٌ أخرى تتحدث عن النكبة« ، هذه الصور وغيرها الكثير تدق جذور العقل لدى الشباب الفلسطيني وتعود الذاكرة إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي حيث الحياة الهادئة الرومانسية الجميلة ».

وتمنى الحاج حجازي أن يعود الزمن الجميل بانتهاء الاحتلال والتمسك بالروابط الاجتماعية لدى أبناء شعبنا الذي غزاه التقدم التكنولوجي، داعياً أبناء شعبنا إلى التمسك بالأمل والعودة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.

وفي زاوية أخرى من زوايا المعرض المقام في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، الذي يحمل عنوان « شاهد النكبة »، تجلس الفتاة زينات الكسيح خلف طاولة معروضة عليها صور لمنقوشات متعددة، ومنهمكة في نقش أيدي الفتيات بالحنة والمناكير.

الكسيح تقول لمراسل « فلسطين اليوم »: « النقش على الأيدي أو على الملابس هو من الطراز الفلسطيني القديم لتزين العرائس قبل الزواج وللفت الأنظار وحسن الجمال ».

وأكدت أن أقدم النقوش على الأيدي كانت من « مادة الزفتة » أو الحرق وهي مؤلمة جداً ومع مرور الوقت تم تطويرها إلى الحنة والمناكير وتنوعت النقاشات إلى نقش عادي وأخر يمني وثالث هندي« .

بينما تجلس الفتاة أزهار جاد الله في زاوية أخرى من زوايا المعرض حيث الشنط والأواني المنزلية حيث تقول: »إن المطرزات من التراث الفلسطيني القديم وفي كال مناسبة تراثية أشارك بهذه الأدوات الجميلة".

وأوضحت لمراسلنا أن كافة المطرزات تدل على أهلها فمثلاً هناك خريطة لفلسطين مطرزة بشكل خليلي وأخرى بشكل بدوي وشنط مطرزة على طريقة سكان حيفا ويافا والقرى المهجرة.

وأشارت إلى أنها ستُعلم بناتها المطرزات لأنها من التراث الفلسطيني.





















اخبار ذات صلة