خبر بطل ¬في التحريض- يديعوت

الساعة 09:42 ص|09 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: غريب نتنياهو هذا. فهو لا يفوت اي فرصة ليقدم المصلحة السياسية المباشرة على تلك المصلحة الوطنية بعيدة المدى - المصدر).

اذا كان هناك شيء ما يمكن دوما الاعتماد عليه بالنسبة لنتنياهو، فهو أنه لا يفوت اي فرصة كي يتصرف كآخر السياسيين. ميري ريغف بمستوى أعلى. هذا ما حصل أمس عندما في جلسة الحكومة، بدلا من أن يقوم بالفعل السليم ويتجاهل اقوال اللواء غولان في احتفال يوم الكارثة – والتي آخر ما يمكن ان يقال عنها بانها مصابة بنزعة سياسية – اختار نتنياهو ان يتناولها وكأنه شتاينتس في أفضل الاحوال او اكونيس في الحالة الاقل جودة. بتعبير آخر: رئيس الوزراء بعظمته وضع مسدسا على الطاولة في مكتب لواء في الجيش الاسرائيلي وخرج من الغرفة. اما الباقي فتركه لوزيرة الثقافة لديه، التي اقتحمت فورا الى هناك كي تؤكد القتل.

لا أتذكر رئيس وزراء وظف هذا القدر الكبير من وقته كي يدخل في شقاق، ويشعل النار ويبث الكراهية مثلما يفعل نتنياهو. وحتى في الاماكن التي يمكنه أن يتجاوز فيها الامر، يتجاهل، يضبط نفسه، يهدأ ويبدي سيماء رسمية – ينجذب الى المعمعان، نحو الجمر المشتعل، نحو اللظى. ولا يهم اذا كان هذا سياسيا من اليسار، لواء في الجيش او مجرد مفكر يتجرأ على الاعراب عن موقف يختلف عن ذاك الذي وجد تعبيرا له في صفحة الرسائل لليكود. عفوا، للبيت اليهودي.

يحصل هذا هذه المرة لان لواء في الجيش الاسرائيلي يسمح لنفسه بان يعبر عن قلقه من امور تحصل في المجتمع الاسرائيلي. لا يدور الحديث عن انتقاد سياسي: فهو لا يقول موقفه من الاحتلال، لا يدعو الى اقامة دولتين، ولا حتى ينتقد سلوك المستوطنين. فهو ببساطة يعرب عن تخوفه مما يلاحظه كسياقات تحصل هنا وتذكره بسياقات حصلت في المانيا قبل 80 سنة.

ماذا حصل؟ هل تشتعل لاحد ما القبعة؟ هل يشعر احد ما بالذنب في ان اسرائيل اليوم مصابة بالعنصرية؟ إذن يحتمل أن يكونوا في اروقة الحكم ايضا يلاحظون المؤشرات الفاشية والعنصرية التي يشير اليها اللواء غولان ويتصرفون وكأن الاصبع موجهة اليهم. امكانية معقولة أكثر ومميزة اكثر لرئيس الوزراء، هي أن نتنياهو حاول أمس ان يسبق بينيت، وبدلا من ان يوبخ اللواء بعد ان تكون اقوال رئيس البيت اليهودي انطلقت، فانه يفعل هذا قبل ذلك. ويحتمل أن يكون هذا مرة اخرى هو سبيل نتنياهو لان يميز نفسه عن وزير الدفاع الذي وقف للدفاع عن غولان.  لن تكون هذه هي المرة الاولى في الزمن الاخير التي يختار فيها نتنياهو عزل يعلون في الحكومة وتركه لمصيره امام اليمين.

مرة اخرى، للمرة التي من يدري كم، في الاختيار بين الرسمي وبين السياسي، اختار نتنياهو السياسي. وفي الحسم بين الهدوء وبين الاشتعال، اختار الاشتعال. فماذا اذا كان الحديث يدور عن لواء في الجيش الاسرائيلي. ماذا اذا كانت اقوال اللواء تتعلق بالقيم، بالاخلاق وليس بالسياسة. اقوالا يجدر بها أن تقال ايضا وربما بشكل خاص من قبل من هو قائد للجنود. ولكن لا، نتنياهو كما ذكرنا لن يفوت الفرصة للتوجه الى جمهوره، وبالاساس الى جمهور بينيت وليبرمان، كي يجمع بضعة نقاط اخرى تكتسب بهذه الخفة.

فكرت أمس باللواء غولان. ضابط يمجده ويمدحه الجميع. كم من السهل ان تحطم اليوم صورة الانسان، القائد او كائن من كان. بضع كلمات تحريضية، تلميحية في أنك لست في المعسكر الصحيح واذا بك انت هناك بين صفوف اليمين. من غير المستبعد ان تكون الاقوال التي قيلت امس من نتنياهو ومن بعض وزرائه، ستدفع غولان الى الاستقالة. احيانا يكون اشخاص من هذا النوع منيعين امام نار العدو الشديدة، ولكن ليس امام تلك التي تطلق من داخل المعسكر.

لقد تحدث اكونيس امس عن الضرر الذي الحقه غولان بالاعلام الاسرائيلي. مشوق أن نعرف كيف سيشرح حقيقة أنه لولا موقف نتنياهو امس لكانت القصة اختفت من تلقاء ذاتها. وان رئيس الوزراء كان هو الذي اعادها الى جدول الاعمال.

ان مشكلة الاعلام في اسرائيل معاكسة بالذات: الف يئير غولاني لا يمكنهم ان يخرجوا حجرا واحدا يلقي به اكونيس واحد الى البئر. اما الاضرار الدولية التي يلحقها اناس من نوع اكونيس وريغف فليس هناك من يصلحها.

    

كلمات دلالية