خبر المقاومة الفلسطينية تواجه المنطقة العازلة شرق غزة

الساعة 05:25 ص|07 مايو 2016

فلسطين اليوم

منذ اليوم الأول للتوتر على خط قطاع غزة الشرقي، كان بادياً أنّه يرمي إلى منع فرض واقع إسرائيلي جديد على الأرض، يسمح لجيش الاحتلال بالتوغّل والقيام بعمليات محدودة على بُعد أمتار من السياج الفاصل في الجهة الفلسطينية، في إطار المساعي الإسرائيلية للبحث عن أنفاق المقاومة.

لكنّ ردة فعل المقاومة الفلسطينية، والمواجهات المحدودة التي جرت مع الاحتلال، تعني فشل محاولة فرض هذا الواقع على الأرض، أو على الأقل التأكيد الفلسطيني على أنه لا يمكن أن تكون غزة عرضة لعمليات إسرائيلية شبه يومية، من دون رد.

وكان واضحاً أنّ المقاومة وإسرائيل معاً لا تريدان الذهاب إلى حرب أوسع، فالمقاومة تعمّدت استهداف محيط تجمّعات الآليات ولم تستهدفها مباشرة، فيما استهدف الاحتلال مواقع عسكرية فارغة للمقاومة وأراضي زراعية، وفي غالبه لم يؤدِ إلى ضحايا.

وعلى الرغم من تأكيدات الأطراف المختلفة على أنّ عدواناً واسعاً على غزة ليس في وارد ذهاب إسرائيل إليه، ولا رغبة للمقاومة فيه، إلا أنّه إذا استمرت المواجهات المحدودة، وحصل عمل أمني قويّ للمقاومة، يمكن أنّ تنقلب الأمور وتتدحرج للوصول إلى عدوان أكبر، وهو ما تعمل الاتصالات الدولية حالياً على منعه.

واتُفق في تهدئة عدوان 2014 التي رعتها مصر، على إنهاء فكرة المنطقة العازلة التي تريد إسرائيل تثبيتها عند طرف قطاع غزة الشرقي المتاخم للنقب، وهو ما يعني ضمنياً السماح لها بالعمل فيها بحرية، وكذلك منع الفلسطينيين من التواجد فيها وحتى زراعتها. ولم يُلزم اتفاق تهدئة 2014 المقاومة بأي بند يمنعها من مواصلة العمل والتجهيز فوق الأرض وتحتها، وهو ما عرقل في حينه التوصل للاتفاق سريعاً، لكنّ إصرار الوفد الفلسطيني على منع التعهد بالأمر، كانت له نتائج أفضل.

وهو ما أكّد عليه نائب رئيس المكتب السياسي لـ« حماس »، إسماعيل هنية، والذي قال في خطبة الجمعة أمس، إنّ حركته لا تريد حرباً، لكنها والمقاومة لن تسمحا للاحتلال الإسرائيلي بإنشاء منطقة عازلة شرقي قطاع غزة، وفرض وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية. وقال هنية أيضاً إنّ « حماس » لا تدعو للحرب، ولا تريدها، لكنها لن تسمح باستمرار التوغّلات الإسرائيلية وفرض الاحتلال وقائع جديدة على الأرض، واستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل عامه العاشر على التوالي.

ومن تصريحات هنية، وبياني « كتائب القسام » عن أحداث السياج الفاصل شرق غزة، يظهر جلياً أنّ أحد أشكال المواجهة الحالية يرمي إلى رفض إقامة منطقة عازلة ومنع الاحتلال من التوغلات اليومية. وكانت « القسام » قد سبقت ذلك بالتأكيد للاحتلال على أنه إذا أراد تهدئة مستوطني غلاف غزة عليه أن يعمل داخل الحدود لا خارجها.

وفي جولة المواجهة الحالية، من الناحية الإسرائيلية، محاولة واضحة لطمأنة مستوطني غلاف غزة، والذين باتوا في الأشهر الأخيرة أكثر قلقاً مع استمرار المقاومة في حفر الأنفاق أسفل السياج، ومع تساقط بعض الصواريخ على مناطقهم. وربما دفع المستوطنون الإسرائيليون الحكومة والجيش للذهاب إلى عدوان محدود من أجل إشعارهم بنوع من الأمن، خصوصاً مع توالي تحذيرات الفصائل الفلسطينية في غزة وعلى رأسها حركتا « حماس » و« الجهاد الإسلامي » من أنّ استمرار تشديد الحصار يعني أنّ الانفجار قد اقترب.

ومن المتوقع، إذا نجحت الجهود في تثبيت التهدئة والعودة إلى ما قبل المواجهات الحالية، أنّ تبقي إسرائيل على عملها انطلاقاً من أراضي 1948 على مكافحة الأنفاق التي تحفرها المقاومة، في مقابل استمرار المقاومة في عملها بما يضمن لها تحقيق نوع من توازن الرعب.

وفي كل الأحوال، فإنّ الذهاب إلى حرب واسعة على غزة لن يكون له تأثير على غزة وسكانها فقط، وفق تصريحات صدرت عن المقاومة أخيراً، بل ستطاول الإسرائيليين كما طاولتهم في العدوان الأخير، وإنّ لم تنجح الجهود في التوصل لتثبيت التهدئة، فإنّ أحداً لا يتوقع كيف ستكون عليه شكل الحرب المقبلة، لكنها بالتأكيد ستكون قاسية وصعبة وطويلة. 

كلمات دلالية