خبر ممَ يخاف الجيش الاسرائيلي- هآرتس

الساعة 09:14 ص|05 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

مدد الجيش الاسرائيلي هذا الاسبوع للمرة الخامسة اعتقال رافضة الضمير تئير كمينار. كما حاكم الجيش رافضة ضمير اخرى، عمري برانس، فحكم عليها بالسجن العسكري لثلاثين يوما، بعد أن كانت حكم عليها لاول مرة في نيسان إثر رفضها الخدمة في الجيش الاسرائيلي.

          قضت كمينار، ابنة الـ 19 حتى الان 95 يوما في الحبس العسكري لرفضها التجنيد. وفي نهاية فترة الحبس الخامسة ستصبح كمينار – حسب شبكة « رافضات »، التي ترافقها – « صاحبة الرقم القياسي الاعلى في الحبس على رفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي ».

          كل هذا رغم حقيقة ان كمينار تعلن المرة تلو الاخرى بانها لا تريد أن تتملص من الخدمة للمجتمع وانها مستعدة لان تستبدل الخدمة العسكرية التي هي ملزمة بها بخدمة وطنية.

          كمينار، التي قبل أن ترفض التجميد تطوعت في اطار الحركة الكشفية لسنة خدمة في سديروت، تعلل رفضها الخدمة في الجيش بعدم الرغبة في التعاون مع الواقع الاشوه الذي يحدثه الاحتلال. وعلى حد قولها، فان سنة الخدمة التي أدتها في سديروت اطلعتها على ازمات الاطفال المصابين بالصدمة على جانبي النزاع وعلى الحاجة الى خطوات هامة لتغيير الوضع.

          قبل أن تحاكم هذه المرة كتبت كمينار على صفحتها على الفيسبوك: « ليس سهلا علي ان أمتثل للمرة الخامسة مع العلم أني سأعود مرة اخرى الى السجن ». كما تناولت كمينار ايضا النار التي كانت في حاجز قلنديا وقتل فيها الشقيقان مرام اسماعيل وابراهيم طه: « يقشعر لي كل بدني، غضبا، احباطا وحزنا. يحزنني أن يكون عندي اليوم سبب آخر للامتثال ورفض التجنيد. رفض خدمة الاحتلال الفظيع هذا ».

          الجيش الاسرائيلي، الذي يغمض عينيه بثبات في ضوء محاولات التملص المتنوعة، يتشدد بالذات مع شبان قيميين، معنيين جدا في المساهمة للمجتمع ويبدون مشاركة عميقة فيه. هؤلاء الشبان ليسوا مستعدين لان يخدعوا الجهاز وان يتخذوا آلاعيب متنوعة كي يمتنعوا عن الخدمة. وهم يعلنون برأس مرفوع بانهم لا يريدون ان يخدموا الجيش لاسباب ايديولوجية.

          ان خوف الجيش من هؤلاء الشبان ينبع من تخوف غير مبرر، من أن يسير شبان آخرون في طريقهم. ولكن الخطوات التعسفية التي تتخذ ضدهم تنم عن عدم ثقة اخلاقية وعمود فقري قيمي ضعف. لقد كان يمكن لكمينار أن تختار طرقا كثيرة، تتيح لها الا تخدم في الجيش – ان تتزوج أو ان تعلم، مثل مئات الاف البنات عن تدينها. لقد ادعى ابواها بان الجيش ألمح لها بان « هناك طرق للتسرح من الجيش »؛ مثلا، من خلال التوجه الى ضابط الصحة النفسية.

          على الجيش الاسرائيلي أن يكف عن التنكيل بكمينار، وباقي رافضي الضمير، والسماح له باستبدال الخدمة العسكرية بخدمة وطنية، حسب ارادتها.