خبر أيهما أكثر صحة: النظام الغذائي النباتي أم القائم على اللحوم؟

الساعة 08:59 م|04 مايو 2016

فلسطين اليوم

في عصر ينتشر فيه محبو تناول اللحوم، عادة ما يعتبر النباتيون من الأشخاص الصحيين والعباقرة في  كيفية إنقاص الوزن، ولكن ما مقدار الصحة التي يتمتع بها هؤلاء حقاً؟

وفقاً للمجلس الأوروبي للمعلومات الغذائية، فنادراً ما يستخدم مهنيو التغذية مصطلح “الأغذية الصحية”، لأن الطريقة التي يسمى فيها الطعام على أنه صحي أم لا تعتمد اعتماداً كبيراً على كمية ما نأكله منه، لذلك فإن استهلاك اللحم لا يعتبر غير صحي، فهذا الأمر يعتمد بشكل كبير على مدى التوازن في استهلاكه.

لطالما اُعتبر النباتيون بأنهم أولئك الأشخاص الذين يهتمون بالبيئة، أو الحيوانات، أو صحة أجسامهم، ولكن على اعتبار أن نظامهم الغذائي لا ينطوي على استهلاك اللحوم، مما يجعله يتعارض مع ثقافة هذا العصر.

أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة المفرطة، وذلك وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والأطفال يلحقون بالركب، وتبعاً للإحصائيات، فإن الأميركي العادي يأكل 270 رطلاً من اللحم سنوياً، وهذا يعادل ضعف الكمية التي توصي بها وزارة الزراعة الأمريكية، فهذه الكمية تضيف الكثير من البروتين الحيواني ويصبح من الصعب على أجسامنا معالجته، وخصوصاً أن أغلبية الأشخاص يعيشون نمط حياة منحفض النشاط.

إن تناول كل تلك اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى مثل الجبن والبيض، على حساب الأغذية الأساسية الضرورية الأخرى التي توجد في الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، لا يأتي من دون عواقب، حيث وجد باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يتناولون الوجبات الغذائية الغنية بالبروتينات الحيوانية يكونون أكثر عرضة بأربع مرات للوفاة نتيجة للإصابة بالسرطان من أولئك الذين يتناولون كمية منخفضة إلى متوسطة منه، لذلك، فإذا قمت فقط بتخفيض كمية استهلاكك من اللحوم، والجبن، والبيض اليومياً، والاستعاضة عنها ببعض الخضراوات ذات الجودة العالية، والمكسرات، والحبوب، فإن جسمك سوف يشكرك على ذلك، ولكن تأكد من أنك تقوم بتناول الأغذية الصحيحة التي يحتاجها جسمك بالفعل، وليس القيام بذلك عن طريق تناول الكثير من المعكرونة والجبن لمجرد أنها من الأطعمة الخالية من اللحم.

“إن التحول إلى النهج النباتي لا يضمن لك صحة جيدة”، هذا ما أشارت إليه خبيرة التغذية (جايمي ماس)، ومؤسسة مركز (Jaime Mass Nutritionals )، وأضافت إن نهج أسلوب الحياة النباتي هو ما يهم، فالنباتيون الذين يستهلكون البقول والفواكه والخضار، والبذور، والمكسرات سيكون وضعهم الصحي مختلفاً عن النباتيين الذين يستهلكون كميات عالية من الكربوهيدرات المكررة مثل الكعك والمعجنات والمعكرونة والبسكويت.

انتبه لما تدخله إلى جسمك، فالنهج النباتي ليس بالضرورة أن يكون مرادفاً للصحة جيدة، ففي دراسة توضيحية تم نشرها في العام الماضي في مجلة (PLoS ONE) وجد فريق من الباحثين النمساويين عند مقارنتهم للحيوانات آكلة اللحوم بالحيوانات العاشبة، أن الحيوانات النباتية كانت ضعيفة صحياً بالمقارنة مع المجموعات الغذائية الأخرى.

كانت الدراسة محدودة جداً في كيفية مقارنتها للنظم الغذائية، حتى أن الباحثين اعترفوا بأن هذه المجموعة الصغيرة من الحيوانات المستخدمة في التجربة، والتي كان عددها لا يتجاوز الـ1000، لا يمكن أن تمثل العالم بأسره، وذلك ينطبق أيضاً على الأشخاص، حيث أن الأمر يعتمد فقط على النظام الغذائي اليومي لكل شخص، فرقائق البطاطس والكعك المحلى بالقرفة هي من المأكولات النباتية، ولكن هذا لا يعني أن عليك أن تأكل منها بشكل دائم ومنتظم، في الواقع، إذا كنت تسعى لأن تكون شخصاً صحياً، فيجب عليك القيام بالعكس تماماً.

في أي وقت تستغني فيه عن أحد مجموعات المواد الغذائية، ستخاطر بفقدانك لبعض المواد الغذائية، فالنباتيون بحاجة إلى التركيز على الحصول على ما يكفي من البروتين في نظامهم الغذائي، بينما يحتاج الخضريون لتوجيه اهتمامهم للحصول على الحديد، والكالسيوم، وفيتامين B12، و الزنك. فيتامين D وأحماض أوميغا 3 ومكملات الأحماض الدهنية، ويمكن أيضاً أن تكون هناك حاجة لاتباع أسلوب حياة نشط.

خلاصة القول: لا يجب أن نعتبر أن هناك مجموعة أكثر صحة من الأخرى فيما يخص عادات الأكل، وذلك طالما أن الشخص يتناول مجموعة متنوعة ومتوازنة من البروتينات والمغذيات الغنية، والكربوهيدرات، والدهون الصحية، فاتباع نظام غذائي يتضمن اللحوم والكثير من الفواكه والخضار والحبوب الكاملة يمكن تماماً أن يندرج تحت بند نمط الحياة الصحية.